الحياة برس - شهدت محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة، فجر اليوم الخميس، تصعيدًا واسعًا من قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين، شمل اعتداءات على دور العبادة والممتلكات الخاصة، وعمليات هدم وتجريف وحراثة أراضٍ فلسطينية، إلى جانب اقتحامات متزامنة لعدة مناطق.
ففي محافظة سلفيت، أقدم مستعمرون على إحراق مسجد الحاجة حميدة الواقع بين بلدتي ديراستيا وكفل حارس، بعد أن سكبوا مواد قابلة للاشتعال عند مدخله، ما أدى إلى اشتعال النيران في أجزاء منه قبل أن يتمكن الأهالي من السيطرة عليها. كما قام المستعمرون بخطّ شعارات عنصرية معادية للعرب والمسلمين على جدران المسجد، في اعتداء وصفه الأهالي بأنه “جريمة كراهية منظمة”.
وفي رام الله والبيرة، اقتحمت قوات الاحتلال قرى اللبن الغربي ورنتيس وبيت سيرا والمغير، ونفذت عمليات تفتيش ومداهمة في عدد من المنازل. وتشهد قرى المحافظة اعتداءات متكررة من المستعمرين وجنود الاحتلال تشمل إحراق المركبات والمنازل، وتخريب المحاصيل الزراعية، وإغلاق مداخل القرى بشكل شبه يومي.
أما في بيت لحم، فقد دمر مستعمرون بيتًا بلاستيكيًا "دفيئة" وردموا بئر مياه في منطقة خلايل اللوز، واستولوا على أعمدة حديدية تعود للمواطن محمد عبيات. وتشهد المنطقة تصعيدًا متواصلاً يستهدف المزارعين وممتلكاتهم، بهدف تهجير السكان لصالح التوسع الاستيطاني.
وفي الأغوار الشمالية، واصل المستعمرون اعتداءاتهم على الممتلكات الزراعية، حيث أقدموا الليلة الماضية على سرقة معدات تخص الثروة الحيوانية، وأعطبوا إطارات صهاريج المياه، كما حرثوا نحو 250 دونمًا من أراضي المواطنين في خربة سمرة وسهل أم القبا، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لفرض السيطرة على الشريط الشرقي من محافظة طوباس.
وفي تطور موازٍ، اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم بلدة بيتونيا غرب رام الله، وسيرت آلياتها العسكرية في شوارعها دون الإبلاغ عن إصابات أو اعتقالات، فيما هدمت جرافات الاحتلال معرض سيارات "الفهد" قرب بلدة عرابة جنوب جنين، بعد إخطارات سابقة لأصحاب المعارض التجارية في المنطقة.
وفي نابلس، هدمت قوات الاحتلال منزلاً مكونًا من طابق واحد في قرية دوما يعود للمواطن مجاهد دوابشة، دون سابق إنذار، ما تسبب بتشريد عائلة مكونة من خمسة أفراد.
وفي القدس المحتلة، اقتحم 793 مستعمرًا المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، وأدوا طقوسًا تلمودية وجولات استفزازية في باحاته، ضمن مساعٍ متواصلة لفرض التقسيم الزماني والمكاني في الحرم القدسي.
وفي الداخل المحتل، صادقت المحكمة العليا الإسرائيلية على قرار يقضي بتهجير سكان قرية رأس جرابة البدوية في النقب، ورفضت استئناف الأهالي، ما يمهد لإخلاء نحو 500 مواطن فلسطيني خلال ثلاثة أشهر. واعتبر السكان القرار امتدادًا لسياسات التهجير القسري التي تستهدف القرى غير المعترف بها في النقب.
يأتي هذا اليوم الدامي في ظل تصاعد الهجمات الاستيطانية والتعديات الإسرائيلية في مختلف مناطق الضفة الغربية، وسط صمت دولي متواصل، وتنديد فلسطيني باعتبار ما يجري سياسة ممنهجة لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.

calendar_month13/11/2025 12:26 pm