الرغيف والكتاب هما المبتدأ والخبر : بقلم : عماد خالد رحمة

لم يجد واحد من أهم شعراء الولايات المتحدة الأمريكية ورواد ثقافتها وحداثتها هو (والت ويتمان

Walt Whitman) 

أفضل من العشب ليطلق اسمه على ديوانه الشعري بعنوان (أوراق العشب ) ( Leaves of Grass)، 

التي شكلت أحد العلامات الفارقة في الأدب الأمريكي

. والحبر الأخضر الذي تكتب فيه الأرض نصوصها هو دمها.والشاعر والت ويتمان واحدٌ من أهم الشعراء الأمريكيين وأكثرهم تأثيراً، فقد حرص في قصائده على تجاوز الصبغة الملحمية التقليدية، والتخلي عن الشكل الجمالي الاعتيادي للشعر لعكس جوانب الحرية التي يمكن إيجادها في بلاده.

الرغيف والكتاب هما المبتدأ والخبر في جملة التاريخ والوجود الإنساني ، 

غير متناسين ما كتبه الروائي توفيق يوسف عوَّاد في رواية الرغيف رواية التي تعد من روائع الروايات التي تتحدث عن فترة الحرب العالمية الأولى وما خلفته من أثار سلبية ومآسي لا تحصى على لبنان. 

وقديماً قال الفيلسوف اليوناني أرسطو إنَّ الكُتَّاب أهم شيء في العالم لكن بعد الإنسان، لهذا كانت الثقافة المنزوعة الدسم الأخلاقي والرسالة الإنسانية التي يتضمنها مجرد موجات عابرة لا قيمة لها ،أو نمط من الفانتازيا التي لا دور لها في أرض الواقع .فقد بحث في مجال علم الأخلاق والسياسة في ما يُسمَّى المعرفة العملية، أي تلك المعرفة ( الأبستيميلوجيا ) التي تجعل البشر قادرين على التفكّر والتعقّل والتصرُّف السليم ،والعيش في سعادة كبيرة . وقد قال أرسطو إنَّ الهدف الذي يسعى إليه الناس هو السعادة ونحن نحقق السعادة عندما نؤدِّي وظيفتنا. ولأنَّ الإنسان في رأي أرسطو هو الحيوان العاقل، ووظيفته هي أن يعقّل الأمور، أي يجعلها عقلانية إلى القدر الكافي ،فإنه تبعاً لذلك تكون الحياة السعيدة للإنسان هي تلك الحياة التي يحكمها العقل. 

وإذا أخذنا البعد الرمزي للرغيف فهو كل ما يحتاج إليه الكائن كي يبقى على قيد الحياة، لكن ( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان) (متى ٤ / ٤) .فالموتى لا يقرأون وكذلك الجياع الذين أفقدتهم الأنيميا والأمراض المستعصية رشدهم.

وحين كتب الشاعر الباقي فينا ،الحاضر دوماً على الرغم من الغياب ، الشاعر العربي الفلسطيني العالمي محمود درويش ذات يوم:( إنّا نحبّ الورد

لكنّا نحبّ القمح أكثر

و نحبّ عطر الورد

لكن السنابل منه أطهر

فاحموا سنابلكم من الأعصار

بالصدر المسمّر

هاتوا السياج من الصدور ...من الصدور

فكيف يكسر ؟؟

إقبض على عنق السنابل

مثلما عانقت خنجر

الأرض ، و الفلاح ، و الإصرار

قل لي : كيف تقهر...

هذي الأقانيم الثلاثة ..كيف تقهر )، اختصر المسألة كلها.