مَدينُة غَزة أيقونةُ الجهاد، والرباط؛ فيها البحر، ومنهُ تَهِّبُ جمال نسمات الرياح؛ يَشِّعُ شُعَاع نورها ليَنبلجُ منهُ الصَباحَ، بِّنُورِ من العليم الفتاح؛ فلن يفُلح الأعداء في كسرها، وإطفاء ضُوء المِصباح؛ فشعب غَزة شعبُ المِلَاحْ. زئَروا للقُدسِ حي على الجهادِ، حي على الفلاح؛ من أجل المسجد الأقصى المبارك تَهُون الأرواح!؛ وأهل غزة العزة صابرين صامدين، رغم القصفِ الوحشي الواضحِ الفاضِح، وانقطاع الكهرباء، والماء، والَشُح في الغداء والدمار الكبير، وقتل النساء، والأطفال، والألمِ المؤلم الأليم الصادِح من المُحتل الفاجر الكافِر اللئيم العُتلِ الزنيِم الرَداح. ولسانُ حال أهل غزة لن نَبوحَ بِالنواح، والصياح، رغم شِّدة الجراح، وشلالِ الدمِ النازف المسفوح من خِّيِرةِ الأرواح!؛ على يد المجرمين القتلة الصهاينة أولاد الزنا من السفاح لا النِكاح؛ والذين صار الدمُ العربي عِندهُم مُستباح في كل مَساءٍ، وصباح!..
 وبعد يوم السبت السابع من أكتُوبر 2023م صارت غزة أَيَقُونة مُدن العالم، يفُوحُ منهُا مِسِّكُ الجِراحُ، وإرتقاءُ الكثير من الأرواح، إلى جنة الفردوس حيثُ الأفراح؛ فَعَبِّقْ عِطِّرِ الشُهداء الأبرار فَواحَ؛ لن يرحلوا مِنها، ولن تصبح غزة مدينة خالية مُهجَّرٌ أهلها يَسُكنَها الأشباح، ولن تبقى فيها الأتراح، وآلة الحرب الوحشي الصهيوني التي قتلت في غزة الأفراح.
 إن مدينةٌ غزة شوكةٌ في حلق الأعداء عَصيةٌ على الانكسار، ولا تقبل الاندثار؛ ولا الانتِحار، وصامدةٌ رغم كل الدمار، وشدة القصف بالفسفور الأبيضِ السامِ المُشتعل كالنار.
  صحيحٌ أن غزة خذلوهَا إِخوةُ يوسف، وصابرةُ صبر أيوب، وتنزفُ منها الدماء، وتُزف يوميًا للعلياء أَلاَفٌ مُؤلفةٌ من الشُهداء، والجرحى، وفيها الثكلى، واليتامى، والأرامل، ولكنها ستبقى أَيَّقُونةُ العُظمَاءَ؛ وأحسبها اليوم، وكأنها بوابة الأرض إلى السماء، تصدرت مُدن العالم، وصارت في العالي لأنها رسمت طريقها عبر شلالٍ من الدمِ الأحمر الزكي الطاهر القاني.
 حيث في غزة لازالت ترتقي الأرواح الطاهرة إلى العلياء، وتصعد مطمئنة راضيةً مرضية لبارئها رب الأرضِ والسماء؛ حيثُ في الشهادة في سبيل الله ارتياح لأنهُم أحياءٌ عند ربهم يُرزقون، فالشهادةُ خَاتمةُ ختامهَا مِسكٌ فيها الفلاح، والنجاح،والانشراح.
