
الحياة برس - في ليلة 29 مارس 1848، شهدت شلالات نياجرا ظاهرة نادرة وفريدة من نوعها في التاريخ، حيث توقف فجأة هدير المياه في الشلالات، وظلت المياه ساكنة تمامًا لمدة 30 ساعة. كان ذلك نتيجة لعاصفة ثلجية قوية التي غمرت بحيرة "إري" بالجليد، مما سد القناة الضيقة ومنع تدفق مياه نهر نياجرا.
أذهل هذا الصمت الرهيب السكان المحليين الذين اعتادوا على صوت هدير المياه، وتمكن البعض في وقت لاحق من التجول سيرًا على الأقدام فوق الشلال، وهو مشهد غير مسبوق.
شلالات نياجرا التي تتشكل من ثلاثة شلالات هي "حجاب العروس"، و"الأمريكي"، و"حدوة الحصان"، تعد واحدة من أشهر المعالم الطبيعية في العالم. يبلغ ارتفاع أكبر الشلالات، "حدوة الحصان"، 51 مترًا، وعرضه 820 مترًا. عمر هذه الشلالات يُقدّر بحوالي 10,000 عام، وهي ليست الأكبر في العالم، لكن صوت هدير المياه يمكن سماعه على بعد 25 كيلو مترًا.
تعتبر هذه الحادثة نادرة للغاية، حيث تجمدت المياه في شلالات نياجرا في تلك الليلة ولم تتوقف المياه عن التدفق إلا مرة واحدة في التاريخ المسجل. تسبب هذا التوقف المفاجئ في توقف جميع المصانع والطواحين المائية المرتبطة بالشلالات. وعندما بدأ تدفق المياه يعود، اندفعت المياه بسرعة وسلاسة، وأخذ السكان المحليون يستمتعون بمشاهدة المنطقة التي أصبحت شبه جافة.
وفي وقت لاحق، اكتشف العديد من الأسلحة القديمة، بما في ذلك البنادق والسيوف، التي تعود إلى معارك بين الجيش الأمريكي والهنود الحمر في القرن التاسع عشر. كما سجلت السجلات التاريخية أيضًا أن نجارًا يدعى جورج هولي قد قاد حصانه وعربته لمسافة 275 مترًا عبر مجرى النهر بعد تجمد المياه، وجمع صخور نادرة قبل العودة.
تفسير السلطات الأمريكية لما حدث كان أن الجليد على بحيرة "إري" ذاب بسبب الطقس الدافئ، وتسبب في تراكم الجليد في مجرى النهر، مما أحدث الاحتقان الذي أدى إلى توقف تدفق المياه بشكل غير مسبوق.
تكررت هذه الظاهرة في عام 1969، ولكن بشكل مصطنع، حين أوقف المهندسون الأمريكيون تدفق المياه جزئيًا لفحص الصخور في المجمع، ثم استأنفوا التدفق بعد إجراء تدخلات فنية في الكتلة الصخرية.