كان يوم الاثنين الموافق الرابع عشر من أيار مايو ذكري النكبة، يوماً حزيناً ودامياً في تاريخ الشعب الفلسطيني الأعزل؛ حيث ارتكبت عصابات الجيش الصهيوني مجزرة ومذبحة بشعة بحق الأبرياء من أبناء فلسطين، في أدمى يوم مر علي القطاع منذ عدوان عام 2014م؛؛؛ فكانت اعدامات ميدانية بالرصاص الحي رداً علي التظاهرات الِّسلِمية التي انطلقت أملاً بالعودة، ونُصرةً للقُدس؛ خرج المتظاهرين علي حدود قطاع غزة الشرقية؛ فكان الرد رهيباً ومفجعاً عبر اطلاق رصاص القنص والحقد من الصهاينة القتلة علي الفلسطينيين السلميين مما نتج عنه استشهاد ما يقارب سبعون فلسطينياً من المتظاهرين وجرح ما يقارب 2700 مصاب في ذكرى النكبة السبعين، والتي تزامنت مع احتجاجات على نقل السفارة الأميركية إلى القدس المُحتلة؛ أمام مرأي ومسمع العالم كله!؛ وشيع سكان قطاع غزة الشهداء، وقد لحق بركب الشهداء عدد أخر من الجرحى؛ ما يهُمنا هنا هو الرد العربي والإسلامي والدولي علي تلك المجازر؛؛؛ فلقد اجتمع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب وعقدوا اجتماعاً طارئاً في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث ما حصل من مجزرة ارتكبتها القوات الصهيونية في غزة بحث المدنيين العزل في الأراضي الفلسطينية، وكانت النتيجة بعد الاجتماع بينان ختامي سيبقي كغيره من البيانات السابقة حبراً علي ورق، لا يسمن ولا يغني من جوع!؛ كما عقد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، جلسته الخاصة بالتطورات في غزة، بناء علي طلب من دولة الكويت، وكانت مساواة بين الجلاد والضحية، فكانت الدعوات من الولايات المتحدة "الصهيونية" !، إلى أن يقوم الضحايا من الفلسطينيين بضبط النفس!!؛ وعليه أن يذبح الشهيد ويُقتل من الوريد إلي الوريد من دون أن يصرخ من الألم!، إنه مجلس الظُلم!، بل (مجلس الُعهر والعار الدولي)؛ وكان طلب للتدخل الدولي وإجراء تحقيق مفتوح ، كان أفضل نتيجة للاجتماع حول المذبحة المرتكبة من قوات الاحتلال المجرمة، هو الوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا الفلسطينيين؛ أما عن نتائج اختتام أعمال مؤتمر القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الاسلامي الذي دعا له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمين عام المنظمة يوسف العثيمين في اسطنبول فجر يوم السبت، كان موقف الرئيس التركي أردوغان، علي المجزرة ونقل السفارة، هو سحب السفير التركي من دولة الاحتلال وطرد سفيرهم من تركيا واهانتهُ؛ وقال: "نقف مع الشعب الفلسطيني في السراء والضراء" وهو موقف يشكر عليه؛ أما عن نتائج تلك القمة؛ فاُلمجتمعين جددوا استنكارهم لـ"إرهاب الدولة والمظالم والمجزرة التي ارتكبتها دولة الاحتلال ""إسرائيل""، وقالوا أن فلسطين لن تكون لوحدها؛ وأكدوا تضامنهم مع الشعب الفلسطيني؛ والدعوة لتوفير الحماية الدولية لشعبنا، وتشكيل لجنة تحقيق دولية نزيهة وشفافة في جرائم الاحتلال، والتأكيد على أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وكذلك تخصيص موارد للقدس للحفاظ على هويتها العربية والاسلامية، والتأكيد على حل الدولتين؛ طبعاً كل ما سبق لم يتجاوز ما قام به وزراء الخارجية العرب، فخرج مؤتمر القمة الإسلامية ببيان يبقي حبراً فوي الورق!. كما يبدأ غداً مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين مناقشات بشأن مشروع قرار صاغته الكويت يدين استخدام إسرائيل للقوة ضد المدنيين الفلسطينيين ويدعو لنشر "بعثة حماية دولية" في الأراضي المحتلة؛ ويطلب مشروع القرار يوم الجمعة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش رفع تقرير خلال 30 يوما بشأن تبني "سبل وأساليب لضمان أمن وحماية وسلامة المدنيين الفلسطينيين" طبعاً من المؤكد والمرجح أن تستخدم الولايات المتحدة، حليفة كيان الاحتلال الغاصب، حق النقض (الفيتو) لمنع صدور مشروع القرار إن طرحته الكويت للتصويت؛ وبالمجمل في كل ما سبق خرجت وارتقت أرواح الشهداء الفلسطينيين الأبرار إلي العلياء، لعدل رب الأرض والسماء، دفاعاً عن مسري النبي القدس الشريف؛؛ وحصيلة نتائج العالم والغرب والأمم المتحدة، والأمة العربية والإسلامية علي الرد علي مجازر ومذابح الاحتلال الصهيوني التي ارتكبها، وما زالت تُرتكب كل يوم بحق الشعب الفلسطيني، تساوي صفر؛ وخرج شعبنا من العالم بخفُيّ حُنيّن، لذلك علينا أن لا نُعول كثيراً علي كل ما سبق، لأن أهل القدس وفلسطين في رباطٍ إلي يوم القيامة، وهم وحدهم سيدافعون عن كرامة وشرف وعقيدة الأمة العربية والإسلامية حتي النصر والتحرير والاحتلال؛ ومن ساندهُ إلي زوال قريب. 



 الكاتب الصحفي الباحث والمفكر العربي والإسلامي
 الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
calendar_month21/05/2018 02:53 pm