أما الأعداء الأنجاسُ الكلاب فزاد منهم النِباح؛ ومعهم خنازير الغرب الأوساخ!؛ الذين تمرغوا بوحل النجاسة ومات ضميرهم الإنساني؛ فما كان منهم إلا المزيد من القُبحِ، والانبطاح، والتصريِح الصريح لذبِح الذبيح واستباحة المذبوح؛ وقدموا الدعم للقتلة الصهاينة من أجل ِالاِجتياح!؛ وبكُل قُبحٍ تنكروا للمجزرة الصهيونية الوحشية، والتي استشهد بسببها المئاتِ من الأطفال، والنساء بعد قصف المجرمين مستشفي المعمداني بغزة وحكام الغرب صاروا وحوشًا ضارية كالتماسيح، والسنكوح، المفضوح، ومات عندهم الضمير الإنساني، وكأنهم وحوش من غير قلبٍ بشريٍ، ومن غيرِ روح!.
إن غزة أيها السادة، والقادة؛ هُم أهلُ العبادة الغالبون، لأنهُم القادة، والقيادة، والسادة، ولهُم السؤدد والسيادة، والزيادةُ، والنصرُ، والتمكين، والريادة، لأن غزة تدافع عن العقيدة نيابة عن الأمُة العربية والإسلامية؛ عن أولى القبلتين، وثاني المسجدين في الأرض، مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، بوابة الأرض للسماء؛ يجاهدون بكل بسالة دون اِنبطاح، أو ارتياح، ويرمون العدو بسُرعِة البرق، والرمِاح!؛ ولذلك غزة حاصروها وقصفوها، وهَجَروها، وأحرقوها، وأبادوها، ونكبوها؛ وزلزلوها، ولكن أهلها بقوا فيها، وما هجروها، وما سلوها، وما تركوها، ولن ينسوها؛ ولن يتركوا الغاصبين يدنسُوها!؛ لأنهم كالقُدس يُحبونَها ويُعزوهَا، ولو ذبحوهم؛ وذبحوها؛ وجوعوها، وحاصروها، ودمروها؛ ومنعوا عنها الغداء، والدواء، والماء والكهرباء، وأذوها وقصفوها!.
 فأهل غزة الميامين الأبطال الصناديد الأشاوس رغم النكبة الجديدة لن يُغادروها، وقد لملموا أشلاء شُهدائهم وأقسموا بالثأرِ؛ والفوز بإحدى الحسنيين؛ واستعدوا لهزيمة الأعداء هزيمةً نكراء، ولو دخل الأعداء الأشقياء الأغبياء غزة برًا؛ فستكون مثل نار جهنم يذوقوها؛ ومقبرة لهم، وسمومًا، وحميمًا، وأنكالاً، وجحيمًا..
 فسلامٌ لغزة، وسلامٌ لأهل غزة، وعلى غزة السلام؛ ومنها، ولها السلام، وسلامٌ على شُهداء، وجرحى فلسطين سلامٌ، وألف تحية، وسلام لتلك الأرواح التقية النقية الزكية، التي ارتفعت لجنة الأفراح، لتسرح فيها وتنشرح، وتمرح بعد الترح!؛ هنيئًا لكم الجهاد، والرباط أهل غزة، والقدس، والضفةِ، وبلاد الشام؛ والنصر قادم يا فلسطين يا أرض الطهر، والقداسة، والرباط، أرض المحشر، والمنشر، والأنبياء، وابشروا فإن النصر صبر ساعة والمجرم قاتل النساء والأطفال الحقير "النتن ياهو" والمُنحَطْ "بايدن"، والرئيس الفرنسي ورئيس وزراء بريطانيا وألمانيا وإيطاليا الأنجاس مَجْمُوعَة الفجرة الكفرة مِمن أيدوا وباركوا قتل النساء والأطفال والإبادة لشعب غزة؛ قريبًا جدًا سترون انتهاء حياتهم السياسية للأبد؛ ففي الأفق تلوح بشائر نصر تَسُر الأرواح.
الباحث، والكاتب الصحفي، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي، والمحلل السياسي
الكاتب الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقًا، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب
رئيس الاتحاد العام للمثقفين والأدباء العرب بفلسطين، والمُحاضِّرْ الجامعي غير المتُفرغ
calendar_month22/10/2023 11:12 pm