
الحياة برس - مع دخول عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة يومه الرابع، صعد جيش الاحتلال من هجماته العسكرية الانتقامية ضد سكان قطاع غزة، وتركزت تلك الهجمات الحربية بشكل رئيسي منذ مساء أمس على حي الرمال السكني واستهدفت حمم طائرات الاحتلال المنازل السكنية والوزارات ومراكز تقديم الخدمات ومؤسسات أهلية وأبراج ومساجد ومراكز إيواء ومراكز ومراكز شرطة ومركبات الاسعاف مستخدماً قوة نارية هائلة ألقت خلالها آلاف الأطنان من القنابل المتفجرة بواسطة الطيران الحربي.
وتشير أعمال الرصد والتوثيق الأولية التي يقوم بها مركز حماية لحقوق الإنسان إلى ارتفاع عدد الشهداء في اليوم الرابع من العدوان إلى (700) شهيداً بينهم (140) طفلاً و(105) سيدة و(5) من الكوادر الصحية، كما أصيب (3726) آخرين بجراح مختلفة .
ومن جانب استهداف الأعيان المدنية فقد استهدف جيش الاحتلال (11) من سيارات الإسعاف، إضافة لتدمير عشرات المؤسسات الأهلية والخدماتية والوزارات والشركات الخاصة وعشرات المنازل والأبراج السكنية وبشكل كامل على رؤوس أصحابها، حيث تم رصد تدمير بعضها ومنها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وديوان الموظفين العام ووزارة العدل ونقابة المحاميين الفلسطينيين والجامعة الاسلامية وشركة الاتصالات الفلسطينية ووزارة المواصلات ومجمع أنصار الحكومي وتجمع النقابات المهنية ومستشفى سانجون (العيون) ومجمع الجوازات ووزارة المالية وكلية الرباط الجامعية ومسجد العباس ومدرستي أونروا معدة كمراكز الإيواء وبنايات سكنية أخرى عديدة وأهداف غيرها لم تعرف بعد، إضافة إلى تعرض عشرات الآلاف من الوحدات السكنية إلى هدم جزئي، وبفعل هذه الهجمات قد نزح أكثر من 74 ألف فلسطيني إلى 64 مدرسة ومركز إيواء.
ومن ناحية الأوضاع الإنسانية المتردي في ظل استمرار العدوان من خلال وقف ادخال إمدادات الوقود والغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية وصحية، وذلك بفعل قرار وزير الطاقة الإسرائيلي بقطع الكهرباء عن غزة، وبتعليمات وزير الجيش الإسرائيلي الذي وجه أوامره بفرض حصار كامل على قطاع غزة ووقف إمدادات الوقود والكهرباء والماء والمواد التموينية الأساسية.
ويعتبر مركز حماية لحقوق الإنسان أن هذه العملية الحربية ضد قطاع غزة بمثابة عقوبات جماعية ونقل للمعركة من غلاف غزة إلى عمق قطاع غزة الأكثر كثافة سكانية في العالم، وذلك يخالف مبدأي التناسب والضرورة الحربية، ويمثل أعلى درجات المخالفة للقانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف، إضافة إلى أن جعل المدنيين والأعيان المدنية هدف حربي مباشر ينطوي على جريمة حرب تستوجب العقاب.
إن مركز حماية لحقوق الإنسان يؤكد مجدداً أن انفجار الأوضاع جاء بفعل سياسات حكومة الإحتلال الإسرائيلي العنصرية والتي طالما حذرنا من مآلاتها، والتي عجز العالم بأسره عن لجم هذه الاعتداءات المستمرة حتى الآن.
مركز حماية يطالب بتدخل دولي عاجل في ظل الصلف والدعم الأمريكي لهذا العدوان من أجل فرض حماية دولية للمدنيين والأعيان المدنية، وضمان تدفق الإمدادات الغذائية والمساعدات الطبية والإنسانية لقطاع غزة، كما يطالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالتحرك العاجل ووقف الانحياز الواضح وغير المبرر لصالح الإحتلال الإسرائيلي من خلال ممارسة الصمت والتكتم المريب على هذه الجرائم.
مركز حماية لحقوق الإنسان
الأثنين 12:00 PM
10 أكتوبر / تشرين الأول 2023م