
في مبادرة لافتة، حمل وفد من “لجنة التضامن اللبنانية الروسية” 13 طنًا من المساعدات الغذائية والطبية إلى جمهورية دونيتسك الشعبية، ضمن حملةٍ سُمّيت “جسر التضامن .. لبنان ودونباس”.
استمرت الزيارة أربعة أيام، جال خلالها الوفد اللبناني على مدارس ومستشفيات ومراكز حيوية في فولنوفاخا وماريوبول، ووضع لمساته الإغاثية على أرض معروفة بأنها إحدى ساحات الحرب الروسية الأوكرانية الأكثر سخونة.
قال مصطفى غبورة، رئيس الحملة:
“خلال الأزمات، أرسلت روسيا لنا خمس طائرات مساعدات، ونحن اليوم نردّ الوفاء”.
كلام مشرّف في الظاهر، يُقدّر قيم الإخلاص والتكافل… لكن ماذا عن المأساة التي تبعد عنا بضع مئات من الكيلومترات فقط؟ ماذا عن غزة، حيث يُذبح الأطفال بالجملة، وتُقصف المستشفيات والمدارس على رؤوس من فيها؟
أين “جسر التضامن اللبناني الفلسطيني”؟
أين شحنة الـ13 طنًا لأهل غزة المحاصرة؟
أم أن العناوين تتغير حسب الهوى السياسي؟
في اليوم نفسه الذي كان فيه الوفد اللبناني يجول على مصانع دونيتسك، كانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي تمزّق أجساد الأطفال في بكموت ورفح وخانيونس. أكثر من 40 طفلًا استُشهدوا جوعاً وقصفاً في غضون ساعات. غزة تحترق، والضمير العالمي في غيبوبة… فهل ينضمّ لبنان إلى طابور الصامتين.