الحياة برس - أثارت دعوة الجيش السوداني لجميع الأفراد القادرين على حمل السلاح، بما في ذلك العسكريين المتقاعدين، مخاوف واسعة من تصاعد المواجهة مع قوات الدعم السريع. تأتي هذه الدعوة على الرغم من استمرار الهدنة المبرمة بوساطة سعودية وأميركية لليوم الرابع على التوالي.
على الرغم من الهدنة، اندلعت معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في دارفور غربي البلاد يوم الجمعة.

تشعر المحللون والمواطنون السودانيون بالقلق من تداعيات دعوة الجيش السوداني على مستقبل الصراع في الفترة المقبلة. يرون أن هذه الدعوة "سلاحًا ذو حدين"، حيث يساهم في تأمين المواطنين وممتلكاتهم، ولكنها في الوقت نفسه تزيد من مستوى العنف الداخلي.

في بيان صدر عن وزير الدفاع السوداني المكلف، الفريق ركن ياسين إبراهيم ياسين، اليوم، قال: "نوجه نداءنا ونطلب من جميع أفراد القوات المسلحة المتقاعدين والضباط والجنود وكل الأفراد القادرين على حمل السلاح التوجه إلى أقرب قيادة عسكرية للحصول على التسليح".

أوضح البيان أن هذه الخطوة جاءت نتيجة لتصعيد قوات الدعم السريع في "استهانتها برموز الدولة من الأدباء والصحفيين والقضاة والأطباء، ومطاردتها والقبض على أفراد القوات النظامية".

تأتي هذه الدعوة في ظل استمرار المعارك التي اندلعت منذ 15 أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1800 شخص، وفقًا لمنظمة "أكليد" غير الحكومية.

وقد وقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتفاقًا لوقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية في مدينة جدة في 20 مايو الجاري.

توسع نطاق الحرب

صرح المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة التيار السودانية، عثمان ميرغني، في تصريحات لسكاي نيوز، بأن هذا القرار هو الأول الصادر من وزير الدفاع السوداني بعد صمته منذ بدء الحرب، ويشمل المتقاعدين من القوات المسلحة و"كل من لديه القدرة على حمل السلاح". يعني هذا أنه تم فتح باب التجنيد الاختياري للجميع، مما يعني توسع نطاق الحرب.

  • وفيما يتعلق بأسباب هذا القرار، أوضح "ميرغني" أنها تشمل:
- تحول المعارك إلى "حرب المدن التي لا حدود زمنية لها"، حيث تسعى القوات المسلحة إلى منح قوات متطوعة دورًا تكتيكيًا في المناطق والشوارع لمواجهة تواجد قوات الدعم السريع داخل المدن واستخدام المدنيين كدروع بشرية.
- قد يؤثر هذا القرار بشكل واضح على تقدم المعارك إذا تولت القوات المسلحة إدارة عمليات المقاومة الشعبية المنظمة التي تحول دون استقرار قوات الدعم السريع داخل المدن ومنازل المواطنين.
- من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي التوسع في تسليح المواطنين إلى خروج الحرب عن السيطرة وتحولها إلى صراع أهلي بامتياز.

أوضاع مأساوية

تحدث المواطن السوداني حسن عبد الرؤوف من الخرطوم لسكاي نيوز عن الأوضاع الراهنة في البلاد وموقف المواطنين من دعوة الجيش لحمل السلاح. أشار إلى أن "الأوضاع الحالية مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
وأكد أن الخدمات تدهورت على جميع المستويات، بدءًا من الأمن والغذاء والدواء.
وأكد أن قرار الجيش بتسليح المواطنين والمتقاعدين الذين يستطيعون حمل السلاح هو "سلاح ذو حدين"، لكن الخطورة تكمن في أن المواجهة المباشرة بالسلاح بين المواطنين في حالة اختلافهم سياسيًا.
أجبرت الاضطرابات أكثر من مليون سوداني على النزوح داخل البلاد، المصنفة بين أفقر الدول في العالم، في حين لجأ ما لا يقل عن 300 ألف شخص إلى دول الجوار التي تشهد بدورها أزمات، وفقًا للأمم المتحدة.
وأكدت الأمم المتحدة أن أكثر من نصف سكان السودان - 25 مليونًا من إجمالي 45 مليون نسمة - يحتاجون إلى مساعدات إنسانية حيوية.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في وقت متأخر من مساء الخميس إنها ما زالت تسجل "انتهاكات" لوقف إطلاق النار، خاصة في الخرطوم ودارفور، حيث يتبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بخرق الهدنة.
calendar_month26/05/2023 07:29 pm