لا يقتصر الإسناد الأردني في دعم الشعب الفلسطيني على الموقف الرسمي، المعبر عنه في مواقف وسياسات واتصالات رأس الدولة جلالة الملك وتحركاته، وأولويات وزير الخارجية تنفيذاً للسياسة العليا المركزية، بل تمتد معايير السياسة الرسمية ومضمونها وأولوياتها، تعبيراً عن إنحيازات الأردنيين وفهمهم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ورفض برامج المستعمرة المكشوفة العارية والمستترة.
لا يقتصر التضامن الأردني على الموقف الرسمي على أهميته، بل يشمل إنحيازات كافة أبناء شعبنا في محافظاته ومدنه وقراه وبواديه، الذين عبروا عن دعمهم ومطالباتهم فتح الحدود مع فلسطين للقيام بالواجب الوطني القومي الديني نحو الأشقاء الفلسطينيين.
التطهير العرقي، الإبادة الجماعية، تدمير البيوت على أصحابها، اتساع حجم الخراب، جعل نصف مليون مواطن بلا مأوى، إضافة إلى التجويع والعطش والحرمان من ضرورات الحياة، وفقدان الأدوية والعلاج، وتدمير المستشفيات ومنع مستلزماتها، حتى تتحول إلى أن تكون عاجزة عن تقديم الخدمة.
لا شيء بالصدفة لدى ممارسات المستعمرة وجرائمها وإنحطاط سلوكها، بل هي معتمدة مقصودة تستهدف سحق أهالي غزة إما بالموت أو الترحيل، لتحقيق غرضين:
الأول إشباع رغبات العنصريين الفاشيين من الإسرائيليين رداً وتعويضاً على عملية السبت يوم 7 تشرين أول أكتوبر، وإظهار قدرات المؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية في توجيه الانتقام والثأر بدل الصاع صاعين وأكثر.
والثاني التخلص من العامل الديمغرافي السكاني البشري الفلسطيني إما بالقتل بلا رحمة وبلا قيود وبلا خطوط حُمر، أو بالترحيل والتهجير، لتقليل عدد السكان لأصغر عدد ممكن من أهالي قطاع غزة.
النفاق الأوروبي والإنحياز الأميركي للمستعمرة ودعم خياراتها الهمجية الفاشية في التعامل مع الشعب الفلسطيني، غير مسبوق بهذه الوقاحة، متناسين أن سبب العنف والمقاومة وردات الفعل الفلسطينية مصدرها الاحتلال وسببه، ومشروع المستعمرة لبلع فلسطين وتغيير معالمها العربية الإسلامية المسيحية الدرزية وخارطتها الجغرافية وجعلها عبرية إسرائيلية يهودية، وفق مشروع الاحتلال التوسعي العنصري الأحادي.
الإنحياز الأميركي والنفاق الأوروبي زاد عن حده، وهم يغفلون عن الجرائم التي تقترفها قوات المستعمرة وأجهزتها، وهم يتحدثون عن قتل الأطفال والنساء الإسرائيليين، رغم عدم الدقة والكذب والافتراء، ومع هذا لا يذكرون ولا يدققون بأفعال الإسرائيليين المشينة بحق الفلسطينيين وهدم بيوتهم على رؤوس أصحابها، وإبادة عائلات كاملة تحت الأنقاض، عبر القصف وإلقاء القنابل الثقيلة بالأطنان، والهدف واضح يتمثل بالتصفية والقتل والتطهير ضد الفلسطينيين، ألا يستحق شعب فلسطين تقدير معاناته من هذه الجرائم وإنصافه، من الذين سبق وأقاموا المستعمرة، ظُلماً وعنوة على أرض فلسطين من هذه البلدان الأوروبية: بريطانيا بقراراتها، وفرنسا بأسلحتها التقليدية والنووية، وألمانيا بدفع المهاجرين الأجانب الذين تعرضوا للاضطهاد من قبل النازية والفاشية لأنهم يهود، ودفعهم نحو الهجرة إلى فلسطين ودفع التعويضات المالية للمستعمرة تعويضاً عن جرائم ألمانيا النازية ضد اليهود.
وصف الرئيس الروسي بوتين وتشبيهه حصار قطاع غزة من قبل قوات المستعمرة الإسرائيلية، كما كان حصار ليننغراد من قبل النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وصف وتشبيه في غاية الأهمية، ولطمة إدانة سياسية لسلوك المستعمرة ضد الفلسطينيين، وبما يحمل من تشبيه المستعمرة في سلوكها كما فعل النازيون، والانتصار الذي حققه الروس على النازية، بشرى لتطلعات الفلسطينيين نحو الحرية والاستقلال وهزيمة للإسرائيليين كما هُزمت النازية واندحرت بسبب همجيتها وعنصريتها وهذا ما سوف تواجهه الصهيونية ومشروعها الاستعماري في فلسطين.