تحت المطر غزة ترتجف وتبللت الخيام المهترئة التي يسكنها الناس منذ أكثر من عام وأصبحت باليه تحت أشعة الشمس الملتهبة، فغاب الصيف وفصول السنة وعاد إليهم الشتاء، واغرقتهم مياة الأمطار والأرض تبللت وملابسهم تبللت والبطانيات قليلة جداً وتبللت وليس لديهم طعام وليس لديهم حطب أو أخشاب أو فحم أو غاز أو أى وسيلة للتدفئة والأطفال الصغار والنساء والكل يرتجف تحت المطر ولا سبيل لهم للذهاب لأي مكان آخر ولا يستطيعون التنقل من مكان إلى مكان، هى نفس مخيمات النزوح ونفس المعاناة .
فى غزة الناس تعيش شتى أنواع الظلم والمعاناة التى عاشتها البشرية منذ خلقت حتى يومنا هذا، ظلم وقهر وعذاب وحرمان وموت من كل حدب وصوب .
وهذه ميزة يجب أن يسجلها التاريخ بأن أحقر إحتلال بالتاريخ، عاشة الشعب الفلسطيني فى هذه الحقبة من الزمن تحت جبروت الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه .
فى الصيف عاش الناس تحت القصف فى خيام ملتهبة وانتشرت فيهم الأمراض والأوبئة نتيجة للحياة القاسية والحرمان وعدم توفر الرعاية الصحية وإنتشار الوباء الكبدي والأمراض الجلدية وأمراض المسالك البولية والتنفسية وإنتشار جرثومة المعدة وسوء التغذية، ومنع عنهم الدواء ومرضى غسيل الكلى ومرضى السرطانات تركوا يلاقوا مصيرهم بالموت المحتوم دون تقديم لهم العلاج والرعاية الصحية .  
خيام سكنت فيها بصحبتهم الحشرات والقوارض والزواحف وكأنها تقول للنازحين من البشر نحن مثلكم نهرب من عدو مجرم يقتل كل الكائنات الحية فى غزة ونحن ننزح برفقتكم ونختبيء بصحبتكم ،
والآن السماء تمطر مرتين مرة بمياة الأمطار ومرة بصواريخ طائرات الإحتلال الإسرائيلي وللأسف أطفال ونساء قطاع غزة يرتجفون مع هذا وذاك، لا شيء يحمي الإنسان فى غزة ومرغم أنت على الجلوس تحت المطر لساعات حتى ينهكك التعب وتنام فوق فراش مبللة بالمياة وتلتحف ببطانية مبللة ومياة الأمطار تنهمر عليك من فتحات خيمتك المهترئة من السقف والجوانب والصغار يبكون يريدون مكان آمن ولا يوجد، حتى يغلبهم النعاس والتعب وينامون تحت المطر بلا طعام ولا مأوى .
وبالختام أقول لمن يتباكي على غزة نحن ننتظر منكم مزيداً من الأكفان البيضاء لنكفن فيها من سيرحلون بسبب برد الشتاء وقصف الإحتلال الإسرائيلي .
بقلم الكاتب الفلسطيني/ هاني مصبح
calendar_month11/11/2024 12:51 pm