
الحياة برس - أصرت الولايات المتحدة الأمريكية على قرارها بنقل سفارتها في دولة الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس المحتلة برغم التنديد العربي والدولي بهذه الخطوة.
وأقامت سفارة أمريكا حفل بحضور ابنة الرئيس الأمريكي ايفانكا ترامب وزوجها المستشار جاريد كوشنير، ووزير الخزانة ستيف منوتشين، وعدد من أعضاء العضة الأمريكية الرسمية التي وصلت لدولة الإحتلال.
وزعم ترمب خلال كلمة مسجلة بثت خلال الافتتاح أن: "القدس هي العاصمة التي أسسها الشعب اليهودي لنفسه في الماضي السحيق".
وأضاف أن "القدس هي عاصمة إسرائيل واليوم نفذنا قرار نقل السفارة الأمريكية للمدينة".
من جانبه، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن: "الرئيس ترمب صنع التاريخ بنقله للسفارة"، شاكرًا له امتلاكه الشجاعة لتنفيذ وعده.
وأضاف نتنياهو: "كلنا ممتنون امتنانا كبيرًا لأمريكا، وسيكتب هذا اليوم في ذاكرتنا القومية إلى أجيال قادمة. هذا يوم كبير للقدس ولدولة إسرائيل".
وتابع: "اليوم سفارة أقوى دولة على وجه الأرض وأقوى حلفائنا الولايات المتحدة تفتح سفارتها في هذا المكان، وجنودنا الشجعان يحمون حدود إسرائيل"، في إشارة للمجازر على حدود قطاع غزة.
وشكر نتنياهو السفير فريدمان في التقريب ما بين اليهود وأمريكا، وقال: "اليوم لديك حظوة وامتياز بأن تكون سفير أول دولة تنقل سفارتها للقدس".
وأضاف: "هذا يوم عظيم لشراكتنا الرائعة مع واشنطن وللسلام أيضًا، والقدس ستبقى وإلى الأبد عاصمة الشعب اليهودي والدولة اليهودية" على حد زعمه.
كما امتدح الرئيس الإسرائيلي روبي ريفلين نظيره ترامب قائلاً إن الشعب الإسرائيلي لن ينسى له هذا الجميل وإيفائه بالوعد، ووقوفه الحازم خلف المصالح الإسرائيلية، معرباً عن أمله أن تحذو المزيد من الدول حذو الولايات المتحدة بنقل سفاراتها للقدس.
أما كوشنر تحدث في كلمته ليس كمستشار لترمب بل كيهودي محتل بالقول: "إسرائيل هي الوصي المسؤول عن القدس وكل ما فيها".
من جهته، قال السفير الأمريكي في الكيان دافيد فريدمان إن: "الرئيس (هاري) تورمان بعد 11 دقيقة اعترف بإسرائيل كأول بلد، والأن بعد 70 عامًا الولايات المتحدة تُقدم على الخطوة التي تم انتظارها والدفاع عنها كل هذه السنوات".
وأضاف فريدمان في كلمة له: "اليوم نفتتح السفارة الامريكية في القدس. مرة أخرى الولايات المتحدة تقود الطريق للدخول كأول بلد من أجل هذه اللحظة".
وتابع: "الحدث التاريخي هذا مرده إلى شجاعة ورؤية وأخلاقية شخص نحن ندين له بالكثير وهو الرئيس دونالد ترمب" على حد قوله.
وفي هذا الجانب، قال رئيس حزب البيت اليهودي الوزير نفتالي بينت أن "أمريكا خطت الخطوة الأولى بشجاعة وأنه يجب على الآخرين الآن القيام بالمثل".
وفي السياق، تظاهر نحو 300 شخص بمكان قريب من السفارة احتجاجًا على نقلها، ومن بينهم أعضاء كنيست عرب من الداخل، حيث رفعوا يافطات تدين الانحياز الأمريكي لإسرائيلي، في الوقت الذي اعتقلت فيه الشرطة أحد المشاركين في التظاهرة.
وفي رد على النقل أيضًا، تظاهر شبان يهود بواشنطن احتجاجًا على نقل السفارة الأمريكية للقدس ورفعوا لافتات منددة.
ووصل وفد أمريكي إلى "إسرائيل" في وقت سابق الأحد يتقدمه ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، ووزير الخزانة ستيف موشين، للمشاركة في حفل افتتاح السفارة.
وأعلن ترمب في 6 ديسمبر 2017، اعتبار القدس، بشقيها الشرقي والغربي "عاصمة لإسرائيل"، والبدء بنقل سفارة بلاده إليها من "تل أبيب"، ما أشعل غضبًا في الأراضي الفلسطينية، وتنديدًا عربيًا وإسلاميًا ودوليًا.
وأحبط الكيان الإسرائيلي الجمعة صدور بيان عن الاتحاد الأوروبي يدين نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وذلك وفق ما ذكرته القناة العبرية العاشرة.
وكان سفير فلسطين لدى القاهرة مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير دياب اللوح قال إنه طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية يوم الأربعاء المقبل، لمواجهة قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى مدينة القدس غزة.
كما خرجت مظاهرات كبيرة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية وقطاع غزة تنديداً بنقل السفارة.

