الحياة برس - أفلام الرعب التي نشاهدها أحياناً، قد تصيب بعضنا بالشعور بالخوف، وبرغم أنك تعلم أنها مشاهد تمثيلية لا أكثر، إلا أنك تبقى مشدود الانتباه وتشعر أنك قد تقفز فزعاً في أي لحظة.
هذا الشعور بالقلق أو الخوف فسره علماء الأعصاب بأنه يُحدث لعقلك شيئ غريب، حيث أن بعض المشاهد قد تجبرك على القفز أو الصراخ، لأن ذلك يتجاوز حالة الهدوء التي تكون بها، ويقوم بتنشيط غريزة أولية لديك وهي الإستجابة لحماية نفسك وتحذير الآخرين.
وركز مايكل جرابوسكي، أستاذ الاتصالات بكلية مانهاتن في دراساته خلال السنوات الأخيرة على مصطلح جديد هو "Neurocinematics"، والذي يركز في المقام الأول على العلاقة بين العقل والتجربة السينمائية، والتي تؤكد في إيجاز أن الأفلام قادرة بسهولة على التلاعب بمشاعرنا وأحاسيسنا، وأن الأمر أصبح غير مقتصر على أفلام الرعب، ولكن في الأفلام التراجيدية، التي تدفعنا لا إراديا لذرف الدموع، على الرغم من علمنا أن أحداثها ليست حقيقية. 
ويرى باحثون أن صناع السينما يعلمون جيداً الارتباط بين علم الأعصاب وعلم النفس لتسخير عاطفة البشر لصالح منتجاتهم السينمائية، حيث يجعلون المشاهد يعيش في أحداث الفيلم ويكون متشوقاً لمعرفة ما قد يحدث، وقد يجعلوه يشعر أنه يعيش داخل الفيلم ويترقب ما سيحدث، ويكون جاهزاً للتفاعل فرحاً أو حزناً أو خوفاً مع أبطال الفيلم.
ويصف ألفريد هيتشكوك أحد أكبر مخرجي أفلام الرعب، المشاهدين بأنهم "عضو كبير" من السهل التحكم فيه بواسطة صناع الأفلام، "وأنه (يقصد المخرجين) في لحظة ما نضغط على عصب محدد لديهم، ونحصل على رد الفعل الذي نريده، وقد نصل في يوم من الأيام إلى عدم الاضطرار لصنع فيلم سينمائي كامل من أجل إخافتهم، بل سنستعين بأقطاب كهربائية مزروعة في أدمغتهم، وسنكتفي فقط بالضغط على أزرار مختلفة لكي يتأوهون أو يصيحون، وسنجعلهم يخافون ويضحكون بكل سهولة، ألن يكون ذلك رائعًا".
وفي رأي مشابه لهيتشكوك، فإن مايكل غرابوسكي، يتوقع قيام صناع السينما في المستقبل، باستخدام وسائل تكنولوجية أكثر دقة لتحفيز مشاعر معينة مباشرة عند البشر، والتحكم في متى سيقفزون من الهلع أثناء متابعتهم للأفلام، بل وفي مشاعرهم بصفة عامة.
وأشار إلى أنه "مع تقنيات ذكية مثل "الواقع الافتراضي"، فإنه من الصعب التفرقة بين الواقع والخيال، وهنا تصبح الاحتمالات رائعة ومخيفة بعض الشيء".

#افلام #افلام_الرعب #صناعة_الافلام
calendar_month28/10/2018 02:53 am