عديد التحليلات الإسرائيلية تفترض أن قساوة الرد الإسرائيلي على طوفان الأقصى لا تكفي حتى الآن، أي الغارات الوحشية الصهيونية (هي في غزة للمرة الثامنة وليست الاولى) التي لم تبقي لا الأخضر ولا اليابس. بل وتجد من معظم هؤلاء المحللين الإسرائيليين والسياسيين ومن يعتبرون أنفسهم مفكرين من يدفع بالعدوان والسياسة الإسرائيلية نحو الحائط، فيطالب بوضوح شديد الى تدمير حركة حماس كليًا وأيضًا محو القطاع، وذلك من خلال سيناريو اعادة احتلال قطاع غزة او أجزاء منه وطرد او قتل المقاتلين وقادتهم.
بلا شك أن الصدمة كانت كبيرة الى الدرجة التي أبكمت الإسرائيليين عن الوصف، فلم يجدوا من الكلمات الا كلمات الخراب والدمار والإبادة والقتل والانتقام (فكر العصابات) ضد الفلسطينيين عامة، وضد حماس بشكل تخصيصي.
فهل يشكل ذلك عودة كلية للمجتمع الإسرائيلي الى الأصل المتطرف للوجود الصهيوني في فلسطين؟
قلة من الإسرائيليين استطاعوا أن يحتفظوا برباطة الجأش ويقولوا أن الخطأ هو بتجاهل القضية الفلسطينية والحق والعدالة، ولكن الغالب كما رأيت اعتنق الفاشية والنازية. ولكن بجميع الاحوال فإن العقل الصهيوني بدلًا من أن يعتدل ويستقيم ويفهم ها هو يعود كليًا لحقيقة نشوء الكيان على جثث الفلسطينيين والتخلص منهم واغتصاب أراضيهم.
من الذين تعاملوا مع الأمر بعقلانية من الإسرائيليين كان جدعون ليفي وكانت عميرة هاس وكان حنانيا...الخ، وكان ألون بن مائير الذي مما قاله في التعليق على ما حصل من هجوم حماس الذي هو بالطبع يدينه، التالي:
-]إن معاملة الفلسطينيين وكأنهم قوة إحتلال بدلاً من كونهم محتلين، كما ادعى سموتريش، ليس أمراً شائناً فحسب، بل هو هزيمة ذاتية كما ثبت على مدى السنوات الخمس والسبعين الماضية.
-ينبغي لإسرائيل أن ترسل رسالة واضحة مفادها أنها مستعدة لبدء مفاوضات سلام مع القادة الفلسطينيين المعتدلين لخلق عملية مصالحة طويلة الأمد التي ستؤدي إلى حل دائم
-على السعوديين أن يوضحوا علناً أنه لن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع إسرائيل ما لم يتم تحديد مسار واضح يؤدي إلى حل دائم للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
-لإدارة بايدن التي كانت تتحدث فقط عن حل الدولتين مثل كل سابقاتها، أن تتصرف بناءً على موقفها الرسمي وتصر على أن الوقت قد حان لكي تأخذ إسرائيل هذا الصراع مع الفلسطينيين على محمل الجد.[
صوت العقل خافت وصوت الإرهاب والانتقام والإبادة بفكر العصابات أو بفكر نازي يشتعل عند الإسرائيليين اليوم فعندما تسمع التعبيرات الصهيونية المستخدمة فإنك تتقيأ من حجم الفاشية كما حصل من ذاك النازي الذي طالب بإبادة (لاحظ أن المصطلح نازي أصلًا) قائلاًا إبادة الفلسطينيين وإبادة غزة وليؤكد ما طرحه فإنه يعطي المثال الواضح أي تحقيق الإبادة مثل ما حصل في مدينة درسدن عام 1945؟! على حد قوله على الإذاعة الإسرائيلية.
وعندما عدنا لنوثق كلام هذا الباحث!؟ الإسرائيلي الذي اسمه "ألِكس درنبرغ" فيما يتعلق بما يقصد بذلك نتفاجأ بحجم الفكر الوحشي الفاشي حيث تقول الموسوعة الحرة: قصف درسدن عام 1945م هو هجوم جوي بريطاني-أمريكي على مدينة درسدن، عاصمة ولاية ساكسونيا الألمانية، ودمر القصف والعاصفة النارية الناتجة أكثر من 1600 فدان (6.5 كم2) من وسط المدينة. وقتل ما يقدر بنحو 22700 إلى 25000 شخص.
إن دعوات سحق او محو قطاع غزة أو تحقيق الإبادة النازية هو حقيقة تتأكد من تصريحات عدد من الصهاينة المعتنقين أصلًا للفكر النازي، وكأن ضحية النازي الالماني هو ذاته من يقوم منذ العام 1948م بدور الجلاد! ولكن ليس ضد قاتله الألماني النازي، وإنما ضد من قام هو باحتلال أرضه!