في عام 1948 عام الكنبه اضطر ملايين الفلسطينية من الهجرة والنزوح في مخيمات اللجوء والشتات والعيش في خيمه حتي انتهاء الأزمة، فمنهم من لجأ الي قطاع غزة وبقيت المخيمات شاهدة علي العصر علي ابشع جريمة في عصرنا الحالي لإحتلال اسرائيلي بغيض قام بطرد شعبنا الفلسطيني من أرضة ووطنه وسلب كل حقوقه وجعلنا نسكن الخيام تلك كانت هي الخيمة الأولي لشعب ذو حضارة وتاريخ شعب آنذاك كان متميز جدا ومتفدم في كافة المجالات في الصناعة والتجارة والزراعة والعلوم حيث كان يمتلك في فلسطين مقومات لا تمتلكها دول أخري مثل مطارات وموانيء وسفن تنقل البرتقال الذهب الأصفر تصل إلي أمريكا وتشتري بدلا منه سيارات المرسيدس التي كانت تملأ المدن الفلسطينية بتلك السيارات حيث كانت فلسطين بها طرق معبدة تغسل بالماء وترش بالعطور وفي فلسطين دور السينما والمدارس والجامعات والمستشفيات والمصانع وسكك الحديد ولكنه لم يكن آنذاك الانترنت والفضائيات كما هو اليوم لتعلم شعوب العالم تلك الحقيقة ولكن الإحتلال الإسرائيلي وأعوانه استطاعوا خداع الشعوب وإقناعهم بأن فلسطين أرض بلا شعب أعطيت لشعب بلا أرض وتلك هي خدعه وأكذوبة روج لها المجرمين آنذاك تم أتي الاحتلال الإسرائيلي بأناس من كافة أصقاع الأرض استوطنوا أرض فلسطين تم أرادوا أن يجعلوا ذلك أمرا واقعا نقبل به كفلسطينيين وأرادوا لنا أن ننصهر بين شعوب العالم خاصة دول الجوار التي احتضنت العدد الأكبر من اللاجئين وخاصة سوريا ولبنان والأردن ومصر تحت مسمي إعادة التوطين ومنحهم الجنسية والهوية لتلك البلاد ولكن ذلك المخطط فشل بجهود منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتي حافظت علي القضية الفلسطينية وثوابثها بأن فلسطين أرض عربية احتلت وأنه يجب تحريرها بكل الطرق المشروعة بما فيها الكفاح المسلح وعلي مدار سنوات تطورت صور الدفاع عن فلسطين المحتله من عمليات بطولية ونوعية عمليات فدائية نفذتها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تم انتفاضة أطفال الحجارة بالعام 1987 والتي استمرت لسنوات عديدة تم تطورت الي عمليات نوعية في مجابهة المحتل الإسرائيلي وبدأت وسائل الإعلام في تطور فكانت تصل بعض الأحداث التي جرت في فلسطين الي المجتمع الدولي وكانت القضية الفلسطينية تستحوذ علي القدر الأكبر من الاهتمام الدولي وهنا كان الضغط الحقيقي من أجل إحلال السلام وأدركت إسرائيل آنذاك بقيادة رئيس وزرائها إسحاق رابين بأنه لا بد من إحلال السلام وقيام الدولة الفلسطينية علي حدود عام 1967 وكانت خطوة جريئة أقدم عليها الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني بين إسحاق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات (أبو عمار) في اتفاق مدريد عرف حينها بسلام الشجعان .
ولكن هذا السلام أجهض في مراحله الأولى عندما اغتيل إسحاق رابين وتولي من بعده المتطرفين والرافضين لفكرة حل الدولتين ورغم ذلك بقي الطرف الفلسطيني ملتزما بالاتفاقيات والمعاهدات وعاد لأرض الوطن وأقام المؤسسات والهيئات الحكومية والمدنية وبدأ التأسيس لمقومات الدولة رغم كل الصعوبات والتحديات التي تواجهها السلطة الفلسطينية من انتهاكات يمارسها الجانب الإسرائيلي بشكل يومي وتنصله من تطبيق الاتفاقيات أو الإلتزام بها حتي أتت هبه جماهيرية والتي عرفت بهبة النفق علي اثر دخول ارئيل شارون المسجد الأقصى وتدنيسة التي بدأت في صباح اليوم الخامس والعشرين من شهر أيلول عام 1996.
