أول أمس صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبأغلبية 128 صوت، مقابل امتناع 35، واعتراض 9 أصوات، فأدانت قرار الرئيس الأمريكي المتصهين ترمب بشأن القدس، وردت عليهِ صفعة وبِّصقِة القرن!؛ وقراره الأحمق بالاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لكيان الصهاينة (إسرائيل)؛ فالقدس هي مفتاح السلام ومفتاح الحرب في العالم، وقد عادت إلى الواجهة قضية فلسطين والصراع العربي مع الاحتلال الصهيوني إلي الواجهة؛ حيث أن الصراع بين الحق والباطل قديم قدم التاريخ، فلقد قتل اليهود الأنبياء والمرسلين، وتجرأوا بقولهم علي خالقهم رب العالمين!!؛ وهُمّ مشهورين بنقض العهود والمواثيق والغدر والخيانة والإفساد في الأرض!؛ ولقد تكلمت سور كثيرة في القرآن الكريم عن ذلك منها: سورة البقرة، وآل عمران، والمائدة، والأنفال، والإسراء باستفاضة عن بني إسرائيل اليهود، ووضحت الآيات أن اليهود بالرغم من أنهم أهل كتاب (التوراة)، وبعث الله عز وجل لهم سيدنا موسي عليه السلام، والكثير من الأنبياء عليهم السلام جميعاً؛ وعلي الرغم من ذلك كلما جاء لهم رسولٌ بما لا تهوي أنفُسهم، ففريقٌ منهم يكذبونهُ، وفريقٌ أخر يقتلونهُ، فطبيعتهم مجبُولة علي الافساد في الأرض، والكفر!!؛ وإن الصراع بيننا وبينهم مُستمٌر ليوم القيامة، ويجب أن نوطن عليه أنفسنا، ونحن كثيراً ما نسمع من الساسة بأن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي صراع سياسي وحدود، ولا نريد تحويله لصراع ديني؛ وبالرغم من أهمية ذلك وهو صحيح ولا ننكره، و لكنني أعتقد أن الصراع، وبصراحة سيتحول لصراع عقائدي ديني، ولدينا أدلة دامغة قرآنية تؤكد ذلك، وكذلك من السنة النبوية تؤكد حتمية واستمرارية هذا الصراع بكافة مستوياته الوجود والحدود والسياسة والدين، سوف يستمر حتي قيام القيامة، فقد جاء في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ )رواه مسلم في بَاب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مَكَانَ الْمَيِّتِ مِنْ الْبَلَاءِ)؛بمعني أن المسلمين سيقاتلون اليهود، وخاصة بعد احتدام الصراع وعلو اليهود وفسادهم في الأرض وقيام كيان لهم صارت تسمي (دولة إسرائيل) على أرض فلسطين والاعتراف الدولي بها ولكنها لم تعُلن حدودها، رغم أن تعريف الدولة (إقليم – شعب – حكومة- دستور)، وهذا يعني أنه كيان احتلالي احلالي غاصب ممتد بأطماعه بغير حدود!؛ وغياب الحدود له تفسير في العقيدة الدينية اليهودية. فحدود الأرض التي سيقام عليها الوطن القومي لليهود، لا تقتصر على ما حددته التوراة منها لبني إسرائيل أي أرض فلسطين، وإنما يتعداها دون حدود لكل أرض تطؤها أقدامهم. فيرد في التوراة التي حرفوها وزوروها حسب أهوائهم: "تلك هي وصية الرب ووعده، فكل موضع تدوسه بطون أقدامكم، لكم أعطيته كما كلمت موسى"، بمعنى أن التوراة لم ترسم حدودًا ثابتة لأرض إسرائيل، (طبعاً هذا تزوير وتحريف التوراة)، وكتبوا التلمود بأيديهم وفق فكرهم المتطرف الفاشي، ففي حين ترد هذه الحدود في سفر التكوين " لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات " لذلك وضوعوا نجمة داود في علمهم وخطين أزرقين أي من النيل إلي الفرات!