الحياة برس - عُثِرَ الأربعاء على المصري عبد المجيد عبد الباري، الذي كان مغني "الراب" في لندن وأصبح لاحقًا معروفًا بـ"الداعشي"، ميتًا في زنزانته بسجن El Puerto III المركزي في مدينة El Puerto de Santa Maria بمقاطعة "قادش" الأندلسية بإسبانيا.

تقول وسائل الإعلام المحلية إن المولود قبل 32 عامًا في لندن لأبوين مصريين مهاجرين في بريطانيا، حيث جردته المملكة المتحدة من جنسيتها بعد انضمامه للتنظيم المتطرف ومشاركته في أنشطة دموية. أُبلغ الحراس أنه لم يستجب لمكالمة إيقاظ، فقاموا بالذهاب إلى زنزانته ووجدوه ميتًا. لم تكن هناك علامات عنف على جسده، ولكن لم يتم تشريح الجثة بعد، ولم تجر السلطات التحقيق بشأن وفاته.

كان عبد الباري يواجه اتهامًا بالإرهاب والسجن لمدة 9 سنوات. تمت محاكمته في مدريد بتهمة تزعمه خلية إرهابية متجولة. يُعتقد أنه أنشأ هذه الخلية بعد انشقاقه عن تنظيم "داعش" والعودة من سوريا إلى تركيا ثم إلى إسبانيا، حيث تم اعتقاله في أبريل 2020 بشقة في مدينة Almeria في جنوب الأندلس، كان بصحبته صديقين جزائريين قاما بتهريبه إلى إسبانيا.

وجهت إلى المصري عبد المجيد عبد الباري اتهامات "القيام بعمليات احتيال عبر الإنترنت" بالتواطؤ مع صديقيه عبد الرزاق صديقي (30 عامًا) وقصيلة شلوح الأصغر بعامين لتمويل "نشاطات إرهابية". ومع ذلك، نفى المتهم تمامًا هذه التهم ونفى أي صلة له بحسابات "تويترية" تروّج لتنظيم "داعش" المتطرف. كما نفى بشدة وجوده في أي وقت في مدينة الرقة السورية، مُدَّعيًا أنه زار سوريا "لأسباب إنسانية".
بينما كان يتحدث بالإنجليزية والإسبانية، أكد المتهم أنه يُدين جميع المتطرفين بما في ذلك تنظيم القاعدة، وأكد عدم اتفاقه مع أي من أفكارهم الإيديولوجية وأنشطتهم.
تأتي هذه الاتهامات ضمن سياق محاكمة عبد المجيد عبد الباري في مدريد، حيث يواجه الادعاء اتهامات جسيمة تتعلق بالإرهاب والاحتيال عبر الإنترنت. قام المتهم بنفي تلك الاتهامات بشكل قاطع وأكد على عدم تورطه في أية أنشطة إرهابية أو جرائم مالية.

بعد إجراء التحقيق، قررت قاضية التحقيق ماريا تاردون أن تهريب المصري عبد المجيد عبد الباري إلى إسبانيا عبر قارب من الجزائر بمساعدة رجلين جزائريين قبل أقل من أسبوع من احتجازه، كان عملًا إرهابيًا. وقد قدّم عبد الباري نفسه عند القبض عليه على أنه سوري الجنسية بالاسم "أحمد محمد العولبي"، إلا أن مراقبي الشرطة تعرفوا عليه من خلال أذنيه عندما فتح باب الشقة لتلقي وجبة كباب من أحد عمال التوصيل.
وأهم اتهامٍ جاء من الاستخبارات البريطانية ضد عبد المجيد عبد الباري، هو أنه كان الملثم الذي ظهر في فيديو نُشِرَ عن طريق التنظيم "داعش" في 19 أغسطس 2014. في الفيديو، ظهر الصحافي الأمريكي جيمس فولي وهو يجثو على ركبتيه في منطقة مجهولة بالبادية الشمالية السورية، وبجانبه عضو ملثم من "داعش"، الذي نفذ عملية ذبحه وقطع رأسه بطريقة وحشية، وترك جثته مرمية على الأرض.
الأدلة تُرجِّح أن المصري عبد المجيد عبد الباري كان الشخص الذي ظهر في الفيديو المروع، مما يجعله متهمًا بجريمة قتل الصحافي الأمريكي جيمس فولي بشكل بشع وبالتالي يواجه عقوبات قانونية ردعية وجديدة.
calendar_month28/07/2023 07:48 pm