س: بداية سعادة السفير نريد تقييمكم الأولي حول قرار مجلس الأمن الدولي الذي ينص على وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، القراءة الأولية لكم لهذا القرار؟ 

السفير أنور: 

أولا نرحب بهذا القرار حيث أن المهم لأول مرة بعد ستة أشهر من جرائم الصهيونية يتفق مجلس الأمن على هذا القرار، بالرغم من أنه بالنسبة لنا يعد قرار مجزوء وضعيف لأنه لا يدعو إلى وقف شامل وكامل لوقف إطلاق النار وإنما يدعو لوقف إطلاق النار بشكل مؤقت خلال شهر رمضان فقط. 

و أيضا الشيء الذي نتخوف منه هو أن إسرائيل خرقت كل القوانين وكل الشرعية الدولية، ولا تلتزم بها، ولكن نأمل أن يكون هذا القرار بداية لضغط جاد وفعلي.

و في حال لم تنفذ إسرائيل ما الفعل، ماذا سيكون ردة الفعل؟ هل سيتخذ إجراءات عقوبات؟ هل سيفرض عليها؟ هل سيتحول القرار إلى الفصل السابع لكي تلزم إسرائيل بالقوة؟ وهنا نضع علامات الاستفهام.

رغم ذلك، نحن مع هذا القرار و نرحب به ونؤكد بأنه يجب تنفيذه فورا، وهذه مسؤولية المجتمع الدولي، ومسؤولية الدول جميعها، وخاصة الدول التي قدمت هذه القرارات الدول الأربعة عشر في مجلس الأمن الذين ايدوا هذا القرار.

 وأيضا نطلب من أصدقائنا وحلفائنا أن يضعوا خطة أخرى من أجل إلزام إسرائيل بالتنفيذ، لأن الخارجية الأميركية تقول بأن هذا القرار هو للمفاوضات وليس للتنفيذ.

و من هذا المنطلق يجب الآن أن يجري عمل مكثف من أجل الضغط، لإلزام إسرائيل بالتنفيذ، وليس للمفاوضات.

 وأيضا النقطة الثانية ممكن أن يتم تؤويل بعض القضايا بحيث أن هذا القرار وقف إطلاق النار مرتبط بالإفراج عما يسمى الرهائن، فيجب أن نكون واعيين لهذه القضية، ونواجه هذا الموضوع من خلال التحرك السياسي على كل المستويات. 

س: سعادة السفير اذا كان هناك ضرورة ومطالبة من قبلكم بضرورة العمل الجماعي إلى آخره، على الصعيد الإقليمي والدولي، لنكن على الصعيد الفلسطيني الآن، هل يمكن أن يقارب وجهات النظر المواقف بين منظمة التحرير والسلطة من جهة وبين الفصائل الفلسطينية مجتمعة أيضا؟

السفير أنور: 

في هذه المواضيع، مواقفنا موحدة، نحن جميعا مع وقف إطلاق النار فوري و مع تأمين المساعدات لأهلنا في غزة و جميعا مع انسحاب إسرائيل من غزة و نحن أيضا جميعا مع إعادة إعمار غزة. 

 هذه النقاط لا يوجد أي خلاف عليها، وجميع الفصائل وما فيها حماس أقرت في هذا، وإذا اردنا العودة إلى بيان موسكو فهو كان واضحا، حيث نرى بأنه كان هناك إجماع كامل حول هذه القضايا،و لا خلاف أبدا، والموقف الفلسطيني في هذا الإطار موحد.

و الرئاسة الفلسطينية رحبت بالقرار، وطالبت أن يكون قرار وقف إطلاق النار دائم، ويجب انسحاب إسرائيل، وأيضا أمانة سر اللجنة التنفيذية نفس الشيء، فلا يوجد أي خلاف في هذا الموضوع مع أي فصيل، فنحن جميعا الآن في هذه القضايا يد واحدة، ونعمل من أجلها على كل المستويات.

س: سعادة السفير ماذا عن صيغة اليوم التالي التي تطرح وباتت الشغل الشاغل للكثير في الدوائر السياسية بالمنطقة وعلى الصعيد الدولي، الممر البحري الذي بدأ إنشاؤه الآن و المساعدات من الجو، و من البر، وبالتالي ما مستقبل قطاع غزة، ماذا عن ذلك؟ في إطار التنسيق بينكم وبين الفصائل؟

السفير أنور: 

نحن مع أن يكون معبر رفح هو الأساس لتقديم كل المساعدات أما هذا ما يسمى الميناء البحري، نحن لدينا شكوك كبيرة حوله. 

حيث ما هي أهدافه فالولايات المتحدة أرسلت آلاف الجنود وأرسلت الجرافات و بدأت تبني هذا البناء، أعتقد بأن هنالك هدف خبيث من ورائه، و هو من أجل أن تكون لها قاعدة ثابتة، في المنطقة وهي أجل السيطرة على الغاز الفلسطيني، نحن لدينا إشارات استفهام حول ذلك.

أما بالنسبة لليوم التالي نحن بالنسبة لنا كمنظمة تحرير فلسطينية كدولة فلسطين، بالنسبة لنا اليوم التالي، نعم هو إقامة الدولة الفلسطينية على خط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحق العودة، ونخن نعتبر غزة جزء أساسي من هذه الدولة وهي مسؤوليتنا حيث أننا لن نتخلى عنها طوال الإنقسام منذ 17 عاما لم نتخلى عن غزة.

حيث أننا كنا باستمرار نتابع غزة، ونقدم لها كل الخدمات من دواء و تعليم، وصحة، نحن كنا كل هذه القضايا نشرف عليها في غزة، رغم أن الانقسام، كان موجودا وحماس تسيطر على قطاع غزة، ولكن لم نتخلى عن غزة، غزة جزء أساسي من الدولة الفلسطينية، اليوم التالي يجب العمل على عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط في المنطقة من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

 و هذا المؤتمر، يجب أن يجبر إسرائيل، على الإنسحاب ليس فقط من الأراضي الفلسطينية أيضا من الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان وجنوب لبنان مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، ولذلك هذا السياسة الذي نحن نمارسها ونعمل من أجلها.

أما من الناحية العملية اليوم التالي هو يجب أولا إعادة الناس إلى مساكنهم،و إعادة إعمار،و تأمين كل المواد، وكل هذه القضايا نحن نعمل من أجلها.

س: سعادة السفير رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي يتحدى الغرب والعالم ويقول اسقطوني ان استطعتم ما رأيك؟ 

السفير أنور: 

اسرائيل تتحدى العالم منذ 76 عاما وللأسف هذا التحدي هو نقطة عار بوجه هذا العالم حيث أنه لا يلزم إسرائيل منذ 76 عاما بأي قرار من قرارات مجلس الأمن وهنا نقول بأن المشكلة موجودة بالعالم وليس عند اسرائيل. 

اسرائيل لم تجد اي عقاب ولا أي مواجهة لذلك هي تتمرد على هذه القرارات بكل أريحيه حيث ترى دول العالم تستنكر وتصدر بيانات فقط. 

وهنا لابد من الإشارة بأنه اي دولة أخرى لو خرقت نصف قرار تقوم الجيوش الجراره لإلزامها بالقرارات فهذا عار على المجتمع الدولي لعدم الزام اسرائيل بقرارات الشرعيه الدوليه.
calendar_month26/03/2024 08:26 am