؛ تختلف حدود الأرض في السفر نفسه لتصبح "كل أرض كنعان ملكا أبدياً،"!! وقال رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني الهالك (ديفيد بن غوريون) "إن الجيش الإسرائيلي هو أفضل مفسر للتوراة!، وإن حدود الكيان(إسرائيل) تكون حيث تصل أقدام الجندي الإسرائيلي"!!. كان ذلك في خطابهِ أمام الكنيست الإسرائيلي في 15 أبريل 1956: وأردف قائلاً: "هنا تكون الحدود، فإن ما أوضحه الرب وحدده هو أفضل ضمان يمكن أن تأخذه إسرائيل...عندما يقول الرب ليوشع لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك، فإن الضمانات التي أعطتها لنا الدول الكبرى الثلاث، ليست بهذا الوضوح أو تلك الثقة". ؛ لذلك فإن اليهود يزورون التاريخ ويحرفون الكلم في الدين عن مواضعه؛ فيكذبون ويرون في أرض فلسطين حقًا تاريخيًا، وأمرًا ربانياً لهم بالاستيلاء عليها، كأرض الميعاد واللبن والعسل الخ..؛ وهم يرون عقائدياً تنفيذ هذا الأمر لن يتم إلا بتفريغ الأرض من سكانها العرب الفلسطينيين المسلمين والمسيحين منهم، ويعملون علي تجميع وتهجير يهود العالم في فلسطين، ويمكن تفسير هذا الدور للهجرة اليهودية لفلسطين المحتلة منهم، على أساس أن التوسع الاستيطاني يحول احتلال الأرض إلى احلال وحق مكتسب بموجب هذا الوجود السكاني الدائم لليهود؛ وقادة الاحتلال الإسرائيلي خاصة اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو، ونفتالين بينت وشكيت، وليبرمان، وغيرهم يؤمنون فعليا بهذه التعاليم الدينية الواردة في التوراة الخاصة بضرورة احتلال الأرض والتوسع والاستيطان فيها، فهم يوظفون وبكفاءة هذه التعاليم المُحرفة من التوراة ويثبتونها زوراً، وبهتاناً لخلق الربط التاريخي والديني بين الماضي اليهودي القديم، والواقع المعاصر للاحتلال المعاصر، ليكون الحاضر امتدادا للماضي، واستكمالاً لرسالته، وهم يعتبرون أنفسهم فوق البشر وشعب الله المختار . لذلك نري أن احتلال فلسطين من اليهود تحول لأطول احتلال احلالي استيطاني سرطاني عنصري عرفه التاريخ البشري المعاصر، ولا زال مستمرًا لهذا اليوم، فإنه أيضا هو الأكثر تأثيرا على دول المنطقة والإقليم، لا سيما بما يمثله من نزعة عنصرية على مستوى الهوية والدين وعلى مستوى المفارقة اللغوية والظلم الذي قامت عليه دولته لمواطني الأرض الأصليين وللأقلية العربية المتبقية منهم. اتسعت دائرة الاحتلال الإسرائيلي لتتجاوز حدود فلسطين وليأخذ طابعا كولونياليًا، شق طريقه عبر حرب 67 إلى الجولان السوري وسيناء المصرية، وما تلاها عام 1982م من احتلال وحصار إسرائيلي لبيروت اللبنانية، فهو بالتالي كيان توسعي سرطاني يستلهم خطورته وأهميته من كونه كيانا شاذاً في وسط عربي مسلم، وعموماً في رأيي أن الصراع بيننا وبينهم في فلسطين هو صراع وجود وعقائدي، وليس صراعنا مع اليهودية كديانة، بل مع الاحتلال الذي يستغل الدين لشرعنه الاحتلال واحلاله؛ وكل تصرفات زعماء وقادة ومؤسسي كيان الاحتلال تؤكد ذلك الأمر؛ حيث يقول ديفيد بن غوريون: إن "يهوذا" إله إسرائيل هو أيضا إله الجيوش، وهو محارب شديد يقود شعبه بعنف وغلظة...وترتيبًا على ذلك فإن حروب إسرائيل قديما وحديثا هي حروب مقدسة. 
