يَومًا ما سوف يتوقف، وإلى الأبد العدوان الصهيوني الخنزيري الوحشي الهمجي البربري الفاشي النازي على شعب فلسطين، ومسجدها الأقصى المبارك، وعلى الضفة الأبية، وغزة النقية. وسترجع لنا أيقونة المدن في العالم القُدس الشريف، وصفد وحيفا، وعكا وأم الرشراش، وتل الربيع وكل فلسطين؛ وسينتهي الظُلم، والظلام، وهذا العدوان المستمر، والمتواصل منذ زُهاء قرن من الزمان حتي يومنا هذا؛ وإن يوم السبت السابع من أكتوبر 2023م، ما هو إلا بداية النهاية للغاصبين إن شاء الله. قبل حُلول عُقدة الثمانية عقود من تاريخ قيام كيان عصابة مستوطنة اليهود الغاصبين القتلة المجرمين شذاذ الأفاق المفسدين في الأرض؛ فلقد أزِفْ موعد زوالهم؛ وسوف ينكفأ هذا الاحتلال العنصري المجرم.
 ولما تضع ألة الحرب، والقتل الوحشية، الصهيونية المجرمة أوزارها، وتتوقف طُبولها، رُبُمَا يتساءل البعض عن مآلها، وحالنا، وما بعدها!؛ وسوف تتحدث، وسائل الإعلام، بالتحليل المُوسع عن أخبارها؛ وحِساباتِها بعد السابع من أكتوبر؛ ومن الرابح، ومن الخاسر بعد طَيِّهَا لأحداثِها ووقف غُبَارِهِا، وتوقف طائرات المجرمين عن طلعاتِها، وغاراتِّهَا، وقصفها، ولن يتوقف الأحرار من الإبحار في تفاصيل جنباتِّهَا!؛ والتحقيق في الابادة الجماعية المرتكبة في طياتها، والعمل على جَّرْ عصابة قادة العدو لمحكمة الجنايات الدولية الخاصة بمحاكمة مجرمي الحرب؛ وخاصةً بعدما زلزلوا غزة زِلزلاها، ولكن غزة صمدت، وزلزلت أعدائها، وغيرت وجه العالم أحداثها، بعدما شُّرد أهلهُا، ودُكَت أرضُها دكًا، دكًا، ودمُر العدو المجرم أحَيائها، ومخيماتِها، وقُراهَا ومساجدها وكنائِّسهَا، ومستشفياتها، ومدارسها، وجامعاتِّهَا، ومخابِزها، ودورهِا، وأطفأوا أنوارها ومنعوا عنها مائها، وسُقياها، ومرعاها، ووقودها، وغدائها، بقرارٍ من زعيم عصابة اليهود وأَشَقَاهَا!. والأدهى والأمر من كل هذا، أنهم أبادوا أغلب عائلاتِها؛ وبعدها تمكن جنود عصابات القتل الإجرام، وألياتهم من الدخول لوحل غزة من بعض أبوابها بحثًا عن أنفاقها، وأوكارها؛ وقد اغتالوا في غزة الطفولة البرئية وأبادوا أطفالها!؛ و لم تشبِّع طائرات الغربان الفاجرة من قتلهم، وتدميرها، ولم تسكُت عن تحليقها في أجواء سمائها، وواصلت كالغربان نعيِقها، ولكن المقاومة، والمجاهدين البواسل الأبطال كانوا في الميدان بِالمرصادِ لها؛ ومن أمامهم، ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائَِلهم؛ ومعهم شعبُ غزة الجبارين الصناديد المرابطين الصامدين رغم شدة القصف والنار، والدمار قائلين نحنُ أهلٌ لهَا؛ فغزةُ شعبها صِّنديدُ شديدٌ يفلُ الحديد، وعنيدٌ، عتيٌ على الانكسار، أو الاندحار، أو الانهيار فَويَلٌ للمعتدين اليهود ويلٌ لهم وكُل الويل لأمريكا، وبريطانيا وألمانيا.
 وعلى الرغم من حجم الدمار الكبير، والحصار وتصريحات عصابة جيش العدو الفجار الغادر الناهق كالحمار؛ من الذين لا ضمير لهم، ولا إنسانية عندهم فحاصروا المستشفيات، والمدارس وقصفوها، واقتحموها، والأجنة قتلوها، والطفولة البريئة اغتالوها وبعض جلود جثامين الشهداء من مُستشفى الشفاء سرقوها ليبيعوها!. والنساء في غزة قصفوها، وقتلوها، وحتى الإنسانية وئَّدُوها وأبادوها، وما رحموها!؛ وأرض غزة دنَسُوها، ودمروهَا، وفجروهَا وخربوها والعائلات والعمارات عن وجه الأرض مسحوها، وأزالوها، وما أبقُوهَا!؛ ومن نجى من سكانها صاروا من جديد لاجئينا، ونَازِحِّينا؛ وفي هذه المعركة يا وحدنا في مُصابنا الجلل، وعظيم جُرحنا، وعِّظَمِ جراحنا. وقد رأينا في غز المئات من جثامين شهدائنا مُلقاةٌ على قارعة الطريق في شوارعها ولم يستطيع ذويهُم للجثامين الطاهرة أن يدفنوها، أو يودعوها فزاد ضِّيقُها وضنكها، وعُسرها. واستمرت غزة نازفةٌ جراحُها مكلومةٌ ورغم ذلك ظل شعبها صامد ماجد؛ وبقى مُجاهدوها الأبطال مُستبَسِّليِن في ميدانها؛ وهُم خيرُ فُرسانها، وأسودها؛ وغزة العزة جحافل العدو لن تسُودها وصفقة تبادل للأسرى ترى الأمُة الآن فجر نُورها باسِّمًا رغم ثقل جِراحنا، وعَِظْمِ مُصابنا.
