الحياة برس - مع الفوز الكبير لحزب الليكود اليميني الإسرائيلي المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو والكتل اليمينية المنطوية في تحالفه، بدأ الحديث يدور عن مطالبات لعدد من الشخصيات اليمينية الإسرائيلية لحقيبة وزارة الجيش.
المتطرف بتسلإيل سموتريش رئيس "الصهيونية الدينية"، كشف عن نيته الحصول على منصب وزير الجيش خلال حملته الانتخابية، متوعداً بتنفيذ عدوان واسع ضد الشعب الفلسطيني وإطلاق عملية "الدرع الواقي 2"، في إشارة لعملية الدرع الواقي التي نفذت في مناطق الضفة الغربية عام 2002، والتي اجتاحت خلالها قوات الإحتلال كافة المناطق الفلسطينية ودمرت مواقع الأمن الفلسطيني  وأستشهد خلالها العشرات من ضباط الأمن الفلسطيني والمقاومين والمدنيين، وحاصرت الرئيس الفلسطيني الراحل الشهيد ياسر عرفات ولم تسمح له بالسفر إلا عام 2004 لتلقي العلاج بعد تسميمه بمادة لم تعرف ماهيتها حتى يومنا هذا.
وحسب تقرير ليديعوت ترجمته الحياة برس، هذه الخطوة تواجه تحدي كبير من الإدارة الأمريكية التي حذرت الإحتلال من وضع شخصيات متطرفة دينياً في مناصب أمنية كبيرة، بالإضافة إلى أن هناك ضوابط وتوازنات في المنطقة تؤثر على الاستقرار الأمني، مع أخذ بعين الاعتبار الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وحلف الناتو بالإضافة لتفاهمات التطبيق والسلام التي تم توقيعها مع عدد من الدول العربية.
لذا وجود سموتريش والمتطرف ايتمار بن غفير مع نتنياهو في الحكومة ستضع أمامه مجموعة من الصعوبات بسبب نيتهما تنفيذ رؤية ايديولوجية يمينية متطرف جداً.
ويسعى قادة اليمين لإخلاء الخان الأحمر الذي لم يتمكن نتنياهو خلال حكمه السابق من إخلائه بسبب التدخلات الإقليمية والدولية، بالإضافة لقضايا استراتيجية مثل الغاء قانون الانفصال واستمرار ضم الأراضي في الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان، ودراسة كيفية التعامل مع السلطة الفلسطينية.
وترى تقارير إسرائيلية أنه في حال تولى سموتريش أو بن غفير وزارة الجيش فإنها سيتفهمان قواعد اللعبة السياسية كغيرهما من الذين كانوا يهددون خلال وجودهم خارج الوزارة وبعد دخولها تغيرت تصريحاتهم، ولم يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم المتطرفة، ولكن نسبة التصويت التي حصل عليها المتطرفون قد تمنحهم صلابة أكبر في الملفات السياسية والأمنية.
على الجانب الآخر نتنياهو لن يرغب بتولي حقيبة وزارة الجيش لعدة أسباب أهمها تقاسم المسؤولية خاصة في الانتقادات التي قد تنطلق في حال وقوع حدث أمني كبير أو موجة من الهجمات الجديدة، وهو يعلم بأن التصعيد القادم سيكون أكثر حدة وهو بحاجة لشخصية تعي جيداً خطورة الأوضاع الأمنية والتحديات القائمة، منها الملف النووي الإيراني، وسلاح حزب الله اللبناني، والركود السياسي في الساحة الفلسطينية وما سيترتب عليه من تصعيد أمني.
في حين يرى محللون إسرائيليون بأن الخطاب الأمني لحكومة نتنياهو لن تختلف عن حكومة لبيد السابقة، قد تشهد بعض التطرف ولكن لا يتوقع أن يكون هناك فرق كبير.
وأكثر الشخصيات الأوفر حظاً لشغل هذا المنصب الحساس هما يوآف جالانت وآفي ديختر، وسيسعى نتنياهو لاختيار شخصيات تقبلها الأطراف اليمينية المتطرفة بالإضافة لقبولها من الجهات الأمنية الأخرى خاصة الأمريكية للحفاظ على التنسيق.

المصدر: الحياة برس + يديعوت
calendar_month04/11/2022 04:52 pm