الحياة برس _في الوقت الذي انهارت فيه كافة الجهود الدولية الداعمة للسلام ، وفشل استئناف التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، و بعد أن ساد الإحباط الأجواء و تزايد التصعيد الصهيوني ضد الفلسطينيين في الضفة وغزة ، طفت إلى السطح المبادرة الفرنسية التي كانت قد اقترحتها لندن في يونيو الماضي ، الأمر الذي لاقى ترحيبا فلسطينيا ، وانتقادات إسرائيلية  وسط تخوفات من أن تتحول المبادرة الفرنسية إلى مناورة سياسية لصالح الاحتلال.المبادرة الفلسطينيه والتي تحاول فرنسا من خلالها العمل على ارضاء جميع  الاطراف حيث صرح القنصل الفرنسي في الثاني من الشهر الحالي بان المبادرة الفرنسيه تسعى لإدماج اطراف جديدة بالتسوية وهو يقصد بذلك حركة حماس وان هناك محاوله فرنسية لإعادة تمرير يهودية الدولة وفق محاولات تجاوز الفيتو الاسرائيلي على اية تسويه لا تلبي تطلعات الكيان الاسرائيلي وان المبادرة الفرنسيه تهدف الى عودة منظمة التحرير الفلسطينيه الى طاولة المفاوضات.الجانب الفلسطيني بدوره شجع المبادرة الفرنسية بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية مطالبا المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني من الممارسات الإسرائيلية ، كما وطالب بعقد مؤتمر دولي للسلام لتفعيل بنودها  وتطبيق حل الدولتين ،أما الجانب الإسرائيلي وخلال مباحثاته الاستراتيجية مع وزير الخارجية الفرنسي بشأن المبادرة تحول الحوار الى صراع غير مسبوق في مجلس الامن اتهموا فيه فرنسا بأنها تقف وراء المبادرة الاوروبية لمقاطعة منتجات المستوطنات.ان عقدة الامن والتوسع الاستيطاني والاستيلاء الاراضي سياسة الاعتقال السياسي والخنق الاقتصادي والعمل على تجسيد الانقسام والفصل الجغرافي بين الضفة الغربيه وقطاع غزه هي التي تحكم وتسيطر على العقليه الاسرائيلية ، وعليه فان تعقيدات القضية  تأتي من الامتداد الاستيطاني ، فتركيبة الحكومة الإسرائيلية تؤكد انها حكومة عنصريه متطرفة وقراراتها مرجعية  بعيده عن التجاوب مع المحاولات لأجل التوصل لتسويه .و إذا نظرنا بتأني إلى المبادرة الفرنسية وتاريخ التعامل الفرنسي مع القضية الفلسطينية ، نجد احتمالية أن يكون هناك تنسيق غير مبرم  هدفه إشغال الفلسطينيين بالمفاوضات ، وتستغل في الوقت ذاته إسرائيل وفرت الظروف المواتية لمواصلة سياساتها في قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية .المبادرة الفرنسية الحالية إذا تطابقت مع نظيرتها السابقة التي طرحتها لندن في مايو الماضي ، فإنها تعني أن فرنسا تتبنى أو على الأقل تميل نحو الموقف الإسرائيلي ، خاصة فيما يخص موقف القدس من الاحتلال وتقسيمها بين الطرفين ، مما يعتبر تكريسا للاحتلال الصهيوني للقدس ، كما تحدثت المبادرة بعبارات فضفاضة عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ، وتجاهلت بالكامل موضوع حق العودة للاجئين الفلسطينيين.في النهاية وعلى أسوأ الافتراضات  فإن المبادرة الفرنسية ايجابية للشعب الفلسطيني وقيادته  فهي على الأقل ستظهر للعالم  أي الأطراف مسئول عن عرقلة السلام ، وأيهما يرفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات بحجج واهية ، ،ما في حال فشلت المبادرة الفرنسيه كما فشلت غيرها من المبادرات فهل ستتخذ اوروبا موقفا موحدا وتطرح مشروع قرار الى مجلس الامن للاعتراف بدولة فلسطين و الاصباغ عليها صفة تلزم قرارات الشرعيه الدوليه وقراري مجلس الامن اسرائيل للانسحاب من كافة الاراضي التي احتلها في الرابع من حزيران 67 وهي حدود الدوله المعترف فيها ام ان المبادرات التي تطرح هي من باب المراوغه للتغطية على الصراعات التي تشهدها المنطقه .عضوة الأمانة العامة للشبكة العربية لكتاب الرأي والإعلام