أحدثت زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتيه لمدينة جنين ومخيمها، حالة من الجدل في الأوساط الفلسطينية والإسرائيلية، حيث أتت في ظل استمرار الهجمة العدوانية الإسرائيلية على المدن والمخيمات الفلسطينية، وتصاعد المقاومة الشعبية والمقاومة المسلحة.
ظهور اشتية اللافت وسط عدد من المقاومين الفلسطينيين وبجانب فتحي حازم والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن، أعطى مؤشراً واضحاً على أن المقاومة تجد احتضاناً رسمياً وشعبياً واسعاً.
الكاتب والمحلل السياسي منصور أبو كريم، قال في حديث للحياة برس، أن هذه الزيارة هي تأكيد من السلطة الفلسطينية وحركة "فتح"، على أن ما يجري في شمال الضفة الغربية تحديداً في جنين ونابلس يمثل الحركة، وأن عناصر "فتح" هم من يقودون المقاومة الشعبية والعسكرية الآن.
كما يجدد التأكيد على أن "فتح" لم تغادر مربع العمل العسكري، وأن هذه المقاومة تأتي نتيجة وردة فعل على انغلاق الأفق السياسي وانعدام فرص التقدم في عملية السلام.
مشيراً إلى أن حركة فتح لن تسمح باستمرار الوضع القائم من الاعتداءات وانغلاق الأفق السياسي، مؤكداً وجود موقف رسمي للحكومة والسلطة الفلسطينية يؤيد أعمال المقاومة الشعبية والعسكرية.
رئيس الوزراء إشتيه قدم التعازي لعوائل أسر الشهداء في مخيم جنين، وقال "نحن نعلم علم اليقين أن هذا الاحتلال لا يريد السلام، وهذا الاحتلال الذي يمول حملته الانتخابية بالدم الفلسطيني كل يوم، فالدم الفلسطيني ليس رخيصا ليمول حملة انتخابية للاحتلال، ولكن أرواحنا رخيصة عندما يكون الوطن هو العنوان".
اشتية حذر من استمرار العدوان خلال لقائه بالسفير المصري في فلسطين إيهاب سليمان، وطالبه بممارسة الضغط على الإحتلال لوقف جرائمه بحق شعبنا وأن الدم الفلسطيني يعد محركاً للحملة الانتخابية الإسرائيلية.
بدوره قال أحد أبرز قادة المقاومة الشعبية والقيادي في حركة "فتح" عزمي الشيوخي، أن حركة "فتح" ما زالت تقود المواجهة من مسافة صفر مع الإحتلال في كافة نقاط التماس، وتحرص على إبقاء الأوضاع الميدانية مشتعلة في وجه الإحتلال ومستوطنيه.
مؤكداً تمسكها بالثوابت الوطنية والقرار الوطني الفلسطيني المستقل، ومواصلة دفاعها عن المشروع الوطني الذي يحاول البعض التقليل من شأنه لفتح الأبواب لمشاريع تدمر القضية الفلسطينية برمتها، وجعلها رهينة لأجندات خارجية.
منوهاً إلى أن حركة "فتح" تعمل وفق رؤية سياسية وطنية تراعي فيها المصالح الفلسطينية كافة، وتقود المواجهة بكل ما تحمل الكلمة من معنى في كافة محافظات الضفة الغربية.