الحياة برس - أصدرت الجبهة العربية الفلسطينية الخميس الموافق 11/11 بيانًا بالذكرى السابعة عشر لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات ( ابو عمار)، وصل الحياة برس نسخة عنه وقالت فيه:
تطل علينا الذكرى السابعة عشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، لتمثل أمامنا مسيرة العطاء والتضحية والفداء التي خاضها شعبنا بقيادة أبو عمار الذي كان الأب والقائد والمعلم والرمز والمربي والباني، صانع الحلم الفلسطيني ومفجر الثورة التي حولت شعبنا من لاجئين الى مناضلين يطالبون بحقهم في دولة يعيشون فيها بأمن وسلام وفق قرارات الشرعية الدولية، وهو الذي جسد روح المقاومة والنضال بكل شجاعة واقدام وهو الضمير الحي لكل ابناء شعبنا في مواصلة المسيرة والنضال لتحقيق حلم شعبنا في إقامة دولته وعاصمتها القدس، وهو الذي لم يغمض عيناه يوماً عن القدس والأقصى وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية، فكان نعم القائد الصلب والصامد في أحلك الظروف واعقدها والقادر على تجاوز كل العقبات التي تعترض مسيرة الثورة ليمضي بكل ثقة ويقين متسلحاً بإرادة وثبات شعبه نحو تحقيق كامل الأهداف الوطنية التي آمن بها الشعب الفلسطيني وقدم في سبيلها أعظم التضحيات، فكان أبو عمار وبحق القائد الملهم الذي يمد الشعب بالصمود والثبات، وصاحب الحنكة التي مكنت شعبنا من مواصلة نضاله بالرغم من كل المؤامرات التي تكالبت على ثورتنا وشعبنا ، فلقد كان الشهيد القائد أبو عمار رمزاً وحدوياً قادراً على جمع كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني  بمختلف مشاربها وبرامجها وأيدولوجياتها ما مكنه أن يقود ويواصل مسيرة النضال مع شعبنا وقواه المناضلة أن يبتكر كل يوم صيغ جديدة للنضال والعمل المشترك والدفاع عن حياة شعبنا وحقوقه ولتصبح مدرسة النضال الفلسطيني سراجاً منيراً لكل حركات التحرر العالمية. 

وأضافت الجبهة في بيانها، إننا ونحن نحي ذكرى استشهاد القائد الرمز أبو عمار فما أحوجنا إلى مواصلة الدرب الذي بدأها القائد الخالد وان نعمل على انجاز ما أراده من توحيد للصفوف وحشد للهمم والتفاف حول برنامج وطني واضح ومحدد يصون الثوابت ويحافظ على ما حققه شعبنا طوال سنوات نضاله بفضل تضحياته الجسام وعطاءه اللامحدود ووحدته التي كانت على الدوام السد المنيع أمام كل المحاولات والمؤامرات التي سعت إلى الانتقاص من حقوقنا الثابتة واستطاعت وبالرغم من الاختلال الكبير في موازين القوى لمصلحة العدو إلا أننا استطعنا أن نبقى محافظين على قضيتنا الوطنية وطرحها بقوة على العالم الذي عبر بوضوح عن وقوفه إلى جانب حقوقنا المشروعة فصوت لصالح فلسطين في الأمم المتحدة، وهو ما يعكس إدراك العالم بأكمله إلا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بأن السلام والأمن لن يتحقق في المنطقة ما لم ينعم شعبنا بحقوقه كاملة. إن انجازاً كهذا لا يقبل التراجع أبداً في مستوى أدائنا الوطني بل على العكس يدعونا إلى الارتقاء بخطابنا وتطوير وسائل نضالنا من اجل مواصلة الدرب نحو تحقيق أهدافنا الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، وهو ما يتطلب الوقوف أمام الوضع الفلسطيني الراهن من انقسام كارثي يهدد مصيرنا الوطني ويخرج مسيرة نضالنا عن مسارها الطبيعي في مواجهة الاحتلال وانجاز الأهداف الوطنية التي قدم شعبنا ولا يزال في سبيلها أغلى ما يملك، مما يتطلب أن نحكم العقل ونوظف كل طاقات وإمكانات شعبنا من أجل تجاوز هذا الواقع وهذا يوجب على الجميع التحلي بالمسؤولية والجرأة والشجاعة في اتخاذ الموقف لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة لنتمكن سوياً من درء الأخطار التي تحدق بقضيتنا الوطنية، فالمعادلة لم تعد تحقيق مكسب حزبي لهذا الفصيل أو ذاك، وإنما باتت معادلة الوطن والشعب كله في مواجهة السياسة الإسرائيلية المتعنتة التي تهدف إلى طمس حقوقنا الثابتة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة، وتسعى لفرض أمر واقع يعيد الصراع إلى أهدافه الأولى التي نشأ المشروع الصهيوني في فلسطين على أساسها.