 ولكن قد يتساءل البعض قائلاً: إن المجرمين اليهود ذبحونا، وأبادونا، وحرقونا، وقتلونا وغزة دمروها، وعوائل بأكملها أبادوها، فلماذا تحرشنا بالأعداء الذين دمرونا؟؛ فنقول لهم: إن جرائم العدو الصهيوني الفاجر الكافر الغادر العاهر منذ عام النكبة حتى اليوم المجازر، والقتل والتهويد متواصلة، وجرائم قُطعان المستوطنين المفسدين في الأرض مُستمرة، ولم تنتهي ناهيك عن عملية تهويد واقتحام المسجد الأقصى المبارك يوميًا؛ فإنَهُم عن غيِّهِمْ لم يتوقفوا وأما عن ألاف الشهداء الذين ارتقوا للعلياء؛ لإنهُم أحياء في العلياء عند ربهم يرزقون، فرحيِن. وإن عزيمة شعبنا لن تلينا؛ وأن طوفان الأقصى حرك العالم بعدما كانوا في سُباتّهم نائِّمينا وكان بعض العرب مُطبعينا؛ فجاء طوفان الأقصى حقًا يقينا ليعيد للأمة مجدها التليد؛ ولتعود قضية فلسطين مركزية عالمية إلى واجه القضايا في العالم؛ وقد قلبت غزة العالم رأسًا على عقب، وأوضحت بما لا يدع مجالاً للشك بأن العالم لن يعرف السلام طالما أن فلسطين والمسجد الأقصى مُحتل؛ وشعبها لا يعيش بأمنٍ وأمان؛ بسبب المحتل الغاصب المجرم الجبان؛ والذين سقط له في ميدان القتال ألاف القتلى من الجنود الأوغاد، وهذا لم يحدث منذ عقود؛ وكذلك من إيجابيات طوفان الأقصى سيتم تبيض السجون، وسيرى النور، والسرور، وفجر الحرية أكثر من خمسة ألاف أسير فلسطيني، مقابل اطلاق سراح الأسرى الجنود الصهاينة، والذين يزيد عددهم عن مائتي أسير؛ ومن بركات طوفان الأقصى هجرة أكثر من نصف مليون مستوطن خارج فلسطين التاريخية، وتمريغ أنف جيش المحتلين في التراب، وسقوط مقولة الجيش الذي لا يقهر؛ وهم أوهن من بيت العنكبوت؛ ومن النتائج الإيجابية لمعركة طوفان الأقصى أنها اشعلت روح الجهاد في الأمة العربية والإسلامية، وأجمعت الأمة على دعم فلسطين، وأوقفت عجلة التطبيع العربي مع الكيان المجرم الغاصب؛ وأسقطت مخطط تهجير سكان غزة، ومخطط الابراهيمية الصهيونية الماسونية، وسقطت ورقة التوت عن زعماء الغرب وأوروبا التي تدعي الحضارة والإنسانية، وقد مات ضميرهم الإنساني حينما أيدوا ذبح وإبادة أطفال ونساء غزة؛ وأعاد طوفان الأقصى للقضية الفلسطينية محوريتها في الأمة، وسوف يسقط زعماء عصابة الإرهاب الصهيوني، والأمريكي قريبًا الخنزير القاتل النتن ياهو، والمجرم بايدن، وغيره وسوف يذهبون الى مزابل التاريخ هم، ومن معهم، وسوف يلاحقون كمجرمي حرب؛ وسوف يدب الخلاف بين عصابة أحزاب قادة الكيان الصهيوني الغاصب، وسوف يتفككون، ويتفرقون، ويتمزقون فلقد أحي طوفان الأقصى الأمل بالنصر القريب، وزوال الاحتلال، وقرب وعد الآخرة بنهاية المجرمين اليهود المفسدون في الأرض، ونحنُ نراهُ قريب جدًا، وهو يوم ينطق فيه الشجر والحجر بأمر من الله جل جلاله: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله.
ونقول لكل المكلومين والمجروحين، ومن فقدوا أعز أحبابهم وعوائلهم، التي أبيدت بالكامل ودمرت بيوتهم كُلنا سوف نموت ولكن كيف هي الخاتمة ستكون؟!؛ فهنيئًا لمن كان خاتمتهُ الشهادة في سبيل الله فهم أحياءٌ عند ربهم يرزقون، ولكل حزين على فراق الأطفال، وضياع الدار، وقد استشهد ابنه طفلاً، نقول لهم، وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله، وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربِهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون"؛ ونتذكر بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد مات ولدهُ إبراهيم الحبيب على قلبه ولم يبلغ من العمر ثلاث سنوات وصبر واحتسب؛ وأخرجه قومه من داره وبلده، والدنيا تَمُرْ، وقد تضر، وتغر؛ وفيها الحلوُ، والمُر؛ ونحن لنا في فلسطين إحدى الحسنين؛ وكلاهما خير إما النصر وإما الشهادة وكلاهما نصر؛ "ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله"؛ رحم الله الشهداء الأبطال، والشفاء العاجل للجرحى الميامين، والحرية لآسرنا الأبطال، ونبشركم بأن الاحتلال إلى زوال قريب، وسيكون تحت أحذيتنا، وندوسهم بالنعال؛ عاشت فلسطين حرة عربية إسلامية مستقلة من بحرها إلى نهرها وعاصمتها القدس الشريف. 
الباحث، والكاتب الصحفي، والمفكر العربي الإسلامي، والمحلل السياسي
الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر/ محمد عبد الله أبو نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
calendar_month24/11/2023 11:14 pm