
الحياة برس - نظمت مؤسسة التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، بالمشاركة مع اللجنة الشعبية للاجئين في دير البلح حفل تأبين ووفاء للمحامية الأممية "فيليتسيا لانغر" الرئيس الفخري لمؤسسة التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين.
وتم الحفل في قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني في دير البلح وسط قطاع غزة، بحضور الشخصيات الاعتبارية والسياسية والنشطاء والكتاب والأدباء وناشطي حقوق الإنسان والأسرى المحررين وفاءا وتقديرا للإنسانة العظيمة فيليتسيا لانغر التي قضت عقود من عمرها دفاعا عن قضايا أسري فلسطين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي وكانت هناك كلمات كثيرة للحضور ممن عاصرها وممن كانت تدافع عنهم من هؤلاء الأسري الحضور ومنهم الأسير المحرر محمد معالي أبو سمرة وكذلك المحاميين اللذين عملوا معها ومنهم سفير دولة فلسطين في غانا سابقا وعضو المجلس الوطني الفلسطيني الحالي الأستاذ المحامي/ رفيق أبو ظلفه والذي كانت له كلمة طويلة وكما قال مهما تكلمنا فإننا لن نوفيها حقها فيما قدمت لأسرانا البواسل واصفا إياها بالإنسانة العظيمة الرائعة والتي كانت تعرض حياتها للخطر دفاعا عن الحق الفلسطيني في وجه الظلم والطغيان والباطل الإسرائيلي وكذلك الدور العظيم للجنة الشعبية للاجئين في إنجاح حفل التأبين وفاءا وتقديرا لها ولكل متضامن مع قضيتنا الفلسطينية وهذا النجاح بجهود الأعضاء جميعا ونخص منهم القيادي العظيم الرفيق/ محمد بدوان "أبو مروان" صاحب الجهد الكبير .
وافتتح الحفل بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت وحداد علي روحها الطاهرة تم كلمة اللجنة الشعبية للاجئين ألقاها الأسير المحرر ورئيس اللجنة الشعبية للاجئين الأستاذ/ أكرم الحسنات وهي كالتالي :-
كلمة اللجنة الشعبية للاجئين – دير البلح / الحضور الكريم كلا باسمة ولقبه وكلكم عناوين للوفاء "فيليتسيا لانغر" لروحها المحبة والسلام
بين الشر الكبير يكمن خيرا لو ابعدت عنه غبار الحقد سينير الدنيا سلاما، وبين الأشواك قد تنمو زهرة لو طاح عبيرها ستملئ الأرض عطرا فواحا.
الكلمات في هذا المقام لن تفيها حقها، عاشت وشاهدت الظلم مما اعطاها الحق بالدفاع عن المظلوم ومواجهة الظلم الإسرائيلي ، فاختارت أن تقف مع قضايا أسري فلسطين ضد ظلم وجبروت الاحتلال ورهنت حياتها للدفاع عن الاسرى الفلسطينيين رغم الهجوم المتواصل عليها بسبب مواقفها المناهضة لسياسة الاحتلال وعبرت عن قناعاتها بضرورة العيش بسلام بين الشعوب وإعطاء الشعب الفلسطيني حقة بالعيش بحرية وفي ظل دولة فلسطينية مستقلة.
في صفوف الحزب الشيوعي ناضلت ككل الرفاق من اجل خلق حالة من أجواء السلام وعاشت حياتها ،وهذا لم يمنعها من مواصلة رسالتها الإنسانية تجاه الأسري الفلسطينيين .
هاجرت فيليتسيا لانغر من موطنها ألمانيا بعد الاضطهاد الذي تعرض له اليهود إلي فلسطين لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها في صفوف الحزب الشيوعي الذي عرف بمواقفة المساندة لحقوق شعبنا الفلسطيني التي أقرتها كل المواثيق الدولية .
نحن في اللجنة الشعبية للاجئين بالشراكة مع مؤسسة التحالف الأوروبي لمناصرة أسري فلسطين من خلال رئيس لجنة التحالف في قطاع غزة الأستاذ/ هاني مصبح نرحب بكم الحضور الكريم في حفل التأبين لهذه المناضلة الأممية ونؤكد أننا شعب محب للسلام ويعشق السلام ونقدر جيدا كل دعاه السلام من كل الشعوب ونشكر حضوركم وتلبيتكم دعوتنا ودمتم بخير .
