
(مخيمات لبنان بوست / صفحة بنت صور)
بقلم الإعلامية لبنى مرتضى
في زمنٍ أصبحت فيه الكلمة تُستغل لتصفية الحسابات الشخصية، والمواقف تُصاغ على مقاس الحقد والكراهية، يخرج علينا بين الحين والآخر من يهوى الاصطياد في الماء العكر، ويبحث عن أي فرصة لتشويه صورة حركة فتح ورجالاتها الذين أفنوا أعمارهم في الميدان، يحملون على أكتافهم أمانة الثورة وكرامة المخيمات.
آخر تلك المحاولات البائسة ما نشرته صفحة مخيمات لبنان بوست من بيانٍ سخيف ومفبرك، يستهدف مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء العبد خليل، متهمةً إياه بالتقصير، ومُحمّلةً زيارته الأخيرة إلى لبنان أكثر مما تحتمل من افتراء وتأويل.
في الوقت الذي كانت فيه بعض الأقلام الصفراء تتفرغ لنشر الأكاذيب، كان الرجل نفسه يجوب الميدان، يتابع الأوضاع الأمنية، ويواصل مهامه التنظيمية والوطنية بعيدًا عن عدسات الهواتف وأضواء الاستعراض.
*التحريض الرخيص لا يبني مخيمًا*
لم يعد خافيًا على أحد أنّ بعض الصفحات المشبوهة تعمل وفق أجندة تهدف إلى ضرب صورة حركة فتح سواء ( مخيمات لبنان بوست صفحة بنت صور) ، وتشويه رموزها الميدانيين الذين ما غادروا مواقعهم يومًا.
فمن المعيب أن يتحول الإعلام – أو ما يشبهه – إلى منبر للفتنة، بدل أن يكون منبرًا لتوحيد الصف الفلسطيني، في وقتٍ أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة ورصّ الصفوف.
من السهل جدًا على من يختبئ خلف شاشة هاتف أن يكتب ما يشاء، وأن يوزّع الاتهامات كما يوزع الشتائم، لكن الصعب حقًا هو أن تكون في الميدان، بين الناس، تتحمل مسؤولياتك، تتابع تفاصيل الأمن اليومي للمخيمات، وتدير توازنًا حساسًا بين الأمن والكرامة والإنسانية.
هنا الفرق بين رجالٍ يعملون بصمت، وأشباه رجالٍ يتكلمون كثيرًا ولا يفعلون شيئًا.
*فتح... عنوان الثبات والمسؤولية*
حركة فتح لم تكن يومًا مشروعاً شخصياً أو حزبًا ضيّق الأفق، بل كانت وما زالت العمود الفقري للمشروع الوطني الفلسطيني ، ومن أراد أن يهاجم قادتها، فعليه أولاً أن يراجع ذاكرة المخيمات التي تعرف من وقف في وجه الفتن، ومن حافظ على وحدة الصف، ومن أدار الأزمات بأعلى درجات المسؤولية والانضباط.
إنّ من يهاجم اليوم قادة الأمن الوطني، إنما يهاجم مدرسة كاملة في الانتماء والانضباط، رجال عرفتهم الساحات من الجنوب إلى الشمال، قادة لا يتركون مواقعهم، ولا يترددوا في مواجهة أي خطر يمسّ كرامة أبناء شعبنا الفلسطيني .
ومن يتحدث عنهم دون معرفة أو دراية، إنما يكشف عن جهله بالميدان، وجهله بتاريخ الأمن الوطني الفلسطيني الذي دفع ثمن استقراره دماءً وتضحياتٍ غالية.
*قضية مداخل مخيم البداوي… مسؤولية تُدار بعقل الدولة*
إنّ قضية إعادة فتح مداخل مخيم البداوي هي من أبرز الملفات التي تتصدر اهتمامات القيادة الفلسطينية، وفي مقدمتها سعادة السفير الدكتور محمد الأسعد واللواء العبد خليل، حيث تُتابع هذه القضية بهدوء ومسؤولية خلف الكواليس عبر القنوات الرسمية وبالتنسيق الكامل مع الجهات اللبنانية المعنية، حرصًا على الوصول إلى حلّ يحفظ أمن المخيم وكرامة سكانه دون الانجرار وراء الاستفزاز أو الفوضى.
فالقادة الحقيقيون لا يزايدون بالشعارات، بل يعملون بصمت من أجل نتائج ملموسة تحفظ الاستقرار وتخدم أبناء شعبنا.
*صفحات صفراء بأقلام مأجورة*
إنّ محاولات النيل من سمعة القيادة الأمنية ليست جديدة، لكنها اليوم أكثر انحطاطًا لأنها تستغل وجع الناس وحاجاتهم لتبرير الحقد.
تلك الصفحات التي تتحدث باسم المخيمات، لا تمثل إلا نفسها، ولا تعبّر عن نبض الناس الحقيقي الذين يعرفون جيدًا من يعمل لأجلهم، ومن يتاجر بهم في الإعلام.
لقد تعب الناس من الخطابات الزائفة، ومن الأكاذيب التي تُطلق لتشويه كل إنجاز وطني.
كفى عبثًا بعقول أبناء المخيمات الذين يستحقون إعلامًا وطنيًا صادقًا، لا صفحاتٍ تسعى للفت الأنظار على حساب سمعة المناضلين.
*في الميدان يُعرف الرجال*
من السهل أن تتحدث، لكن من الصعب أن تكون هناك… في الميدان، حيث لا مجاملة ولا شعارات.
إن جميع ضباط الأمن الوطني هم أبناء هذا الشعب الفلسطيني ، ينامون في المخيمات، يعيشون مع الناس، يعرفون همومهم، ويواجهونها بإمكانيات محدودة لكنها بإرادة كبيرة.
بينما أولئك الذين يوزّعون الاتهامات يعيشون في عوالم افتراضية، لا يسمعون إلا صدى أصواتهم ولا يرون سوى انعكاس كبريائهم الزائف.
وأختم كفاكم نباحًا خلف الرجال، فهؤلاء الذين تحاولون تشويههم صنعوا تاريخًا من الوفاء لفلسطين لا تستطيعون محوه بتعليقٍ أو منشورٍ مأجور.
كفاكم تجارةً بمعاناة الناس، فالمخيمات لا تبنى بالضجيج، بل تُصان بالمسؤولية والانتماء.
أما أنتم، فابقوا في عالم الافتراء والتشهير… ففتح لا تُقاس بصفحات الفتنة، بل تُقاس بمسيرةٍ من دماء الشهداء وتاريخٍ من النضال لا يُطال.
ستبقى فتح كما كانت، عصيّة على الكذب، منيعة على التشويه، شامخة في وجه الرياح، لا تنكسر أمام ضجيج الأقزام.
ومن أراد أن يختبر صدقها، فليأتِ إلى الميدان… هناك فقط تُكتب الحقيقة، وهناك فقط يُعرف الرجال.
13/11/2025 05:40 pm
.png)






