
الحياة برس - في شهر رمضان تحل النسمات الإيمانية على الجميع، وتشتاق النفوس إلى القرب من رب العالمين، باعتبار أن الشهر الكريم موسم العبادة المتجدد سنوياً، الذي يزداد فيه التعلق بالقرآن والصلاة والذكر إلى جانب الصيام.
اثنتا عشرة رسالة موجزة قاصدة وجهها الشيخ الدكتور فيصل بن محمد باجابر، إمام وخطيب جامع الأمير عبد الرحمن الفيصل، رحمه الله، بحي الصحافة لقراء «سيدي» مجملاً فيها الخير والنصح.
- الرسالة الأولى : ينبغي على كل مسلم أن يستشعر عظمة الشهر وأن يستحضر ذلك بقلبه، فهو شهر شرفه الله ورفع قدره ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ،وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ .وللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ".
- الرسالة الثانية : رمضان فرصة عظيمة لتكفير الذنوب وإعتاق النفس من نار جهنم ، وهو فرصة عظيمة لإصلاح القلوب، وفرصة للتوبة والإنابة، وفرصة عظيمة للترقي في درجات الجنة، فالله تعالى سهل لعباده الأعمال الصالحة في رمضان ، وأضعف كيد الشيطان وسلطانه عليهم ، وجعل الله تعالى الثواب على الأعمال الصالحة في رمضان أضعاف الثواب عليها في غير رمضان، قال النخعي: صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة.
وذكر ابن أبي مريم عن أشياخه أنهم كانوا يقولون إذا جاء شهر رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله، وتسبيحة فيه بألف تسبيحة، وجاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال : عمرة في رمضان تعدل حجة ، أو قال : حجة معي، وهكذا في القيام قال صلى الله عليه وسلم : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" وكذلك قراءة القرآن في رمضان أجرها أضعاف أضعاف أجرها في غيره.
- الرسالة الثالثة: إن المعصية في رمضان أعظم بكثير من المعصية في غيره ، فقد قرر أهل العلم أن المعصية تعظم في كل زمان ومكان فاضل.
- الرسالة الرابعة : في رمضان خطر عظيم ذلك أن جبريل عليه السلام قال : من أدرك رمضان ولم يغفر له فأبعده الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمين .
- الرسالة الخامسة : ليس كل من صام رمضان قُبل منه وغفر له ، ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " قال الخطابي: احتساباً أي عزيمة وهو أن يصومه عن معنى الرغبة في ثوابه، راضية نفسه بذلك غيرمستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه" .
فمن المهم بل من الضروري أن يستحضر العبد النية، قبل صيامه وأنه يصوم طاعة واستجابة لأمر الله وحباً له ، سبحانه وشكراً له على نعمه وتعظيماً له وخوفاً منه ، ورغبة في الجنة ورهبة من النار.
- الرسالة السادسة : للصيام أجر عظيم وفضل كبير، ومن ذلك أن الله جل وعلا قال : كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع الطعام ويدع الشراب من أجلي ، ويدع لذته من أجلي ويدع زوجته من أجلي" .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، للصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه" .
- الرسالة السابعة: تعب الصائم في الدنيا يجده راحة يوم القيامة، وظمأه وعطشه في الدنيا يجده رياً يوم القيامة، وما يلاقيه من نصب الجوع والحر الشديد يجده برداً وسلاماً ووقاية من النار يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم( ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ) وقال ( الصيام جنة وحصن حصين من النار).
- الرسالة الثامنة: وجوب الحذر الشديد من كل ما يخدش الصيام، فإنه ليس كل من صام تقبل الله صومه كما قال صلى الله عليه وسلم ( رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُوالتعب ) .وقال صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) . قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ، وَلا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صائم).
- الرسالة التاسعة: الحرص على الاقتداء بالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام والتمسك بسنته من أسباب الفوز في رمضان، بنيل رضى الرحمن والعتق من النيران، قال صلى الله عليه وسلم " لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ" ، وكان إفطاره عليه الصلاة والسلام رطبات فإن لم يجد فتمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء، وقال صلى الله عليه وسلم " تسحروا فإن في السحور بركة".
- الرسالة العاشرة: الوصية لكل مسلم أن يحرص على أن يكون له عدة ختمات في رمضان، فإن السلف الصالح كانوا يختمون عشر مرات وعشرين مرة وثلاثين مرة.
- الرسالة الحادية عشرة: لابد من التخطيط لقراءة القرآن في رمضان وذلك بأن يحدد العبد عدد المرات التي يريد أن يختم القرآن بها في رمضان ، ثم يقسم ذلك على عدد الأيام.
- الرسالة الثانية عشرة : الحذر من مقدمات الجماع وما يؤدي إليه فإن ذلك من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وكفارته عظيمة وشاقة صيام شهرين متتابعين.