- رئيس اللجنة الشعبية للاجئين – دير البلح/ أكرم الحسنات
وتخلل الحفل فقرات من الثرات الشعبي الفلسطيني الفليكلور والدبكة الشعبية وأيضا قصائد شعرية شاركت بها الطفلة "أميرة إياد نوفل" قصيدة بعنوان:-
- القدس عروس المدائن/ بقلم الكاتب الفلسطيني "هاني مصبح"
القدس حين تمشي في شوارعها
تنظر في سمائها وتلامس هواءها
تستنشق عبق أشجار زيتونها
تناظر مآذن مساجدها وأجراس كنائسها
في القدس لآلئ لا توجد إلا فيها
وحين تنظر في سمائها تأمل نجومها
كالتاج فوق عروس المدائن قدسنا
يا قدس أنت كالروح تعيش فينا
كل المدائن علي الأرض نبنيها
إلا القدس بها الصخرة نحو السماء هامتها
في القدس أجمل المساجد أقصانا
تقشعر أجسادنا حين نمشي بجوارها
حبا وشغفا فيها مسرى رسولنا
بالقدس صلي بالأنبياء جميعا
بوابة الأرض نحو السماء من قدسنا
متى يعود للقدس هيبتها
أيها الحاكم العربي هل هانت عليكم زهرتنا
ألا تخجلون حين تستباح حرائرنا
ألا تخجلون والقدس يحتلها عصابات يهودا
القدس كما العين تحميها جفونها
للقدس ملائكة الرب تحميها
القدس في قلوبنا في أرواحنا
القدس عبر الأزمان تحطمت علي أسوارها
كل الغزاة الحمقى الذين ذهبوا
وحمقي مازالوا بالقدس يصارعوننا
يهود لم يفهموا درس نبوخذ نصرا
القدس تاج المدائن كل مدائننا
القدس توشحت بتاج القبة الصخرة المشرفا
القدس مدرسة لكل الأزمان سينتهي حين نبعثا
هناك من فهموا الدرس وارتحلوا
وهناك مازال حمقي يزعمون أن لهم بها هيكلا
أنتم وغيركم عبر الأزمان سوف ترحلا
القدس للمسلمين القدس لنا وحدنا
- وبعد ذلك كلمة التحالف الأوروبي لمناصرة أسري فلسطين تحدث بها رئيس لجنة تنسيق التحالف في قطاع غزة السيد/ هاني مصبح وهي كالتالي :-
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور ،،، تحية عطرة لكم جميعا علي تلبيتكم دعوتنا اليوم لحضور حفل التأبين للمحامية الأممية الإنسانة العظيمة/ فيليتسيا لانغر الرئيسة الفخرية للتحالف الأوروبي لمناصرة أسري فلسطين لروحها المحبة والسلام .
أيها الحضور الكريم إن مؤسسة التحالف الاوروبي لمناصرة اسرى فلسطين التي تأسست في20 تموز من العام 2013م بمشاركة اكثر من خمسين شخصية نقابية وسياسية فلسطينية ومن أكثر من 15 دولة أوروبية كإطار لتجميع وتركيز الجهود وتوسيع حملة التضامن مع أسرى الحرية في سجون الإحتلال .
ولتدويل قضية الأسري وفضح ممارسات الاحتلال من خلال النشاطات والفعاليات والمؤتمرات السنوية التي يحضرها العديد من الناشطين والكتاب والادباء والبرلمانيين، حيث أنه في المؤتمر الأخير حضر أعضاء برلمانيين لأكثر من سبعة عشر دولة وهؤلاء الحضور جميعا هم بمثابة سفراء لبلادهم وجمهوركم ليعرف العالم الحقيقة عن هذا المحتل الإسرائيلي البغيض.
إن مؤسسة التحالف هي مؤسسة أعضاؤها من عشرون دولة وهي :- روسيا، هنغاريا، رومانيا، بلغاريا، بولندا، اتشيك، اليونان، قبرص، النمسا، سويسرا، المانيا، بلجيكا، هولندا، فرنسا، بريطانيا، النرويج، السويد، الدنمارك، البرازيل، كندا، الولايات المتحدة، كوبا، فنزويلا، تونس، فلسطين (غزة، الضفة، وفلسطيني ال٤٨) ونحن بصدد توسيع مؤسسة التحالف لتعميم التجربة وهناك محاولات جيدة في امريكا اللاتينية .
أخواني أخواتي ننقل إليكم تحيات كافة الأعضاء الكرام في التحالف الأوروبي لمناصرة أسري فلسطين وتحيات المنسق العام للتحالف الدكتور والمناضل القدير الدكتور/ خالد الحمد .
المحامية "فيليتسيا لانغر" لروحها المحبة والسلام وعلى هذه الأرض من نتمنى أن يعيش لفترة أطول، لأن مثلما قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش، "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" انها المحامية "فيليتسيا لانغر"، جنسيتها "بولندية" وديانتها يهودية، أما مهنتها، فكانت محامية، تدافع عن حقوق الآلاف من الفلسطينيين المعتقلين بحكم من القضاء الإسرائيلي الذي وصفته بـ "المهزلة" وبالمناسبة نحن كفلسطينيين لا عداء لنا مع أي الديانات أو القوميات والجنسيات حول العالم وإنما صراعنا مع من احتل أرضنا الفلسطينية ."
