بقلم جلال منصور

الخزينة فارغة عبارة يسمعها كثيراً أعضاء اتحاد الكتاب العرب ( السوريين ) على الرغم من تحصيل الاتحاد لأكثر من ملياري ليرة كفروق عقد استثمارية مجحفة ، تخص عدداً من أصوله العقارية .
أين ذهبت تلك الأموال خلال ستة أشهر فقط ؟ ولماذا يتأخر صرف تعويض مقالات صحيفة الاتحاد لما يقارب ثلاثة أشهر ، كما أوقفت اجتماعات جمعيات الاتحاد على الرغم من حساسية هذه المرحلة ، لعدم توفر الأموال لتغطية تعويض المواصلات ، و أوقفت أنشطة الاتحاد في دمشق منذ قرابة الشهرين ، فماذا يحدث ؟
ضَجّت وسائل التواصل الاجتماعي منذ يومين باحتجاجات لعدد من الأعضاء ولعدد من الطامحين بالعضوية ، بعد خلاف في مجلس تسيير الاتحاد نُشِرَت على إثره فضائح جعلت الأعضاء في صورة ما يجري خلف الأبواب المغلقة ، حيث قام أعضاء مجلس تسيير الاتحاد الذي عينته الحكومة المؤقتة في دمشق ، باتخاذ قرار بتخصيص رواتب ثابتة لهم ، خلافاً للإدارات المنتخبة في المرحلة البعثية ، وعلى الرغم من أن هذا المجلس معظمه ليسوا أعضاءً في الاتحاد و بالتالي لم يدفعوا اشتراكات قط في حياتهم ، إلا أنهم استغلوا وجود الأختام بين أيديهم ليصدروا ما يشاؤون من قرارات دون مشاورة أحد على الرغم من كون الاتحاد منظمة شعبية مستقلة ، كما جاء في الدستور السوري في المادة المنشئة لها .
عضو مجلس تسيير يحصل على رواتب وتعويضات بما يقارب ١٠٠ مليون خلال ٦ أشهر بينما الراتب التقاعدي للأعضاء القدامى الذين دفعوا اشتراكات و رسوم لنصف قرن من الزمن بقيت ٣٥ ألف ليرة !
و يُذكر أن متوسط ما يحصله عضو مجلس الاتحاد شهرياً بين رواتب ومكافآت .. إلى آخره ١٠ ملايين تقريباً بينما أقدم إداري في الاتحاد خدمة خمس وثلاثين عاماً راتبه مليون ليرة فقط !
والأعضاء كبار السن و المرضى عاجزين عن تحصيل ثمن الدواء الذي كانوا يشترونه عادة من خلال مبالغ الضمان الصحي التي تصرف كل عام لهم .
مما جعل مجلس تسيير الاتحاد يتحول إلى حديث الساعة ومثار للسخرية ، فهناك من وصفه بمجلس " تسخير الاتحاد " وهناك من الأعضاء من سخر قائلاً من " يسير يقرر " ،في إشارة إلى خروج مجلس الأمر الواقع هذا عن مهامه المتمثلة ، بتنسيب من تم فصلهم لأسباب سياسية في الحقبة البائدة وفصل من تم تنسيبهم جراء فساد أو لأسباب سياسية في الحقبة البائدة . ريثما يتم عقد مؤتمر عام ينتخب إدارة جديدة للاتحاد كما هو حال المنظمات الشعبية المستقلة .
وقد جاءت هذه الفضيحة في انعدام العدالة في توزيع موارد الاتحاد كجزء من سلسلة فضائح واتهامات أثارها بعض أعضاء مجلس تسيير الاتحاد ضد زملائه .
والسؤال في أوساط أعضاء جمعيات الاتحاد اليوم ، هو متى سينتهي هؤلاء الطارئون على مؤسسة الاتحاد من مهزلة المزاودات ويقومون بصرف المستحقات للكتاب الذين شن الاستبداد الأسدي حرباً عليهم في لقمة عيشهم لصرفهم عن الكتابة وتهجير العقول الممنهج ، ثم جاءهم هؤلاء ليكملوا عليهم .
ومن الطريف أن أعضاء مجلس تسيير الاتحاد لم يتقدم معظمهم إلى الآن بطلب انتساب إلى الاتحاد في مخالفة غير مسبوقة في تاريخ النقابات والاتحادات في العالم ، لكن لماذا ينتسبون ويدفعون إشتراكات طالما يمكنهم الأخذ فقط ؟ أو ربما لأنهم يعلمون أن الاتحاد سيُفلس قريباً ويغلق أبوابه .
calendar_month16/11/2025 09:08 pm