الحياة برس - مع استمرار الحرب على قطاع غزة في أسبوعها الثالث، يظل الحديث عن توغل بري إسرائيلي واقعًا محتملًا يثير التساؤلات والتحليلات. وتقدمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتقارير تشير إلى أن حكومة الطوارئ ناقشت إمكانية الهجوم البري على قطاع غزة مع قادة سابقين في الجيش الإسرائيلي.
تحدث بعض الخبراء عن استحالة تحقيق إسرائيل أهدافها من خلال الردع العسكري فقط، في حين أشار آخرون إلى فقدان الهجوم المحتمل عنصر المفاجأة.
فيما يتعلق بخطوة تل أبيب القادمة، يظل السيناريو غير واضح حتى الآن، إذ لم تتضح الاستراتيجية بشكل نهائي.
يثير القلق الدائم خلال الأيام الأخيرة هو مفهوم "فتح الجبهات"، حيث تشمل القلق من الجبهة الجنوبية في قطاع غزة وحزب الله في الجنوب اللبناني، بالإضافة إلى ما يجري على الجبهة السورية في مرتفعات الجولان.
وفي هذا السياق، يُشير التاريخ إلى أن إسرائيل لم تقاتل على جبهتين إلا في حرب تشرين عام 1973، حيث استهدفت من الجولان ومن سيناء في نفس الوقت.
واليوم، يتجلى توزيع القوات على الأرض بشكل مختلف، حيث نشرت إسرائيل قوات الاحتياط بشكل كبير على الجبهة اللبنانية بمعدات قديمة بعض الشيء، بينما نشرت القوات المدرعة الحديثة على جبهتي غزة في الشمال والشرق.
تُشير المؤشرات إلى أن إسرائيل تستعد لعملية برية محتملة قد تكون مماثلة لعملية "الرصاص المصبوب" عام 2009. تشمل الخطة الاستعدادات لقصف محاور الهجوم والتي تنتشر على خمسة محاور مختلفة من الشمال والشرق، ومنها: بيت لاهيا ومعبر أيرز من الشمال، وجباليا ومدينة غزة من الشرق، ومعبر رفح من الجنوب.
ومع ذلك، تظل الخطوة القادمة غامضة ومحاطة بالكثير من التساؤلات. هل ستنفذ إسرائيل توغلًا بريًا؟ وماذا ستكون ردود الأفعال الإقليمية والدولية؟
تزامنًا مع التصعيد على الجبهة الفلسطينية، تتسارع وتيرة التحضيرات والمخاوف من ما قد يحدث في الجبهة اللبنانية والجولان السوري.
تتردد معلومات عن "ضغوطات أميركية ناعمة" تمارس على إسرائيل من أجل تأجيل العملية البرية المحتملة بغية حل مسألة الرهائن المتواجدين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.
ويتوقع العديد من الخبراء والمحللين ألا تكون العملية البرية في القطاع "نزهة"، مرجحين أن يتكبد الإسرائيليون خسائر كبيرة، لاسيما أن هناك ما يشبه مدينة تحت المدينة في إشارة إلى الأنفاق الممتدة لكيلومترات عدة، بنتها حماس على مدى سنوات.
كما أن أي حرب شوارع، وفق المتخصصين، تكون كلفتها عالية لاسيما على الجهة المهاجمة، والتي لا تعرف تفاصيل المناطق والأحياء كما أهلها.
ولهذا، كدست إسرائيل ترسانة كبيرة من الأسلحة على أطراف غزة مع تصاعد حربها مع حركة حماس، بما في ذلك 35 كتيبة تحتوي على 300 ألف جندي ستقودهم إلى المعركة 100 جرافة محصنة من طراز D9R و300 دبابة وعشرات من ناقلات الجند المدرعة.
يظل السؤال المهم والمحوري هو كيف ستتصرف القوات الأميركية في حالة تصاعد الصراع، وخصوصًا في الجبهة اللبنانية. وكيف ستكون ردود أفعال طهران في حالة تدخل أميركي مباشر؟.