
الحياة برس - توافد مئات المواطنين والمتضامنين الأجانب، الليلة، إلى خيمة التضامن في قرية الخان الأحمر، مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال للسكان لهدم منازلهم بأيديهم، التي تنتهي منتصف ليل الأحد/الاثنين.
وأكد المواطنون والمتضامنون إصرارهم على مواجهة جرافات الاحتلال، في حال حاولت هدم قرية الخان الأحمر.
وقال رئيس هيئة مقاومة الاستيطان والجدار الوزير وليد عساف، من خيمة التضامن، إن "هذا الحضور يعكس معنويات عالية. المتواجدون هنا جاؤوا وهم يدركون طبيعة الظرف هذه الليلة. الاستعدادات عالية لمواجهة جيش الاحتلال وجرافاته. هذه معركة مهمة ومفصلية ومطلوب من الجميع إعلان النفير العام نجدة لسكان الخان الأحمر".
وأشاد عساف بوقفة الجماهير والمتضامنين الأجانب على مدى 104 أيام من الاعتصام في خيمة التضامن، منعوا خلالها جرافات الاحتلال مرتين على الأقل من الاقتراب من الخان الأحمر.
كما ثمن التضامن الدولي مع سكان الخان الأحمر، مشيرا إلى زيارة قام بها 40 قنصلا أجنبيا إلى خيمة التضامن، وكذلك إعلان الاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم رفضهم للقرار الإسرائيلي هدم الخان الأحمر.
وقال عساف: "هذه المواقف مهمة، لكنها لا تكفي لردع الاحتلال. مطلوب المزيد من الأفعال لوقف هذه الجريمة".
وحذر من أن هدم الخان الأحمر سيشكل بداية لأكبر عملية تهجير منذ عام 1948، حيث يوجد حوالي 225 تجمعا فلسطينيا في المناطق المسماة "ج"، تحمل نفس الصفة القانونية التي يحملها الخان الأحمر، من وجهة نظر إسرائيل، مؤكدا أن الحجة الإسرائيلية بأن هذه التجمعات غير مرخصة هي حجة باطلة، لأن وجودها سبق احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 67.
كذلك، حذر عساف من أن هدم الخان الأحمر سيكون نهاية عملية السلام، حيث سيقضي على آية إمكانية لقيام دولة فلسطينية وفق رؤية حل الدولتين.
وقال: "هناك 23 تجمعا مماثلا للخان الأحمر في محيط القدس، يسكنها نحو 170 ألف فلسطيني، يسعى الاحتلال لإزالتها لاستكمال خططه بعزل القدس، ومنع أية إمكانية لإقامة دولة فلسطينية، لهذا، نحن لا ندافع فقط عن 180 مواطنا، وإنما عن مشروعنا الوطني".
من جانبها أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) رفع وتيرة جهوزيتها في قرية الخان الأحمر، داعية جماهير شعبنا الفلسطيني إلى الاستنفار وشد الرحال للقرية للدفاع عنها.
وقالت الحركة، في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة، مساء الأحد، عشية انتهاء المهلة التي حددها الاحتلال لهدم قرية الخان الأحمر، " إننا في حركة فتح ومعنا كل الأحرار من فصائل وفعاليات ومؤسسات ونحن نحذر الاحتلال الإسرائيلي من مغبة ارتكاب مثل هذه الحماقة (هدم الخان الأحمر) لنتوجه إلى كوادرنا وأبناء شعبنا بضرورة زيادة حجم المشاركة والمبيت في القرية، جنبا إلى جنب مع حركة فتح - إقليم القدس، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، والمرابطين وآل أبو داهوك / عرب الجهالين، للتصدي والمواجهة".
وأكدت الحركة أن شعبنا يعيش لحظات تاريخية فارقة هذه الأيام، وهو يقف على أعتاب جريمة جديدة للاحتلال الإسرائيلي يمزق فيها أرضنا ويستبيح مقدساتنا.
وقالت إن سيادة الرئيس محمود عباس "أكد في خطابه التاريخي بالأمم المتحدة قبل ثلاثة أيام على الوفاء المطلق لعوائل الشهداء الأبطال والأسرى الأحرار وجموع اللاجئين الذين ذاقوا قسوة اللجوء المتجدد كل يوم، وحمل فيه العالم أجمع والمجتمع الدولي مسؤولية حماية قرية الخان الأحمر وسكانها من الاستهداف، لما تمثله من مكانة استراتيجية كبوابة شرقية للقدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، إضافة إلى أنها تمثل نقطة الوصل ما بين شمال الضفة وجنوبها".