لقد فارقت عالمنا الذي بحاجة لمن مثلها، يوم الجمعة بتاريخ 21يونيو من العام 2018 عن عمر ناهز الـ 88 عاماً، بعد صراع مع مرض السرطان، في ألمانيا، التي فضّلت البقاء على أرضها بدلاً من الاستسلام للواقع والعيش في "الكيان الصهيوني".
ولدت لانغر عام 1930 في بولندا، وهاجرت إلى فلسطين عام 1950. درست القانون في الجامعة العبرية في القدس وعملت لفترة قصيرة في مكتب للمحاماة في تل أبيب، حتى تاريخ النكسة 1967 عندما سيطر جيش الاحتلال على الضفة الغربية وقطاع غزة، فأنشأت مكتباً خاصاً في القدس للدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين للتعبير عن رفضها لسياسة الاحتلال الإسرائيلي التوسعية على حساب أراضي الفلسطينيين، وعادت إلى ألمانيا نهائياً عام 1990 لعدم اقتناعها بالإقامة في دولة قامت على أنقاض دولتنا الفلسطينية، قائلة :"قررت أن أتوقف عن العمل في مهنتي، لأنني بدأت أشعر بأن عملي يشبه (ورقة التين) التي تتستر على النظام القضائي العسكري وحتى المدني في إسرائيل، وقررت أن أهاجر كنوع من الاحتجاج والتعبير عن اليأس والاشمئزاز.
فقد رأيت أننا، ولسوء الحظ، لا نستطيع تحقيق العدالة للفلسطينيين.
" قال الكاتب مايكل سفارد أنه أثناء مقابلته معها، تحضيراً لكتابه
"The Wall and the Gate"، صرّحت بأنها كانت "مكروهة" من قبل الإسرائيليين، وأن هناك العديد من سائقي "سيارات الأجرة"، في القدس، ممن رفضوا الوقوف لها في الشارع، إضافة إلى أن هناك من كتب على باب مكتبها في القدس "ستموتين قريباً"، ما دفعها للاستعانة برجل أمن "بودي غارد"، لحمايتها.
أشار المحلل السياسي نظير مجلي في "الشرق الأوسط" إلى أن مكتبها كان "ملجأً للعائلات الفلسطينية ضحية الاعتقال والتعذيب، ومدرسة للمحامين الفلسطينيين"، لكنها لم تكن تنجح دائماً في القضايا التي تترافع فيها، لأن كما كانت تقول "الاحتلال هو المجرم وهو القاضي وهو الجلاد". أضاف مجلي "النجاح كان يتمثل في إطلاق سراح مناضل ما، أو منع ترحيل مناضل ما أو فضح جرائم التعذيب أمام العالم وتجنيد ضغوط دولية على الحكومة الإسرائيلية، وفي بعض الأحيان يكون النجاح في مجرد القيام بزيارة سجين فلسطيني في المعتقل .
"بعدما اشتهرت لانغر في وقوفها أمام المحاكم الإسرائيلية لعشرات السنين، سماها الأسرى "الحاجة فولا" تحبباً بها، وذلك أيضاً بسبب الكتب العديدة التي ألّفتها عنهم، أبرزها تلك العناوين "هؤلاء إخواني"، " عصر حجري" ، "من مفكرتي"، "الظاهرة والحقيقة في فلسطين"، و"بأم عيني" ، "القصة التي كتبها الشعب" ، "الغضب والأمل " تلك المؤلفات التي قدمت من خلالها شهاداتها حول انتهاكات الاحتلال ونماذج من أصناف التعذيب الذي مورس بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونه. لروحها المحبة والسلام هي وكل المتضامنين مع قضيتنا الفلسطينية العريقة منهم من رحلوا وهم إيمانهم عميق بعدالة قضيتنا الفلسطينية ، والاحترام والتقدير للذين مازالوا يدافعون عن قضيتنا الفلسطينية متضامنين من مختلف جنسيات العالم نصره للحق الفلسطيني بإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وفلسطين حتما تنتصر، ومن هنا أمام هذا الحضور الكريم نعلن لكم عن تشكيل لجنة تنسيق التحالف في قطاع غزة والتي تتكون من :-
1/ الكاتبة الصحفية عبير بشير
2/ الأستاذة/ أماني الخطيب
3/ الأستاذ الصحفي/ معالي أبو سمرة
4/ الأستاذ المحامي/ حسام بشير
5/ أخوكم أنا/ هاني مصبح رئيسا للجنة التحالف الاوروبي لمناصرة أسري فلسطين
وفي الختام شدد الجميع علي مواصلة الكفاح بكافة الطرق السلمية لنيل حريتنا وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .

