
الحياة برس - اهتمت الصحافة الاسرائيلية والجهات الرسمية أيضا بما يحدث من تقدم في ملف المصالحة الفلسطينية في محاولة لإنهاء الانقسام المتواصل منذ 11 عاماً.
وكانت الجهات الاسرائيلية المختلفة متفقة أن الانقسام هو من مصلحة اسرائيل وحاولت كثيراً الحفاظ عليه بشتى الطرق.
وفي هذا السياق قال محلل الشؤون العربية في القناة الثانية الاسرائيلية المستشرق ايهود يعاري في سياق تحليله لأهداف حركة حماس من إعلانها حل اللجنة الإدارية وموافقتها على انهاء الانقسام، إن قادة كتائب القسام الجناح العسكري لحماس يريدون تحويل الحركة إلى حزب الله جديد في قطاع غزة.
حيث أنها تريد ان تحمي قوى المقاومة في القطاع وتمارس عملها المقاوم ضد الاحتلال دون السيطرة على الحكم وتجنب المسؤولية المباشرة على شؤون السكان في غزة.
وزعم يعاري، المُرتبط بأجهزة الأمن الإسرائيليّة، أنّه قبل بضعة أشهر اتخذّ الجناح العسكريّ في حماس قرارًا أنّه من الأفضل للحركة التنازل عن إدارة الشؤون المدنيّة، مُوضحًا أنّ هذا المسار مدعوم من إيران وحزب الله. ونقل عن رئيس المكتب السياسي السابق لحماس خالد مشعل قوله مطلع السنة الجارية، خلال كلمة في قطر، إنّ الحركة أخطأت عندما سيطرت عام 2007 على غزة.
وشدّدّ يعاري في استعراضه لخلفية قرار الحركة، وقال إنّ حماس لا ترى ميّزة في استمرار تحمّلها المسؤولية لتوفير الخدمات للسكان في ظل الوضع الاقتصاديّ المتفاقم، وعدم توافر الرغبة لديها في إدارة حياة عشرات آلاف الموظفين والعيش في ظلّ الحصار الذي فرضه الرئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي، لافتًا بذلك إلى أنّ ضغط الحصار وتفاقم الوضع في القطاع هما اللذان دفعاها إلى مثل هذه الخطوة.
وساق المُستشرق الإسرائيليّ قائلاً إنّ حماس ترى في ظلّ هذه الظروف أنّه من الأفضل لها التركيز على بناء قدراتها العسكرية والإبقاء فقط على الشرطة وجهاز الأمن الداخليّ، من أجل منع تعاظم خصومها السياسيين.
بالإضافة إلى ذلك، لفت المُحلل الإسرائيليّ إلى أنّ حماس سمحت في الأسابيع الأخيرة لمسؤولين رفيعي المستوى في حركة فتح، من جماعة محمد دحلان في القطاع، بأنْ يكون لهم موطئ قدم في مخيمات اللاجئين حيث يقومون بنشاطات اجتماعية، والآن باتت حماس مستعدة للسماح للرئيس عباس، إذا ما رغب، بأن يتحمل مسؤوليته في إدارة الحكم المدني في القطاع.
وخلُص يعاري قائلاً إنّ عبّاس نفسه غير متحمّس للفكرة، وذلك على خلفية غياب استعداده لأنْ يكون مقاولاً ثانويًا لحماس في تحمّل المسؤولية عن السكان المدنيين، في الوقت الذي تبقى فيه الحركة الحاكم الفعلي في القطاع، لكن، أضاف، الضغط المصريّ عليه لإرسال رجاله إلى القطاع، فرض عليه الدخول في مفاوضات مع الحركة، والنتائج غير معروفة مسبقًا.
في السياق عينه، شدّدّ مُحلل الشؤون العربية في موقع واللا العبريّ، آفي يسساخروف، على أنّ قرار حماس بمنزلة إزالة للّغم، ويهدف إلى النزول عن الشجرة التي صعدت عليها منذ سيطرتها على القطاع، إضافةً إلى أن هذه الخطوة هي توريط لعباس، على حدّ زعمه.
جديرٌ بالذكر أنّ المصادر الأمنيّة في تل أبيب، زعمت قبل أيّام أنّ حماس تُحاول التقرّب إلى الـ”محور الشيعيّ” بقيادة إيران، وأنّ الأخيرة تقوم بتمويلها سنويًا بمبلغ 70 مليون دولار، بالإضافة إلى الدعم التقنيّ واللوجيستيّ.