وتردد عبارتها الشهيرة " بعرف أمي .... من شعرها "
وأطفال آخرون يكتبون أسماؤهم علي أياديهم خشية الموت ولا يتعرف عليهم أحد ولكن للأسف كثير منهم تمزقت جثثهم أشلاء تبعثرت في الهواء وتناثرت حروف أسماؤهم لتعانق السحاب معلنه حجم جريمة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفال فلسطين وبمساندة من المجتمع الدولي الكاذب ذو ازدواجية المعايير في قضية فلسطين.
وهنا عمار حماية وجع لأب يصرخ بالاوجاع :-
* "يا عمـــار.. حاسس فيني؟ مش راح أمشي قبل ما تطلع من تحت الردم بستنى ليوم ليومين لسنة لحتى تطلع"
مشهد مؤلم أحياء بأكملها مدمرة فوق رؤوس ساكنيها وكثير من الأموات والأحياء تحت الردم جرحي لم يستطع أحد إخراجهم لقله الإمكانيات ولإستمرار القصف في كل مكان فيأتى الأب بعدما فقد معظم أفراد العائلة ليبحث عن إبنه عمار يصرخ وينادي بأعلى الصوت لعل صرخاته تبعث الحياة فيمن يرقدون تحت الركام ويستيقظ إبنه عمار وهو يعلم أنه مات ولكن قلبه لا يريد أن يصدق عقله ولا يريد أن يتقبل ذلك فيحاول مراراً وتكراراً إيقاظ إبنه عمار الذي صنع له الاحتلال الإسرائيلي قبرا من ركام منزله الذي يسكنه.
وهنا الأوجاع يصعب وصفها:-
* "ما تخافش يابا أنا كويس يابا.."
في مشهد تقشعر له الأبدان يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي وصلنا إليها جريح بالحرب يطمئن والده الجريح ويواسية قائلا "متخافش يابا" أنا بخير في مشهد تقشعر له الأبدان بعدما قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلهم وهم آمنين في بيتهم واستفاقوا وهم بالمستشفي حين تراهم تعلم أنهم نجوا من الموت بأعجوبة أياديهم وأقدامهم مكسرة ورؤوسهم بها جروح كثير ووجه الابن ممزق وكلاهما علي سرير المرض بالمستشفي بجوار بعضهم البعض والابن الذي بالكاد تشاهد وجهة من كثرة الجروح ينظر إلي سرير والدة الذي يرتجف خوفا وألما ويقول لأبيه بالعامية متخافش يابا ليطمئن والدة فكانت لها تأثيرها علي الأب الذي اجتهد بالوصول لابنه الجريح المصاب وقبل رأس ابنه ليرد علي رسالته أنا يا ولدي بعد سماع صوتك أصبحت بخير ولسان حالهم يقول لكل البشرية في تساؤلات كثيرة هكذا نحن نتألم ونقصف ونقتل ونعذب بدون اي ذنب فأين ذهبت إنسانيتكم ؟
وكثير من الأطفال تحت الركام صرخاتهم تعانق عنان السماء مخاطبة كل الضمائر الحية إن وجدت وهي تقول بأي ذنب قتلت وبأي ذنب قتلتم طفولتي وحطمت آمالي وأحلامي ومزقت ألعابي وسلبت مني طفولتي فهل حقا أنا طفل مجرم لذلك دمرتم البيت فوق رأسي أنا وأمي واخوتي الصغار فهل حقا اطفال فلسطين إرهابيين وهم مازالوا في المهد صغارا ؟
عجبا لكم ولإنسانيتكم !
خوف وألم وحرب ودمار يعيشه سكان قطاع غزة تحت آله الدمار الإسرائيلية في ابشع الصور للانتهاكات وللقوانين الدولية وارتكاب جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية دون أي اعتبار للقوانين والمعاهدات الدولية والقيم الإنسانية
فمتى ينعم الجميع بالأمن والأمان والعيش في سلام .
ولا مرة كان أي منهم رقماً
كان لكلّ منهم بيت وقصة وعائلة وحلم وذاكرة وقلب .
بقلم الكاتب الفلسطيني/ هاني مصبح