وهناك صورة دقيقة رسمها ليبرمان تعكس هذا الترابط بين العقيدة الدينية اليهودية والعقيدة العسكرية لإسرائيل يقول ليبرمان عن الجيش الإسرائيلي: "إن جيش إسرائيل يختلف عن سائر جيوش العالم، إن جيش إسرائيل هو جيش فني، ألا أنه في الوقت نفسه أقدم جيوش العالم. فتاريخه لا يبدأ مع تأسيس الدولة، بل يعود إلى زمن سحيق موغل في القدم... فمن تعتقد أنه كان أول قائد للمحاربين اليهود؟ أنه حاخامنا موسى، أم علينا أن نبدأ من أبينا إبراهيم! الأب إبراهيم وحاخامنا موسى ويوشع بن نون وديورا النبيه والملك داود - وهكذا فإن الانتماء إلى جيش إسرائيل هو "امتياز مقدس"، وكناية عن عمل ديني يحمل أعمق المعاني الروحية".ومن هذا المنطلق يمكن فهم أن الأمن الإسرائيلي يرتكز على عدة مبادئ مستمدة من عدة اعتبارات منها العقيدة الدينية اليهودية، ومن أهم هذه المبادئ: الهجوم، الحرب الخاطفة، التوسع، والعدوان الخ..، ولو تطرقنا إلي قضية القدس الشريف فهي أم القضايا وقضية مستقلة بذاتها؛ فالصراع في القدس صراع ديني، وسياسي أيضا، وصراع وجود بيننا عرب وفلسطينيين مسيحين ومسلمين في مدينة القدس، وبين الصهاينة حيث تطالب دولة الاحتلال الغاصب بالمدينة كعاصمة دينية وسياسية لهم، وتؤجج صراع ديني فاليهود يريدون زوراً إعادة بناء الهيكل المزعوم الذي لا يوجد له أي دليل تاريخي أو شرعي في فلسطين وبإقرار من علماء الأثار اليهود أنفسهم!، ولكن قطعان المستوطنين وحاخاماتهم يمهدون لعودة المسيخ (المخلص)، والتأكيد على أن المدينة هي العاصمة الأبدية لإسرائيل بما يعني أن العرب من المسلمين والمسيحيين ليست لهم حقوق دينية في مدينة القدس!!؛ التي ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي والذي يعمل ليلاً و نهارًا علي طمس الهوية الفلسطينية، وإزالة كل الأثار الإسلامية والمقدسات عن المسجد الأقصى وهويته العربية، ولذلك يستمر التهويد للمدينة والتصعيد الاستيطاني في القدس بهدف التحكم بالميزان الديموغرافي لمدينة القدس، لذلك نتنياهو، وترمب يسعي لترسيخ مفهوم (يهودية الدولة)!؛ الأصولية اليهودية والمسيحية اللتين اتفقتا في هدف أساسي هو جمع الشتات اليهودي في فلسطين تحقيقا لمزاعم دينية عقيدية وأهمها الزعم بان أحد شروط القدوم الثاني للمسيح عليه السلام هو هذا الجمع، وهذا الزعم استغلته الأصولية الدينية اليهودية والحركة الصهيونية استغلالا جيدا لتحقيق هدفين، الأول: جمع اليهود في فلسطين وإنشاء الدولة اليهودية فيها، والثاني: الحصول على الدعم والمساندة ضد المسلمين القاطنين في فلسطين، وطبقا للرواية الصهيونية هو صراع قومي عقائدي بامتياز حسب وجهة النظر الاسرائيلية اليهودية التوراتية، (وصفقة أو صفعة القرن) اليوم تصب في ذلك التوجه، وهى لن تعدو كونها حلا عقائدياً للصراع بعيداً عن أي محددات سياسية، وجاء اعتراف ترمب بأن القدس عاصمة إسرائيل استناداً على الرواية التوراتية اليهودية للصراع، واعتقاد من إدارة ترمب المتصهينة المسيحية الصهيونية الإنجيلية الأمريكية!؛ لأنهم يسعون للوصول إلي حدوث معركة (هر مجدون)، وهي معركة ينتظرها كثير من اليهود النصارى المتزمتين، وقد وردت كثيراً في مؤلفاتهم ودراساتهم، وهر مجدون كلمة عبرية مكونة من مقطعين (هر) ومعناها: جبل، و (مجيدو): وادي في فلسطين؛؛ يقول (أحد قساوسة النصارى في الغرب): "كنت أتمنى أن أستطيع القول: أننا سنحصل على السلام، ولكني أؤمن بأن (هر مجدون) مقبلة، وقادمة، وسيخاض غمارها في وادي (مجيدو) إنها قادمة، إنهم يستطيعون أن يوقعوا على اتفاقيات السلام التي يريدون، إن ذلك لن