
الحياة برس - الكثير من الناس هذه الأيام عندما تسأله ماذا تفعل يقول لك مشغول، وقد يكون البعض مشغولاً وهو لا يعرف بماذا مشغول، وقد يشعر بأنه مشغول جداً من قلة العمل الذي ينجزه.
وهذه الكلمة قد تتسبب بوقف الكلام بينك وبين الطرف الآخر، ولكن إعلم أنك إن كنت مشغولاً بحق هو أمر جيد ومختلف عن قولك إنك مشغول بدون عمل حقيقي.
ووفقًا للبحوث فإن الانشغال الحقيقي له فوائد جمة، حيث يحسن صحتك في المقام الأول، ومن ثم يساعدك في اتخاذ القرارات السليمة.
ووفق بحث أجراه معهد إنسيد الفرنسي لإدارة الأعمال، فإن البقاء مشغولاً يساعدك على تحكم أفضل بالذات واتخاذ قرارات جيدة.
يرى الباحثون أن النظرة إلى أنفسنا على أننا مشغولون يعزز بالفعل فينا تقدير الذات، ويقرّبنا من الخيارات الأفضل في الحياة.
وقد كتبت أميتافا تشاتوباديايي، أستاذة التسويق في إنسياد والمجموعة التي عملت معها، بحثًا بعنوان "عندما يكون الانشغال أقل.. تأثير العقل المنشغل على السلوك".
وقد قامت المجموعة البحثية بإجراء اختبارات على عدد من المشاركين من خلال تعريضهم إلى رسائل خفية تشير إلى أنهم مشغولون، أو عن طريق مطالبتهم بالكتابة عن الأنشطة التي أبقتهم مشغولة في الآونة الأخيرة، وكانت هناك مجموعة أخرى لم تتلق أي مطالبات.
ومن ثم طُلب من جميع المشاركين بعد ذلك، اتخاذ خيارات تنطوي على ضبط النفس، مثل القرارات المتعلقة باختيار الطعام أو التمارين أو الادخار للتقاعد.
وجاءت النتيجة أن المشاركين الذين تم تذكيرهم بنمط حياتهم المزدحم أكثر ميلًا باستمرار من المشاركين بالمجموعة الثانية، في قدرتهم على اتخاذ القرارات التي قد تفيدهم لاحقًا في الحياة.
وخلص الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يفكرون في أنفسهم على أنهم مشغولون، يفكرون في أنفسهم على أنهم مهمون، وهذا الأمر منحهم إحساساً كبيراً بالتحكم في النفس.
تحذير
ان العمل والانشغال جيد ولكن احذر من الإفراط به، حيث أن عدد من المشاركين بالدراسة الذين شعروا بالإنشغال الزائد عن الحد، أصبحوا أسرى ضغط كبير من الوقت ومعرضين للقلق مما سيؤثر على اتخاذهم للقرارات الصائبة.
وقالت تشاتوباديايي: "عندما خفّضنا مؤقتًا الإحساس بالأهمية الذاتية للمشاركين الذين شعروا بالانشغال، تلاشى تأثير ضبط النفس".
ويقول الباحثون إن نمط الحياة المنشغلة يمكن أن يحسن الذاكرة ووظائف الدماغ والعواطف، وذلك وفقًا لدراسات سابقة.
وتبقى القاعدة هي أن الإجهاد يمكن أن يؤثر سلباً على الإدراك، لهذا ولجني ثمار الانشغال، من المهم أن تتحكم في أنشطتك بدلًا من السماح لها بالتحكم فيك.