يشهد قطاع غزة تصعيدا خطيرا مع إستمرار القصف من طرف  العدوان الإسرائيلي حيث تواصل قوات الاحتلال استهداف المناطق السكنية والبنية التحتية  متسببة في سقوط المزيد من الشهداء والجرحى دون منح فرصة حتى لدفن الشهداء بسبب عدم توقف الهجمات الوحشية وفي هذه الاثناء  تتجدد المطالب الدولية بوقف العدوان وإيجاد حل إنساني عاجل ينهي معاناة المدنيين الذين يواجهون أوضاعا كارثية في ظل استمرار الحصار وانقطاع الإمدادات الحيويةحيث لازالت المظاهرات مستمرة في الدول الغربية والأوربية مطالبة بوقف إطلاق النار وسط اعتقالات المتظاهرين في كل من امريكا وبريطانيا وعدة دول ويستمر القصف مع صعوبة  انتشال الجثث ونقل الضحايا للمستشفيات ومع اقتراب عيد الفطر تقف المساعدات الإنسانية عاجزة عن دخول القطاع لأكثر من ثلاثة أسابيع، في أطول فترة حصار منذ بداية الحرب، وفي هذا المشهد المركب من القصف المتجدد والمعاناة الإنسانية المتصاعدة تطرح تساؤلات جوهرية عن مدى فعالية الجهود الدولية، ومصير المفاوضات الجارية، وقدرة الشعب الفلسطيني على الصمود في وجه هذه الحرب الشاملة التي تستهدف كل مقومات الحياة؟.

 

حيثيات العدوان المستمر 

سجل قطاع غزة يوم   25 مارس 2025 خلال الساعات الماضية استشهاد نحو 37 مدنيا جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي استهدف مناطق عدة في الجنوب والوسط والشمال، بما في ذلك قصف منازل دون تحذير مسبق وقد شهدت بيت لاهيا، ورفح، وشرق البريج عمليات قصف مكثفة، فيما تعرضت منطقة المغازي لإطلاق نار من الآليات العسكرية إضافة إلى قصف مدفعي شرق خانيونس.

وفي مدينة غزة، استشهد شاب في تل الهوى، بينما سقط أربعة شهداء في قصف منزل بشارع النفق كما استشهد مدنيان في قصف استهدف منطقة المواصي بخان يونس، وسجلت إصابات في بني سهيلا وشهدت رفح استهدافا خلف مصنع النجار مما أدى إلى سقوط شهداء وإصابات أما في حي الزيتون فقد تعرض منزل لعائلة عوض للقصف مخلفا عددا من الشهداء والمصابين.

التطورات السياسية والمساعدات الإنسانية

 في ظل هذا التصعيد الارهابي  أكدت حركة حماس استمرار المفاوضات لوقف الحرب، مشيرة إلى نيتها تسليم الحكم في غزة للجنة الإسناد المجتمعي. وأفادت مصادر مطلعة بأن هناك آمالا بالتوصل إلى اتفاق لوقف العدوان قبل عيد الفطر.

وعلى الصعيد الإنساني أكدت وكالة الأونروا أن غزة لم تتلق أي مساعدات إنسانية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وهي أطول فترة انقطاع للإمدادات منذ بدء الحرب كما تمكنت طواقم الهلال الأحمر من دخول منطقة تل السلطان برفح بتنسيق أممي حيث عثرت على جثة أحد أفراد الدفاع المدني وسط الدمار الهائل.

تصاعد التوتر في الضفة الغربية ولبنان واليمن

في الضفة الغربية واصلت قوات الاحتلال حملات المداهمة والاعتقال في عدة محافظات بما في ذلك اقتحام حي رفيديا في نابلس ومدينة يطا جنوب الخليل، وسط مواجهات عنيفة  كما رفض الاحتلال تسليم الحرم الإبراهيمي للمصلين للأسبوع الرابع على التوالي.

أما في جنوب لبنان، فقد استهدف الاحتلال مركبة في بلدة برعشيت، مما أسفر عن استشهاد شخصين وفي اليمن، شنت الطائرات الأمريكية 37 غارة على مدن عدة، منها صنعاء وصعدة، في تصعيد إضافي ينذر بتوسع دائرة الصراع.

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العنيف على قطاع غزة في ظل صمت دولي وعجز عن وقف الجرائم المستمرة ضد المدنيين والمنظمات الحقوفية والجامعة العربية  ومع استمرار المفاوضات يبقى الأمل معلقا على جهود التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الفلسطينيين  فيما تتزايد المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء نقص الإمدادات واستمرار القصف العشوائي. ويبقى السؤال: إلى متى سيظل الشعب الفلسطيني يدفع ثمن الصراعات السياسية والتجاذبات الإقليمية؟وكيف يفسر عجز الامة الاسلامية عن التدخل العسكري بعد فشلها في الدبلوماسية وتغيير الموازين السياسية ؟ الم يحن الوقت لتتنازل الاردن والمملكة السعودية عن المقدسات يعد عجزها عن تأمينها لدولة  عربية اكثر جدارة مثل الجزائر .

بقلم : حكيمة شكروبة – الجزائر -

 


calendar_month03/04/2025 04:28 pm