
تختلف الأسباب التي من أجلها تتعارك الدول ،كما تختلف طرق الحرب ومدتها الزمنية والوسائل القتالية المستخدمة فيها ، فالحروب أنواع ،ولعل من أغرب الحروب التي قامت عبر التاريخ حرب الفطاير بين المكسيك وفرنسا عام 1886، وذلك بسبب اعتداء جنود مكسيكيون على صاحب مخبز فطائر فرنسي، والأكثر غرابة حرب كرة القدم1970 بين السلفادور وهندوراس،والتى نتج عنها دمار كبير وخسائر بالأرواح قدرت بالألاف، ويبدو الان التاريخ يعيد نفسه ولكن هذه المرة سبب الحرب هو بالونات الهيليوم الحارقة التي يطلقها شعبنا الفلسطيني الأعزل على جيش احتلالى بأسلحته مدجج.
بات الشباب الفلسطينيون أصحاب العقول الخارقة بإبتكار الأساليب والوسائل النضالية لمواجهة أكبر ترسانة عسكرية احتلالية في الشرق الأوسط، وأضحت المناطق القريبة من الشريط الحدودى بين قطاع غزة والخط الاخضر مكاناً لإطلاق مئات البالونات الحارقة نحو مستوطنات غلاف غزة ،وقد بدأ الفلسطينيون هذا الإسلوب النضالي بالتزامن مع فعاليات مسيرة العودة الكبرى في مارس2018 والمستمرة ليومنا هذا، وقد أدت البالونات الحارقة إلى اندلاع الحرائق في أراضينا المحتلة ،ودمرت مساحات واسعة من حقول القمح والأحراش والحدائق ،اضافة الى الخسائر المادية التى تكبدها الإحتلال وقدرت بمئات الآف الشواكل .
وقد وصل عدد الحرائق إلى 32حريق يومياً ،وفي أماكن مختلفة داخل مستوطنات غلاف غزة، مما دفع الإحتلال إلى تجنيد عشرات الطواقم ووحدات الاحتياط وقوات الاطفاء لمواجهة إنتشار الحرائق،كما جندت البلديات الإسرائيلية سكان محليين كطواقم اطفاء.
يوميا يتكرر مشهد البالونات الحارقة ونتائجها المعلنة على الإعلام الفلسطيني والعبري،سؤال يطرح نفسه ما الهدف من إطلاق البالونات الحارقة نحو مستوطنات الكيان ؟؟
ربما لإيصال رسالة قوية من الشعب الفلسطيني إلى الحكومة الإسرائيلية تعبر عن الوجود الفلسطيني المطالب بحقوقه ومنها العودة الى أراضيه المحتلة عام 48،وربما هى رسالة لفك الحصار المفروض على قطاع غزة من خلال مواجهة الحصار الإسرائيلي بحصار اشد من النيران الملتهبة تلتهم الأخضر واليابس لديهم ،في حين تقف إسرائيل عاجزة أمام استغاثات المستوطنين ومطالبين إياها بالبحث عن مخرج للدفاع عنهم في ظل انتشار الحرائق بفعل حرب البالونات ،وقد سبقها اطلاق الطائرات الورقية ، وطالب وزير الزرعة الإسرائيلي أوري أرئيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو امس عقد اجتماع للكابينت لمناقشة ملف البالونات الحارقة ، ولكن ...هل ستقوم اسرائيل بشن حرب على قطاع غزة كرد اعتبار لها امام مستوطنيها؟؟وهل ستواجه مطلقى البالونات الحارقة ذوي العقول الخارقة ؟؟؟!!!!
بقلم غادة عايش خضر