الحياة برس - كأنها الحرب ستعود من جديد في شوارع باريس، بدأ أصحاب المنازل والمحال التجارية بتحصين نوافذهم وأبوابهم، كما أعلنت الحكومة عن إغلاق مواقع سياحية، في ظل دعوات جديدة لعودة المتظاهرين للشوارع مرة أخرى.
وتترقب باريس بأنفاس قلقة محبوسة عودة الآلف من المتظاهرين، حيث من المتوقع أن تتجدد أعمال متظاهري " السترات الصفراء " للأسبوع الرابع على التوالي إحتجاجاً على إرتفاع تكاليف المعيشة، في بلد تعتبر من أعلى البلاد الأوروبية بفرض الضرائب.
وبرغم أن الحكومة تراجعت عن قراراتها الضريبية الأخيرة التي استهدفت الوقود إلا أن المتظاهرين يصرون على المزيد من الإصلاحات الإقتصادية.
وقد نفذت الشرطة إعتقالات استباقية واسعة استهدفت أكثر من 278 شخصاً ممن تتهمهم بالدعوة للمسيرات والتحريض.

الاستعدادات الأمنية في باريس

تتميز باريس هذه المرة بالمزيد من الإستعدادات الأمنية التي لم يسبق أن إتخذتها السلطات الفرنسية لمواجهة المتظاهرين، حيث أعلنت التعبئة الشاملة من طرف السلطات الأمنية والحكومية لتجنب تكرار أحداث الفوضى والتدمير التي حدثت فيما سبق.
كما تشمل التعبئة العناصر الأمنية وأصحاب المحلات التجارية وبائعي المحروقات، كما أصدرت أوامر لحظر بشكل كمل، بيع المواد الحارقة والمنتجات القابلة للإشتعال والمواد الكيميائية هذا اليوم.
كما أغلقت السلطات الفرنسية برج إيفل وقوس النصر والأوبرا وساحة فوندوم ومعالم سياحية معروفة أخرى، والمتاحف ومحطات القطارات ورفع المقاعد الموجودة بالشوارع.
أما من جانبهم قام أصحاب المحال التجارية والمنازل القريبة من محيط مركز الأحداث بوضع ألواح خشبية على النوافذ وتحصين أبواب المحال.
من جانبها أعلنت المستشفيات حالة الطوارئ، للتجهيز لإستقبال المصابين، حيث استقبلت الأسابيع الماضية المئات منهم.
في هذا الوضع الصعب يبقى الضغط الأكبر على الأمن الفرنسي، حيث نشرت السلطات 89 ألف شرطي في مختلف أنحاء البلاد، منهم 8 آلاف في باريس فقط، و12 مدرعة لم تستخدم منذ احتجاجات عام 2005.
ويواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتهامات من طبقة واسعة من الشعب الفرنسي بأنه يعمل على فرض القرارات الاقتصادية بحق الأثرياء ويتجاهل مساعدة الفقراء.

السترات الصفراء

حركة السترات الصفراء هي بالأساس حركة تمثل السائقين العاديين الذين يعيشون في الأرياف ويتنقلون بواسطة مركاتهم الخاصة لأعمالهم في المدن، وبرغم خضوع الحكومة لمطلبهم الرئيس وهو التراجع عن ضريبة الوقود الجديدة، إلا أن الإحتجاجات ستعود مرة أخرى لتنفيذ المطالب الأخرى التي تخص المعيشة.

#فرنسا #باريس #احتجاجات #السترات_الصفراء
calendar_month08/12/2018 09:25 am