الجزائر تتأهب لعرس الرئاسيات في أوضاع آمنة 


  تباين في المنافسة وتجديد في الخطابات بين المرشحين لكرسي المرادية حيث ادلى وليد زعنابي مدير حملة المرشح نائب عن التيار الديمقراطي اليساري يوسف أوشيش بتصريح ، عن رصد عدة تجاوزات تخص "التحيز الإعلامي والتهريج وتتفيه العملية ألانتخابية وعدم تكافؤ الفرص بين المترشحين" هل مصداقية الحملة الانتخابية ستفرزها صناديق الاقتراع ؟ هل تبلور الوعي السياسي لدى المواطن الجزائري سيفرض تنحي المترشحين من لائحة تصدر المشهد السياسي ام سيعيد ترتيب بيت المرادية ؟ كيف سيمارس الرئيس الحالي عبد المجيد تبون صلاحيته بعد ربح الشرعية مجددا ؟ ماذا عن الهيكلة الجديدة لمؤسسات الدولة وإعادة صياغة الاطر بما يتماشى مع المصلحة العامة ؟ . 
             أوضحت - للجزيرة نت - أن الهدف يبقى ثابتا من خلال المشاركة في هذه ألانتخابات وعلى رأسها المساهمة في حماية الدولة الوطنية، ثم إحداث ديناميكية سياسية وطنية إيجابية نحو التغيير وإعادة الاعتبار للسياسة وخلق ميزان قوى سلمي يجمع كل مكونات المجتمع .
       لكن الجزائر تعيش انيا ضمن مصفوفة باحداثيات جديدة عن انتخابات 2019 سواء سياسيا ، اجتماعيا واقتصاديا وهذا قد يشكل تراجع في نسبة التصويت بسبب عزوف الناخبين على صناديق الاقتراع رغم ترقب 24 مليون ناخب جزائري للإدلاء بأصواتهم وتبقى كل الاحتمالات واردة بشان هذه الانتخابات التي يتداول خبر حسم الفوز باستحقاق بولاية ثانية للسيد المرشح عبد المجيد تبون برغم منافسين أقوياء حيث يعتبرالمترشح عبد العالي حساني شريف البالغ 57 عاما وهو رئيس "حركة مجتمع السلم ألإسلامية و له باع في الخطاب السياسي وتجربة لا يستهان بها في خوض المعركة الميدانية كونه عضو سابق في البرلمان ، وكذلك بالنسبة للمترشح يوسف أوشيش الذي يبلغ من العمر 41 عاما ويملك رصيد معرفي ضخم بأدبيات وقواعد الممارسة السياسية كونه صحفي وبرلماني سابق كما يمثل حزب جبهة القوى الاشتراكية وهذا الحزب معارض ومقاطع للرئاسيات منذ عام 1999.
         لكن يبقى حظ المرشح عبد المجيد اوفر كونه فاز بالولاية السابقة ووجد مساندة وتعاطف واسعة ومؤيدوه من الشعب لم يكونوا بحاجة حتى لحملة دعائية كونه منح جرعات امل للمواطن بالإضافة الى الوضع الغير المستقر حين توليه منصب الرئاسة في 2019 و جاء ليمنع الغاضبين من التوغل والتحكم في اعمدة الدولة وذللك بتحرير الاقتصاد وضبط الإعلام ورغم الوعكة الصحية التي تعرض لها وتداعيات جائحة كورونا الذي اثرت سلبا على اقتصاد العالم عامة والجزائر خاصة وتسببت في زيادة منسوبية التضخم لكنه استطاع ان يحدث تصحيحات مفصلية في عدة مؤسسات ويرمم مخلفات اللاستقرار السياسي الذي عرفته الجزائر وإعادتها عبر استراتجيات مدروسة للواجهة في المحافل الدولية كما ظلت ثابتة في موقفها من القضية الفلسطينية وخطاباته جاءت صريحة وصارمة تجاه الوضع السائد في غزة وسخطه واستنكاره ضد جرائم الكيان الصهيوني الاسرائيلي الذي يرتكبه في حق المواطنين وقصفه اللانساني للمستشفيات في غززة إلى يومنا هذه والإبادة لزالت مستمرة وسوف تتجه الة الحرب نحو لبنان واليمن وهناك تغيرات سياسية في السلطة بالشرق الاوسط ومنظمة حماس ومن المحتمل ان السنوار لن يكون على راس المنظمة مطولا سوف يستبدل بشخصية موالية لهم ونظام الحكم في فلسطين قد يتحول لعشائري وقبائلي وغزة سوف تتحول لمدينة يسكنها اليهود.

             رغم ارتباط السياسة بالسلطة والأحزاب هي واجهة للساسة لان السياسة تأشيرة لكل التوجهات نحو نظام الحكم والساسة حيث نراهم من خلال ممارستهم لسياسة الأحزاب رغم الاختلافات الإيديولوجية والمرجعية في صياغة الخطابات ورسم البرامج لكن الحزب يتفوق بحنكة قائده السياسي الذي تتوفر فيه شروط القيادة التي تجتهد كل الدول من تطويرها وصنع قادة سياسيون الان الرؤية الحقيقة للسياسي المحنك تكمن في صحة اتخاذ القرارات والدارة الأعمال بسلاسة مع ضمان تخطي التجارب الصعبة وخوض المعارك خلال مراحل الصراعات والنزاعات الفردية والجماعية.
 حتى بعد انتهاء الانتخابات وحسم الفوز في المشهد السياسي تبقى الجزائر مستهدفة وفي خطر يحدق بكل أجنحتها ولا توجد مساحة حدودية آمنة ما يجعل الدولة امام خيارات صعبة وعلى الجزائر تجديد علاقتها الدبلوماسية وبناء مؤسسات على الأرض الصحراوية والسيطرة على الوضع الداخلي بسياسات جديدة وفرض حوار مع الداخل تحت إجراءات احترازية تضمن استمرار بنية النظام.
                      بقلم : حكيمة شكروبة - الجزائر -
calendar_month07/09/2024 03:42 am