الحياة برس - بعد تعهد الحكومة السورية الجديدة بتدمير مخزونات الأسلحة الكيمياوية التي تراكمت في عهد الرئيس السابق بشار الأسد، عاد ملف الأسلحة الكيمياوية في سوريا إلى الواجهة مجدداً، حيث أفاد تقرير أميركي حديث بوجود 100 موقع محتمل للأسلحة الكيمياوية في سوريا، وهو رقم يفوق بكثير أي تقديرات سابقة.

وحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، قدّر الخبراء أن تلك المواقع يصعب تحديدها باستخدام الأقمار الصناعية، وأنها قد تشمل مخزونات غازات مثل السارين، الكلور، وغاز الخردل. هذه الأسلحة كانت قد استخدمت من قبل النظام السوري ضد مقاتلي المعارضة والمدنيين على مدار أكثر من عقد من الزمن.

وأوضح التقرير أن هذا التحدي يُمثل اختباراً رئيسياً للحكومة السورية الجديدة، خاصة مع وجود مخاوف بشأن تأمين هذه الأسلحة في المواقع المتفرقة والمكتظة بالسكان. كما أن الخبراء يعبّرون عن قلقهم من احتمال وصول الجماعات المسلحة إلى بعض هذه المنشآت، ما قد يعرّض المنطقة لمزيد من المخاطر.

وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، قد أعلن الشهر الماضي خلال زيارته إلى مقر منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في لاهاي أن الحكومة السورية ستتخذ خطوات لتدمير كافة بقايا برنامج الأسلحة الكيمياوية الذي تم تطويره في عهد بشار الأسد، في خطوة تهدف للامتثال للقانون الدولي. ولكن الخبراء يبدون تفاؤلاً حذراً بشأن تنفيذ هذا التعهد، رغم سماح الحكومة السورية للفريق التابع للمنظمة الدولية بالقيام بزيارة توثيقية داخل سوريا هذا العام.

يُذكر أن النظام السوري كان قد انضم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية عام 2013 تحت ضغط دولي، بعد اتهامه بشن هجوم بالأسلحة الكيمياوية في ريف دمشق، والذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص. ومنذ ذلك الحين، أكدت السلطات السورية أنها سلمت مخزونها المعلن من الأسلحة الكيمياوية، ولكن المنظمة الدولية أعربت عن مخاوف من أن ما تم تسليمه ليس المخزون الكامل.

calendar_month06/04/2025 02:03 pm