
الحياة برس - شارك الآلاف من المواطنين في قطاع غزة، اليوم الخميس، في مسيرة مركزية تنديدا بوعد بلفور المشؤوم، الذي تصادف اليوم ذكراه المائة، محملين بريطانيا المسؤولية الكاملة عن الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا جراء هذا الوعد المشؤوم.
وانطلقت المسيرة التي دعت إليها كافة القوى والفصائل من ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة، باتجاه مقر الأمم المتحدة غرب المدينة، رافعين أعلام فلسطين والرايات السوداء، ولافتات تندد بالوعد المشؤوم، وتطالب بريطانيا بالاعتذار لشعبنا والاعتراف بحقوقه الوطنية كاملة.
وألقى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أحمد حلس كلمة منظمة التحرير قبالة مقر الأمم المتحدة، قال فيها إن هذا اليوم الذي يقف شعبنا في الوطن والشتات ويقف معنا كل أحرار العالم رافضا لهذا الظلم التاريخي، الذي وقع على شعبنا، ورافضين هذا العدوان البريطاني، الذي رسخ لهذا الظلم والعدوان، الذي ما زال شعبنا يعانيه منذ مائة عام قدمت بريطانيا وعدها الجائر لليهود بإقامة كيانهم الغاصب على أرض الشعب العربي الفلسطيني.
وأضاف حلس، "اليوم ومعنا كل احرار العالم نعلن رفضنا لهذا الوعد الظالم كما نعلن رفضنا واستنكارنا للاستمرار في هذا الظلم بإصرار بريطانيا على الاحتفال بهذه الذكرى، التي كان يجب عليها أن تشعر بالخجل وبالعار من وراء هذا الوعد بدلاً من الاحتفال به".
وأكد أنه باسم كل أبناء شعبنا وباسم كل هذه الجموع على تقديم مذكرة للأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة، تشدد على أن "اليوم الثاني من نوفمبر يعيش شعبنا في كل مكان فصول المعاناة الناجمة عن وعد بلفور المشؤوم، هذا الوعد الذي مثل جريمة تاريخية بحق شعبنا فتحت الطريق أمام شتى صنوف الظلم والارهاب بحق شعبنا".
وتابع حلس: "في الثاني من نوفمبر عام1917 قدم وزير المستعمرات البريطانية التي كانت تستعمر بلادنا فلسطين اللورد بلفور وعده الشهير القاضي بالسماح للحركة الصهيونية بإقامة دولة لليهود على أرض فلسطين متجاهلا ما ينص عليه صك الانتداب، التي اقرته عصبة الأمم ومتجاهلاً في نفس الوقت حقوق أصحابها الأصليين، وقد جاء هذا الوعد بمثابة (وعد من لا يملك لمن ليس له حق)، وقد جرى كل ذلك تنفيذاً لمقررات مؤتمر بازل الصهيوني عام1898وبتواطؤ كبير مع الإمبريالية العالمية ورأس المال اليهودي، الذي جرى توظيفه بكل صلافة في خدمة مشروع الحركة الصهيونية الباطلة".
وأردف أنه "في هذا العام يختتم هذا الوعد الظالم مائة عام على إعلانه، الذي شكل نقطة ارتكاز مفصلية تمثلت بقيام العصابات بدعم من قوات الانتداب البريطاني بارتكاب مئات المجازر وحملات التشريد بحق شعبنا وتحويل غالبيته إلى لاجئين، ومنعتهم تحت وطأة هذه المجازر من حقه في التحرر والاستقلال الوطني وبناء مستقبله اسوة بالشعوب، التي نالت استقلالها من الاستعمار".
وشدد على أنه رغم مضي مائة عام ما زال شعبنا برفض بكل صبر وصمود هذا الوعد الظالم وما نتج عنه، وما زالت الجرائم الاسرائيلية وعمليات الاعدام بدم بارد متواصلة ضد شعبنا، علاوة على استمرار سياسة الاستيطان والحصار ومحاولات تهويد القدس واستمرار حملات الاعتقال ضد ابناء شعبنا في محاولة بائسة لاستكمال تنفيذ كل ما في هذا الوعد، لكن شعبنا وبالرغم من كل ما اصابه من ويلات وما تعرض له من ظلم ومجازر لا زال صامدا فوق ارضه.
وقال حلس: يؤكد شعبنا في الذكرى المئوية لهذا الوعد العار ان على بريطانيا ان تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الوعد وكل ما ترتب عليه من ماسي وظلم وما لحقت بشعبنا واجياله المتعاقبة، مضيفاً "اليوم ونحن نمر في ذكر هذا الوعد المشؤوم نعبر عن رفضنا، وإدانتنا لاستمرار وقوف بريطانيا وانحيازها الى دولة الاحتلال بل ومفاخرة وزير خارجيتها على الدور الذي لعبته بريطانيا في تشريد شعبنا بإصدار وعد بلفور واستعداداتها للاحتفال بذلك".
وأضاف "إننا نحن الشعب الفلسطيني ضحايا هذا الوعد الإرهابي المتمثل بوعد بلفور ونحن نغادر حالة الانقسام ونستعيد وحدتنا الوطنية على طريق استعادة حقوقنا كاملة، ندعو كل ابناء شعبنا وجماهير الامتين العربية والاسلامية والاحرار في العالم كافة للقيام بأوسع حملة دولية لإدانة بريطانيا والعمل على محاكمتها بما في ذلك تقديمها لمحكمة الجرائم الدولية واجبارها على الاعتذار عن ذلك واصلاح الخطيئة بالاعتذار لشعبنا وتعويضه عن كل الاضرار والاعتراف بحقوقه المشروعة وفي مقدمتها الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس وحق اللاجئين بالعودة الى ديارهم".
وحمل حلس، المجتمع الدولة ومؤسساته كافة المسؤولية السياسية والاخلاقية لما تعرض له شعبنا وقضيته العادلة من ظلم تاريخي وحرمانه من حقوقه المشروعة، مشدداً على أنه من واجب المجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بالعمل على اصلاح هذه الخطيئة التاريخية التي ارتكبت بحق شعبنا والعمل على انصاف شعبنا ورفع الظلم عنه وتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة لاجئيه الى ديارهم التي هجروا منها ومحاسبة دولة الاحتلال الغاصب على كافة جرائمه الارهابية التي ارتكبتها وما تزال بحق شعبنا الفلسطيني وبغير ذلك فان العدل سيبقى ناقصا والسلام والامن سيبقى ناقصا.
وألقيت العديد من الكلمات التي تندد بالوعد المشؤوم، وضرورة اعتذار بريطانيا لشعبنا، وتعويضه عن الظلم التاريخي، الذي لحق به جراء الوعد الظالم.