إن ما تعلنه حكومة الاحتلال من مواقف متعنتة ورافضة لكل جهود إحلال السلام في المنطقة، حيث تواصل ممارساتها العدوانية على شعبنا وارضنا في غزة والضفة والقدس التي تشهد تصاعداً في مخطط التهويد من استمرار للتوسع الاستيطاني وهدم للبيوت واعتداءات صارخة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وما يعانيه شعبنا في قطاع غزة من حصار ظالم وجائر، إن كل ذلك يتطلب العودة إلى المواقف التي اتخذها الشهيد ياسر عرفات حينما كان يواجه مثل هذه الظروف بموقف وطني موحد، وبالتفاف عربي لدعم الموقف الفلسطيني وموقف دولي داعم لنضال شعبنا، وإننا مدعوون اليوم للاستفادة من الدروس والعبر التي خلفها لنا مفجر الثورة وقائدها حتى نبقى على العهد الذي قطعناه للرئيس القائد ولكافة شهداء شعبنا وثورتنا بان نبقى على عهدهم وعلى ذات الدرب الذي قضوا من أجله، لنعمل على تصويب مسارنا وإعادته إلى وجهته الأصلية في مواجهة الاحتلال.

وتابعت الجبهة، إن ما يمارسه الاحتلال من انتهاكات مدعوما من الولايات المتحدة الأمريكية يفرض على المجتمع الدولي اتخاذ مواقف جدية تجاه إسرائيل، فلم تعد لغة البيانات والدبلوماسية مرضية لأحد، وحقيقة أن إسرائيل دولة فوق القانون الدولي يجب أن تنتهي، فهذه الإرادة الدولية التي أنشأت "إسرائيل" على حساب أرضنا وحقوق شعبنا مطالبة اليوم بإلزام إسرائيل بتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه الوطنية الثابتة ، كما مطلوب من أشقائنا العرب اخذ زمام المبادرة والخروج بقرارات حقيقية ترتقي لمستوى التحديات، فالقضية الفلسطينية قضية العرب كافة وصمود شعبنا في خندق المواجهة الأول هو صمود للأمة كلها، ونقول لهم إن لم تتخذوا قرارات وخطوات جريئة وشجاعة تلزم إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية وتؤكد لها ان شعبنا ليس وحده في المواجهة فان الخطر سيداهم الجميع.

وختــــــــــاما فإننا ونحن نحيي ذكرى استشهاد القائد الرمز "أبو عمار" والتي تتزامن مع ذكرى إعلان الاستقلال بعد أيام قليلة نؤكد ان الوفاء لروح القائد الرمز تكون بالعمل على انجاز هذا الحلم بمواصلة النضال حتى تحقيق كامل الأهداف التي آمن بها وقدم روحه في سبيلها. 

المجد لياسر عرفات وللشهداء الأبرار

كل التحية لشعبنا العظيم صانع المجد

ومعاً وسوياً من أجل الحرية والاستقلال والديمقراطية

 

الجبهة العربية الفلسطينية

                                                                                   11/11/2021م




calendar_month11/11/2021 10:53 am