
منذ اكثر من خمسين عاما لم تتخذ سلطات الاحتلال في القدس اجرءا تعسفيا مثل الذي اتخذته امس بحق الاقصى بعد ان قررت اغلاقه في وجه المصلين واعتباره منطقة عسكرية مغلقة كرد فقل انتقامي على العملية البطولية التي نفذها ابناء عائلة الجبارين في باحات الحرم القدسي فاستشهدوا بعد ان قتلوا اثنين ممن دنسوا اقصانا وانتهكوا حرمته ويسلم البطن اللي شالهم.
سمعت اصوات نشاز تنتقد هذه العملية البطولية بحجة ان الاحتلال سيتخذ من هذا العمل الفدائي النوعي ذريعة لتنفيذ مخططاته الاستيطانية بحق القدس والاقصى لكن التاريخ اثبت للذين لا يعلمون ولا يريدون ان يعلمون ان الاحتلال لا ينتظر ذرائع لتنفيذ مشاريعه فهو ماض بها سواء قدمنا له الذرائع ام لا لذلك اتمنى على اصوات النشاز ان تنقطنا بسكوتها لان الذي يهان اليوم هو الاقصى وليس غيره وعندما تمتد اليد الغاصبة لاقصانا من الطبيعي ان يكون الرد هو الدفاع وانتقاد الدفاع لا يقبل من اي فلسطيني .
بالامس قلت وانا مقتنع مما اقول ان على الاحتلال ان لا ينتظر منا وهو يدنس اقصانا ويمنعنا من الدخول اليه ان نرش جنوده وغلاة مستوطنيه بالورود والسكر ، يجب ان يعرف ان ضحيته مهما كانت ضعيفة عسكريا الا انها قوية بايمانها بحقها وقادرة على مباغتة عصاباته وطالما ان ارهاب الاحتلال مستمر فعلى حكومة نتنياهو ان تتهيأ للمزيد من الدفاع الفلسطيني عن الكرامة والمقدسات.
قد لا يكون هناك قرار سياسي لدى الفصائل الفلسطينية جلها وفي مقدمتها من يحملون شعار المقاومة بالتصعيد مع الاحتلال لكن الشعب الفلسطيني لا ينتظر قرارا من احد وهو يهان ويذبح من الوريد الى الوريد كل يوم وتنتهك حرمات مقدساته على مرآى ومسمع العالم اجمع لكن الصمت الدولي والعربي المطبق دفع لشعب الفلسطيني الى الابداع في الرد على جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق هذه المقدسات وفي مقدمتها الاقصى وها هي دماءنا الزكية تنتصر على نصل سيف المارقين والطارئين على القدس والاقصى.
اللافت للنظر ان كل الدول العربية بما فيها ايران وقطر وحتى تركيا المتشدقة بالمزايدات اكتفوا جلهم باستنكارات وبيانات وخطابات رنانة تدغدغ العواطف لكنها لن تعيد القدس ولن تطهر الاقصى من دنس الاحتلال.
ونحن نقاتل وحدنا هذا الاحتلال استذكر ما قاله سيادة الرئيس ابا مازن في المؤتمر الحركي العام لاقليم فتح في القدس عندما قال للمجتمعين ( صحيح اننا نسمع كل يوم عن اقتحامات المستوطنين للمسجد الاقصى لكننا نريد ان نسمع ايضا انهم طردوا منه بكل الوسائل المتاحة ..انه اقصانا فلندافع عنه بكل ما اوتينا من قوة )) انها كلمات مهمة لقائد شعبنا الذي قال عنه الاسرائيليين انفسهم انه انتصر على اسرائيل في كل المعارك الدولية والدبلوماسية لكنه اليوم يقاتل وحيدا بعد ان انقلب عليه ابناء جلدتنا وشركائنا في الدم والقرار لكنه لازال ثابتا على الحق وهو يقاتل من اجل القدس ومقدساتها وكلنا باذن الله معه وخلفه حتى ينتصر على اعداء شعبنا.
بكل الاحوال الاقصى اليوم اغلقه الاحتلال وهذا القرار الاحتلالي الجائر لا اعتقد بانه سيمر على الفلسطينيين مرور الكرام، هو شعبي وانا اعرفه جيدا لن يسكت وسيدافع عن اقصاه بيد انه من الواضح ان قيادة الاحتلال لم تفهم رسالة ابناء عائلة الجبارين ابناء ام الفحم وليس جنين او نابلس نعم دماء شهداء عملية الاقصى التي هي دماء الفلسطينيين في الداخل المحتل والتي تقول للاحتلال ان الاقصى هو الخط الاحمر للفلسطينيين اينما وجدوا فهل يفهم نتنياهو هذه الرسالة.
ان طريق السلام واضحة فلماذا يصر نتنياهو على الابتعاد عنها اذا كان يريد السلام كما يدعي ،، ان اول لبنة لبناء سلام ثابت وشامل هي الانسحاب من القدس وابتعاد المستوطنين وعسكر الاحتلال عن الاقصى وانا في اعتقادي ان الاحتلال يعرف ماذا يريد والى اين يريد ان يصل لكنه يجب ان يعرف ايضا ان المس بالاقصى والمقدسات قد يكون شرارة لزلزال قادم حتما سيلتهم كيانه ومشروعه برمته فنحن اصحاب هذه الارض ونعرف كيف نتعامل مع زلازلها لكنه الغريب لن يستطيع ان يتدبر امره في معمعان زلازلنا فينهار من علياء غروره ليضحي ركاما تحت ارجلنا لذلك اقول اقصانا سينتصر على حرابكم ايها الغرباء.