الحياة برس – في تصعيد خطير وغير مسبوق، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى المبارك صباح الأحد، برفقة مئات المستوطنين، وقاد صلاة علنية داخله، متحدياً الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، ومعلناً من قلبه دعوة صريحة لاحتلال قطاع غزة بالكامل وفرض السيادة الإسرائيلية عليه كما قال إنها فُرضت في الأقصى.

وظهر بن غفير في مقطع مصوَّر وخلفه قبة الصخرة، قائلاً: "أُعلن من هنا تحديداً؛ حيث أثبتنا أن السيادة ممكنة، أنه يجب احتلال قطاع غزة كله، وطرد جميع أعضاء حماس، وتشجيع الهجرة الطوعية. بهذه الطريقة فقط سنعيد الرهائن وننتصر في الحرب."

الاقتحام تزامن مع ما يُعرف بـ"صيام التاسع من آب" وفق التقويم العبري، وهو يوم يحيي فيه اليهود ذكرى "خراب الهيكل" حسب الرواية التوراتية، وشارك بن غفير الصلاة مع آلاف المستوطنين دون تدخل من الشرطة الإسرائيلية، رغم تسجيلها أكثر من 30 انتهاكاً آخر لقواعد الزيارة.

وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يُصوَّر فيها بن غفير علنًا وهو يؤدي الصلاة في الأقصى، رغم إعلانه في مرات سابقة أنه صلى هناك. ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية خطوته بأنها "تحطيم للوضع القائم"، في إشارة إلى التفاهمات الإسرائيلية – الأردنية التي تمنع أداء اليهود لطقوس دينية داخل الحرم.

في السياق، حذر قاضي قضاة فلسطين، محمود الهباش، من تأجيج الحرب الدينية في المنطقة، فيما طالبت الرئاسة الفلسطينية الولايات المتحدة بالتدخل الفوري، مؤكدة أن هذه الاستفزازات تُثبت الطبيعة المتطرفة للحكومة الإسرائيلية.

كما توالت الإدانات العربية والدولية، حيث احتجت الأردن بشدة، وأكدت أن لا سيادة لإسرائيل على الحرم القدسي، بينما أدانت السعودية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي هذا الانتهاك، واعتبرته محاولة خطيرة لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى.

وأكدت وزارة الأوقاف الفلسطينية أن ما جرى يمثل "تحولاً نوعياً وخطيراً" ضمن مخطط منهجي للسيطرة على المقدسات، مشيرة إلى إدخال أدوات ولفائف وشعارات توراتية ورفع رايات تدعو لإقامة "بيت الله العالمي" على أنقاض المسجد.

وتأتي هذه التطورات وسط استمرار الاعتداءات والانتهاكات في المسجد الأقصى، الذي يعد جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ويقع تحت الوصاية الأردنية بحسب الاتفاقيات الدولية.

الجهات الفلسطينية حذرت من أن ما يحدث يُمهد لتقسيم مكاني للأقصى، كما حدث سابقًا في المسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994، مؤكدة أن الاحتلال يسعى لفرض السيادة اليهودية على المسجد الإسلامي الخالص.


calendar_month03/08/2025 08:28 pm