الحياة برس - في 16/نوفمبر عام 636 ميلادي، وفي 14 شعبان من السنة الخامسة عشرة من الهجرة، وقعت معركة القادسية الشهيرة التي كان لها تأثير كبير على تاريخ الدولة الإسلامية.
وقد كانت بين المسلمين والامبراطورية الفارسية التي كانت تسيطر على العراق، بقيادة رستم فرخزاد الذي قتل في المعركة، وإنتهت بانتصار المسلمين.
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أميراً للمؤمنين، والصحابي الجليل سعبد بن ابي وقاص قائداً لجيوش المسلمين في المعركة.
ووجه بن الخطاب النصيحة لسعد، حيث ذكر كتاب البداية والنهاية لحافظ ابن كثير، أن عمر بن الخطاب في أول يوم من المحرم، نزل الى ماء يقال له "صرار" وعسكر به لعزمه غزو العراق بنفسه، وكان علي بن أبي طالب خليفته في المدينة، واصطحب معه عثمان بن عفان وعدد من الصحابة الكبار، وعقد مجلس الشورى وتحدث عن ما عزم عليه، ووافقه الجميع إلا عبد الرحمن بن عوف فقال له "إنى أخشى إن كسرت أن تضعف المسلمون فى سائر أقطار الأرض، وإنى أرى أن تبعث رجلا وترجع أنت إلى المدينة، فرد عليه عمر: فمن ترى أن نبعث إلى العراق، فقال: قد وجدته.
قال: من هو؟
 قال: الأسد فى براثنه سعد بن أبى وقاص مالك الزهري.
فاستجاد قوله، وأرسل إلى سعد فأمره على العراق وأوصاه فقال:
يا سعد بن وهيب لا يغرنك من الله أن قيل خال رسول الله ﷺ وصاحبه، فإن الله لا يمحو السىء بالسىء، ولكن يمحو السىء بالحسن، وإن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا بطاعته، فالناس شريفهم ووضيعهم فى ذات الله سواء، الله ربهم، وهم عباده، يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عند الله بالطاعة، فانظر الأمر الذى رأيت رسول الله ﷺ منذ بعث إلى أن فارقنا عليه فالزمه، فإنه أمر.
هذه عظتى إياك إن تركتها ورغبت عنها حبط عملك وكنت من الخاسرين.
ولما أراد فراقه قال له: إنك ستقدم على أمر شديد، فالصبر الصبر على ما أصابك ونابك، تجمع لك خشية الله، واعلم أن خشية الله تجتمع فى أمرين: فى طاعته، واجتناب معصيته، وإنما طاعة من أطاعه ببغض الدنيا وحب الآخرة، وإنما عصيان من عصاه بحب الدنيا وبغض الآخرة.
وللقلوب حقائق ينشئها الله إنشاء، منها: للسر، ومنها: العلانية، فأما العلانية: فأن يكون حامده وذامه فى الحق سواء، وأما السر: فيعرف بظهور الحكمة من قلبه على لسانه، وبمحبة الناس.
ومن محبة الناس فلا تزهد فى التحبب فإن النبيين قد سألوا محبتهم، وإن الله إذا أحب عبدا حببه، وإذا أبغض عبدا بغضه، فاعتبر منزلتك عند الله بمنزلتك عند الناس.

اسباب معركة القادسية 

كان الصِّدام العسكري بين المسلمين والفُرس قد قطع شوطًا في جبهة العراق في خلافة أبي بكر وأوَّل خلافة عمر لكنَّه لم يبلغْ مرحلةَ اللِّقاء العسكري الحاسم بين الطرفَين، فانتصار المسلمين في معركة البويب لم يُنهِ الوجودَ السياسي والعسكري للفُرْس في العراق، ويمكِّن الدعوة الإسلامية أن تشقَّ طريقَها إلى الناس في العراق بأمْن وسلام. فكان لا بدَّ مِن لقاء عسكري حاسِم يُنهي الوجود السياسي والعسكري للفُرْس في العراق، ويمكِّن الدعوة الإسلامية أن تشقَّ طريقها إلى الناس في العِراق، ويجعل العراقَ دار إسلام، وأمْن وسلام، فكانتْ معركة "القادسية" ذلك اللِّقاء العسكري الحاسم.

المصدر: وكالات + ويكبيديا
calendar_month16/11/2021 01:20 pm