لم أعد اشعر بإقامتي ولا أمان الفكر في المعيش، تلبدت الأفكار في جمجمتي الشابة، ماذا يحدث هنا؟؟! ..
يحدث أن لا ترى الكهرباء، لأنها من المحرمات التي قد يسعدك قدومها لساعات، لا راحة للخاطف في راحة المخطوف وكيف الراحة يا قوم غزة، جميل جدا ان يكون طموحك ثمانية ساعات من الكهرباء في ساعات الاستيقاظ وخاصة اننا على علم كبير بجدول الكهرباء الشهير الذي لا يناسب الناس، حيث يتعمد زيادة ساعات القطع في وقت الاعمال او ما يسمى الذروة، وعلى ان يتم الوصل بعد منتصف الليل، بالإضافة لجدول رمضاني كريم يوزع الاحمال على السحور والفطور، فإذا تناولت فطورك اليوم على النور فلن يحدث ذلك غدا، ونفس المضمون للسحور حتى نهاية شهرنا الكريم والعودة للعادة القديمة.
في فلسطين نحن نقيم، و وطنينتنا هي الجزء الحساس والقسم الاول من سلم أولوياتنا، وهذا ما يحدث تماما عندما يقف الغزي يهتف نعم للوطن وقد قطع راتبه وكهربائه وشلت كرامته، كيف لرجل في الخمسين من عمره ان يدير منزل دون راتب، قطع للعقاب في حين ان الألم ألمين، لان قناعاتنا اقوى وهو الخيار الفلسطيني رئاسة بقيادة سيادة الرئيس محمود عباس والسلطة الوطنية.
فما وقع لم يغيرنا ولم يجرنا لمخرج أخر غير ممثلنا الوحيد الذي نعلم وندرك جيدا ما المخاطر التي تداهمه، لكن للأسف هو لم يدرك ماذا يجري بنا، مضى من أعمارنا عشر سنوات مسمومة، يفرض علينا الإهانة، والان ماذا؟؟ أهذه عشر سنوات جديدة بجلاد عزيز!!
في الاعلان الاخير عن مصالحة فلسطينية، كان يوجد بداخلي شعور يحذرني، لا تتأملي كثير ، فمن ينتخب كعود الثقاب ،لا يتخلى عن الغنائم ، ولا يمكن أن يرجع الحقوق لأصحابها، ليس معني بجمهوره الانتخابي الذي سقط سهوا عندما اختاروه، فلن يجازف بانتخابات او موقف شعبي يوضح الحقيقة الشعبية.
مواطنين غزة لا يمكن ان يكونوا جيش كما حدث قبل اعوام مضت، ولن يخونوا ابناء جلدتهم ، ربما هي الوطنية معزوزة بفلسطينية الارض، ولا يمكن ان يكون العقاب هو الحل، ولا المنشقين عن العدالة أعدو الخيار، معلوم جيدا حتى انهم يدركون جيدا من الانسب لكن محاولات غارقة ، بمساندة خيانات عربية جريئة، حتى انك تجدها دول ما علاقتها بنا وهل لهذا الحد عشى عليكم حب فلسطيني غزة، أم نسوا رجالات ومدرسي فلسطينيين الذين علموهم لغتهم الخائنة للعروبة، ولو انهم احتذوا بذاك المعلم لكام ما كان.
ماذا ينتظرنا مسيرة العودة واهدافها الحزبية الغير واضحة، وقرارات عربية غير متزنة، إسرائيل ...ترمب!! جميعا ترسم لنا خريطة جديدة ، مؤلم جدا أن تجد الفلسطينيين يشاركون برسم خريطة جديدة، هل هي انفراجات؟؟ نهاية من؟! وبداية من؟ ! لأي نقطة يصل بنا هذا الدوار، والقدس ماذا عن مدينة الوطن وعاصمة القمر، لقد احتجزنا على مفترق طرق ، ندرك الطريق السديد، في حين انه يرفضنا، نحن غير متحزبين وليس مدسوسين، فقط فلسطينيين، ألا يكفي هذا لأجل الكرامة، وكأن الإدراك يعيب صاحبه.

calendar_month20/05/2018 05:45 pm