يحقق شيئاً، هناك أيام سوداء قادمة"، ويقول غيره: "إننا نؤمن كمسيحين أن تاريخ الإنسانية ينتهي بمعركة تدعى (هر مجدون) وأن هذه المعركة سوف تتوج بعودة المسيح الذي سيحكم بعودته على جميع الأحياء والأموات على حد سواء، وما يتضمنه هذا الكلام من قيام معركة كبرى بين المسلمين والروم (النصارى) جاء مصرحا به في السنة الصحيحة، فقد روى أحمد وأبو داود وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ستصالحون الروم صلحاً آمناً، فتغزون أنتم، وهم عدوا من ورائهم فتسلمون وتغنمون، ثم تنزلون بمرج ذي تلول، فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول: غلب الصليب، فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله، فيغدر الروم وتكون الملاحم، فيجتمعون لكم في ثمانين غاية، مع كل غاية اثنا عشر ألفاً".وروى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ.. إلى قوله: فيفتتحون قسطنطينية" ؛؛ ويؤمن اليهود والنصارى بمعركة هر مجدون، وهي عقيدة مسيحية ويهودية مشتركة، تؤمن بمجيء يوم يحدث فيه صدام بين قوى الخير والشر، وسوف تقوم تلك المعركة في أرض فلسطين في منطقة مجدو أو وادي مجدو، وينتهي الأمر بانتصار المسلمين؛ واليهود أكثر تشوقاً لهذا اليوم الموعود الذين يسمونه يوم الله، فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية نبأً من القدس المحتلة أثناء حرب الخليج عام 1991 للحاخام مناحيم سيزمون الزعيم الروحي لحركة حياد اليهودية يقول: (إن أزمة الخليج تشكل مقدمة لمجيء المسيح المنتظر)، وهذه الاعتقادات ظهرت عند السياسي اليهودي تيودور هيرتزل حيث يقول: (انه ظهر لي ـ في عالم الرؤيا ـ المسيح ـ الملك على صورة شيخ حسن وخاطبني قائلاً: اذهب واعلم اليهود بأني سوف آتي عما قريب لاجترح المعجزات العظيمة وأسدي عظائم الأعمال لشعبي وللعالم كله)؛ وفي هذا المعنى تحدث الرئيس الأمريكي رونالد رجين عام 1980 مع المذيع الانجيلي (جيم بيكر) في مقابلة تلفزيونية أجريت معه قال: (إن هذا الجيل بالتحديد الذي قد يشهد معركة هر مجدون)، أما الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش فقد قال أعلنها بصراحة (حرب صليبية ضد الاسلام)، ونحن العرب المسلمين نؤمن بأن نهايتهم قادمة وهم ينتظرون الأعور الدجال؛؛ كما أُثر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأبنائه أقوال تشير إلى مكان الملحمة في مرج ابن عامر من عكا ويافا على الساحل حتّى القدس في السهل الفلسطيني ويشيرون إلى زمانها أنها بعد ظهور المهدي المنتظر وتحريره القدس من قبضة اليهود ونقض الروم الهدنة معه التي توسط فيها عيسى عليه السلام بعد نزوله وكلها حوادث لم تحدث بعد ولا حدثت في التاريخ البعيد حيث سيظهر الله دينه وينصر عباده ويسود الإسلام في أهل الأرض، لذلك أعتقد أن الصراع بين العرب المسلمين والمسيحين ورأس الحربة أهل فلسطين ضد اليهود صراع وجود وليس حدود فقط، وليس صراعاً سياسياً فقط، ولكن الأصل أن الصراع سيكون عقائدي ديني، ونحن الأن ننتظر تحقيق وعد الله عز وجل لنا كما قال تعالي:" فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ ليسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا "، النصر قادم يرونه بعيداً ونراه قريباً، والقدس الشريف كانت وستبقي عاصمة فلسطين الأبدية.


  الكاتب المفكر العربي والإسلامي والمحلل السياسي
 الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
     عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية

calendar_month23/12/2017 03:49 am