الحياة برس _فادية عليوةتجادل عقول غطى أنسجتها ترف فكري يترنح بين الزهد والسيادية بالتعذيب ، إسلاما من دون سلام  فسر آيات ربي ضمن أهوائه لتكون ( فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) كبش فدا لرغباتهم التي  أسست على منهج "من لم يكن حليفنا فهو عدونا"  اتخذت من العنف منطق لها ترهب به كل من وقف أمام جبروتها لتصبح هي محور الحكاية ."داعش" مسرحية حلت علينا بفصلها القاتم بين حقد أسود وكلمة التوحيد ، أخفت وراء ستارها معالم الدولة الإسلامية وباتت تعلمنا قوانين الدين الجديد ، إسلام لم نشهده في عهد عمر ولا صلاح الدين نعيشه اليوم على أيدي متطرفين يزيفون ثنايا الدين ليمدوا جذورهم المسمومة ما استطاعوا إليه سبيلا.فقد نجحت “داعش” بجذب الشباب العربي من خلال  أفلامها التي اتخذت من الاستراتيجية “الهوليودية” طريقـًا لها، فاللقطات التي تصور الذبح المباشر وتفجير الأعناق والحرق والغرق والتهديد والوعيد كلها نالت الآلاف من المشاهدين على مواقع التواصل الاجتماعي أكثرهم من الشباب.ربما وجدوا ما يفرغوا به طاقاتهم العنفوانية المكبوتة ، ووجدوا أفلام أكشن بأبطال ومخرجين عرب “إسلاميين” متطرفين ، يرتدون الجلابية والعمامة واللحية الطويلة ، يتحدثون العربية الفصحى والمصطلحات الدينية، إلى جانب إعدادها بأحدث المعدات الإخراجية السينمائية.لم يكن القطاع بمنأى عن تلك التخوفات والتجاذبات ما بين مؤيد ومعارض لسياستها ، ولم تكن البقعة "غزة" رغم حصارها وأزماتها المتتالية بعيدة ليبقى السؤال الذي يعتريه القلق هل “لداعش” موطئ قدم بغزة ..!هنا غزة .. جماعات منشقة عن الفصائل الفلسطينية والإسلامية ، وجدت تنظيم الدولة مفرًا لها، وورقة ضغط على الأجهزة الأمنية والجهات المعنية ، اتخذت من مواقع التواصل الاجتماعي منبرًا لها تروج لعقائدها ، وبعض المساجد في الأحياء النائية بالقطاع ، وﻻ شك أن العامل النفسي وانسداد الأفق كان له دور الأكبر بتحديد درجة إقبال الشباب بغزة نحو الفكر المتشدد لبعض التيارات السلفية وإن كان غير واضح المعالم ."م.ع" شابا من غزة انضم لتنظيم الدولة في بداية ظهورها ، فقد وجد فيها على حد تعبيره أولئك الجنود الذين يملكون حب النزعة الايمانية وقناعتهم بان الدنيا دار فناء و اتباعها تعاليم الدين وأصول الفقه ، لا سيما أن رسالتها لم تصل غزة كـ جنود وعناصر فعالة ولكنها وصلت رسالة تأييد ومناصرة للدولة الاسلامية بالعراق والشام ولأميرها ابو بكر البغدادى .مضيفا أن "الاسس والمعايير لاختيار الافراد لا تتعلق بالجنسية والعمر والطبقات الاجتماعية بل تتمثل بالورع لديهم والزهد فى حياتهم " ، وعن تبريره لقتلى داعش قال "م.ع" تقتل "داعش" كل من يتعالى على الشريعة الاسلامية وكل من تسول له نفسه العبث بتعاليم الدين الاسلامى "وماذا عن استراتجية قتلها لضحاياها أوضح "م.ع" "لم يقتل التنظيم بطريقة تخالف الشريعية الاسلامية ولكن قراءنا وكلام الله يتيح لنا الفرصة بان نقتلهم بتلك الصورة ، لذا كان لابد من بث الرعب وقتلهم فكل يوم المسلمين يقتلون ويحرقون بأبشع الصور والطرق .. لماذا لم يبث الاعلام مثل تلك الافعال ويصب تركيزه على الدولة الاسلامية ".مؤيدا أن الترهيب والعنف سيوصل كلمة الحق وجيش الحق للتحرير ورفع راية التوحيد خاتما كلامه "فلا حكم ولا قوة بغير الترهيب ولا عودة للحق بغير سفك الدماء" ."م.ع" حاله حال الكثير ممن انبهر بعقيدة رسخت في ذهنه دين خالص من الشوائب والفتن لتنظيم لم يراه غير انه سمع عنه مما يدل على ان "داعش" استطاعت بقدرة الإقناع ان تزيد جنودها وتحي تنظيمها القاتل عن بعد .. ذلك باستغلال كل بقعة في وطني سادها الفقر الجوع والحرب ، وأخص بالذكر "غزة " حيث أعيش وألمس معاناة الشاب الغزي بما يحمل كاهله من أزمات تفتك بطموحه ارضا لتجده "داعش" تربة خصبة تبعثر أحلامه في مهب الريح ..من الحاكم والجلاد في هذه القضية وماذا لو اتخذت هذه الجماعة حيز التنظيم ..! وما سيترتب عليها من تبعات و خطورتها اذا ما اتجهت انظارها نحو اكتساب عمر الطفولة في غزة .. ! .. تساؤلات للغزيين ...! فوحدنا ندرك فاجعة الاجوبة ..