تقف غزة اليوم عند مفترق طرق حاسم، بين وعدٍ بالخلاص وخطر الدمار الكامل. إنها لحظة مصيرية في حياة أبنائها، ويبرز في هذه اللحظة اسم خليل الحية كأحد أبرز الوجوه التي تتوجه إليها الأنظار، ينتظر الناس منه قرارًا يضع مصلحة غزة فوق كل اعتبار، ويحمل مستقبلها بين يديه.
النداء الشعبي بات واضحًا وصريحًا: أوقفوا حمام الدم. تعب الناس من الحرب، من الفقد، من دوامة العنف التي لا تنتهي. لم يعد هناك ما يمكن خسارته سوى ما تبقى من الأرواح والكرامة. يطالب أهالي غزة بخيار جريء وحكيم، يقدّم حياة الناس وسلامتهم على أي حسابات سياسية ضيقة أو مكاسب مؤقتة.
في الشوارع المدمّرة، بين المخيمات والمستشفيات، لا يتحدث الناس عن النصر أو الهزيمة، بل عن الخبز والماء، عن الكهرباء والأمان، عن أطفال لم يعرفوا طعم الطفولة. صوت الشارع يعلو: "كفى حربًا، كفى موتًا، نريد أن نعيش."
السؤال الذي يطرحه الجميع اليوم، بصوت عالٍ ومفتوح: هل يختار خليل الحية طريق الخلاص، ويتخذ خطوة شجاعة توقف نزيف المعاناة المستمر؟ أم أنه سيستمر في لعبة خطيرة، قد تمنح الاحتلال ذريعة جديدة لتكرار سيناريوهات الدمار التي اعتادت غزة على دفع ثمنها وحدها؟
إن مواصلة السير في طريق المواجهة دون أفق سياسي واضح أو حماية حقيقية للمدنيين، لا يعني سوى إعادة تدوير الألم، وترك القطاع رهينة لمعادلات لا تخدم أحدًا. وغزة، المنهكة أصلاً، لا تحتمل جولة أخرى من الخراب. لا تحتمل مزيدًا من المجازر أو النزوح أو الجوع.
أطفالها، ونساؤها، وشيوخها، ينتظرون قرارًا شجاعًا، لا يحمل شعارات بل أفعالًا، قرارًا يوقف الألم ويفتح نافذة أمل نحو مستقبل يستحقونه. قرارًا يُخرج غزة من دائرة النار، ويفتح الباب لحديث مختلف، عن إعادة البناء، عن المصالحة، عن حياة طبيعية فقدتها منذ سنوات.
إنها لحظة الحقيقة. ليس فقط لخليل الحية، بل لكل من يملك تأثيرًا على القرار.
 التاريخ يراقب. والشعب يسجل.
 فإما أن تكون هذه اللحظة بداية جديدة...
 أو نهاية تُضاف إلى سجل طويل من خيبات الأمل.
 والتاريخ، كما نعلم، لا ينسى.
calendar_month18/05/2025 06:48 pm