تزعزت الأمور كثيراً ومازالت النكبه مستمرة منذ أن سكن شعبنا الفلسطيني في الخيام تم اشتعلت الأوضاع في كافة أرجاء تواجد السلطة الفلسطينية بعدما رفض الزعيم ياسر عرفات التنازل عن القدس والاستجابة لمطالب المحتل الإسرائيلي وكانت السلطة الفلسطينية أسست مطار غزة الدولي وتعمل علي بناء وترسيخ أسس الدولة الفلسطينية سعيا للإعتراف بدولتنا الفلسطينية والقدس عاصمة لها ولكن المحتل الإسرائيلي افشل كل شيء من خلال عدوانه الغاشم وحصار ابو عمار وقتل عدد كبير من كوادر السلطة الفلسطينية وتدمير الأجهزة الأمنية والمؤسسات ومطار غزة الدولي الذي افتتح عام 1998 وتوقف عن الخدمات عام 2001 بسبب ما لحق به من أضرار قام بها الاحتلال الإسرائيلي من تدمير للرادار والمدرجات وأجهزة الملاحة وكافة اشكال ومقومات الدولة قاموا بقتل احلامنا كما قاموا من قبل بقتل وسلب جميع حقوقنا، وفي كل مرة يخطيء المحتل في تقديراته لأننا أصحاب الأرض ولن نتنازل عن حقنا في ارضنا ووطننا فما كان من أبناء الشعب الفلسطيني إلا تكثييف الهجمات ضد المستوطنات التي تسلب الأرض الفلسطينية عنوة من أصحابها فعرفت آنذاك بالانتفاضة الثانية والتي اضطر الطرف الإسرائيلي الانسحاب من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات التي يسكنها 8600 مستوطن يحتلون 40٪ من مساحة قطاع غزة انسحب بشكل أحادي الجانب في العام 2005 حيث كان الاحتلال يحاصر الرئيس الفلسطيني داخل المقاطعة في رام الله بالضفة الغربية يحاصرها بعشرات الآليات العسكرية وقطعوا عنه كافة الإمدادات من كهرباء وماء وغذاء ودواء وكانت كلماته الشهيرة وهي ( يريدونني أسيرا أو طريدا أو قتيلا، وأنا أقول لهم ، بل شهيداً . شهيداً .. شهيداً) حتي استطاعوا الوصول إليه من خلال العملاء ودس السم للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتم نقله إلي فرنسا لتلقي العلاج وودعنا ياسر عرفات الزعيم الخالد في قلوبنا بتاريخ 11-11-2004 وتولي الحكم من بعده الرئيس محمود عباس (ابو مازن) وكانت الانتخابات التشريعيه وفازت حماس وكانت المشاحنات والاقتتال الفلسطيني الفلسطيني المؤسف الذي اريقت فيه الدماء الفلسطينية بأيادي فلسطينية وبنادق مأجورة فلا يجوز أن ترفع تلك البنادق وتكون بوصلتها أبناء الشعب الواحد وسيطرت حماس علي قطاع غزة في مشهد دموي عرف بالانقسام الفلسطيني وفرضت اسرائيل حصارا خانقا علي قطاع غزة عاني منه مليوني شخص بشتى أنواع العذاب حيث لا توجد أبسط مقومات الحياة من كهرباء ومياه وعلاج ومعابر وتفاقمت البطالة وازداد الفقر والجوع والمرض وزادت الحروب حيث عاش شعبنا الفلسطيني حروب كثيرة إضافة إلي الهجمات المستمرة من وقت لآخر ومنها حرب 2008/2009 وحرب 2012 وحرب 2014 وحرب 2021 وحاليا حرب 2023/2024 والتي يخطيء الإحتلال الإسرائيلي فيما يفعل ولم يتعلم مما سبق علي مدار تاريخة الإجرامي حيث بدأ بطردنا من ارضنا وجعلنا نسكن الخيام عام 1948 والان يكرر نفس الخطأ ويعيد أبناء شعبنا الفلسطيني إلي الخيام ونحن في العام 2024 .
ورغم ان الاحتلال الإسرائيلي دمر الحجر والشجر وقتلت الاطفال والنساء وقتل كل الجوانب الإنسانية في قطاع غزة بفلسطين إلا أنه مازال ضعيفا وشعبنا بمقاومته الباسلة يتصدي له منذ أكثر من تسعه اشهر دفاعا عن الحق الفلسطيني بحثا عن الحرية والاستقلال سعيا لتحرير مقدساته وسعيا للحرية والكرامة والعيش في أمن وأمان وحرية وسلام
جزيل شكرنا وتقديرنا إلي كل شعوب العالم التي وقفت وساندت ودافعت عن القضية الفلسطينية ورفضت حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
رسالتنا الي مؤسسات المجتمع الدولي بألا يكيلوا بمكيالين وان العدالة والقانون واحدا لا يمكن تجزئتها وتنطبق علي كل شعوب الأرض ورسالتنا هي أننا أصحاب الحق أصحاب الأرض والهوية والوطن ومهما فعلتم لن تستطيعوا كسر عزيمتنا و إرادتنا ولن نتنازل عن حقنا الفلسطيني في قيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ويجب لجم هذا العدوان واحترام حقوق الشعب الفلسطيني وتطبيق المعاهدات الدولية ومنع إسرائيل من ارتكاب جرائمها من حرب الإبادة الجماعية وإلزام الجانب الإسرائيلي بتطبيق معاهدات السلام وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف علي حدود عام 1967 والعيش جنباً إلى جنب في سلام .
فلن نقبل العيش في الخيام ونحن أصحاب الأرض والهوية والوطن
بقلم الكاتب الفلسطيني/ هاني مصبح