
الحياة برس - حذرت مصادر أمنية رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تدني نسبة مشاركة الشباب الإسرائيلي المشارك بالوحدات القتالية وتفضيلهم الخدمة في وحدات غير قتالية.
ولفتت المصادر أن هذا التوجه في تزايد مستمر وسط تجاهل كبير من قيادة الجيش، محذرة من مخاطره على المعنويات لدى شباب دولة الإحتلال.
ويتم تجنيد الشبان من عمر 18 عاماً، وفق قانون التجنيد الإلزامي.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت المصادر إلى أنّه في كلمات التلخيص لخطاب قائد الأركان آيزنكوت في المركز المُتعدّد المجالات في هرتسليا تحدّث بشكلٍ واضحٍ عن خشيته العميقة من تراجع المعنويات ونكوص الروح القتاليّة في الجيش الإسرائيليّ، الأمر الذي يجِد تأكيدًا له في انخفاض نسبة المُجنّدين للوحدات القتاليّة، بالإضافة إلى رفض الجنود مواصلة الخدمة في الجيش بعد انتهاء الفترة الإلزاميّة التي تستمّر ثلاثة أعوامٍ، إذْ أنّ نسبة الجنود الذين انخرطوا في الوحدات القتاليّة انخفض من 79 بالمائة إلى 67 بالمائة فقط.
كما أشارت المصادر إلى أنّ الضباط في الجيش يقومون بترك الجيش خلال فترةٍ قصيرةٍ، خلافًا للماضي، كاشفةً النقاب عن أنّه خلال الاجتماعات الدوريّة التي تجري في هيئة الأركان العامّة تُسمَع الصرخات من قبل جنرالات الجيش الذين يُحذّرون بشكلٍ سريٍّ عن خطورة الوضع في الجيش الإسرائيليّ، كما أكّدت المصادر.
واستشهدت المصادر الأمنيّة، كما ذكرت (يديعوت أحرونوت) بأقوال الجنرال آيزنكوط، الذي قال إنّه في نهاية المطاف، القدرات المُتطورّة والتفوّق هما مُهّمان جدًا، ولكن أنا أؤمن بأنّ هذين الأمرين لا يُمكِن تحقيقهما والمُحافظة عليهما بدون الاعتماد على العنصر الإنسانيّ، على الجنود وعلى الضباط، على حدٍّ سواء، قال آيزنكوط، مُضيفًا أنّ تحقيق الأمرين المذكورين منوط أيضًا بالروح القتاليّة واستعداد الشباب في إسرائيل للانخراط في الوحدات القتاليّة، بحسب تعبيره.
كما تطرّقت المصادر إلى عملية “درع شماليّ” لكشف وتدمير أنفاق حزب الله في الشمال، لافتةً إلى أنّ إسرائيل كانت على علمٍ بهذه الأنفاق منذ أربع سنواتٍ ولم تفعل شيئًا، وبالتالي أضافت إنّ الوزير أفيغدور ليبرمان وزعيم حزب (يوجد مُستقبل)، النائب يائير لابيد، كانا على حقٍّ، عندما رفضا البدء بالعملية في الشمال على حساب أمن وآمان المُستوطنين فيما يُسّمى بمُستوطنات غلاف غزّة، كما كشفت النقاب بأنّ الأنفاق في الشمال، التابعة لحزب الله، وفق الرواية الإسرائيليّ، لم تصِل إلى درجة النُضج، كما هو حال الأنفاق في غزّة، وبالتالي من المُمكِن للجيش مُعالجة هذه المُشكلة في وقتٍ آخرٍ، ولكن على ما يبدو، فإنّ صُنّاع القرار في تل أبيب من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ باتوا مُغرمين في زرع الذعر والهلع لدى مُواطني الدولة العبريّة، كما أكّدت المصادر للصحيفة العبريّة.
ولفتت المصادر أيضًا إلى أنّ روح التطوّع للوحدات القتاليّة ومُواصلة الخدمة في الجيش بعد انتهاء الفترة الإلزاميّة باتتا المُشكلة الإستراتيجيّة المُهّمة والتي تحتّل المرتبة الأولى لجيش الاحتلال، مُضيفة في الوقت نفسه أنّ القنبلة الحقيقيّة هي ليست القنبلة الإيرانيّة، إنمّا الجنود والضبّاط في الجيش، بحسب أقوالها.
جديرٌ بالذكر أنّه بحسب موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت)، قدّم اللواء احتياط يتسحاق بريك، مُفوّض شكاوى الجنود مداخلةً في لجنة مراقبة الدولة، التابعة للكنيست، فضحت الخلل الذي يعتلي جيش الاحتلال، فقال إنّ هناك مسار تدهور في الجيش الإسرائيليّ وصل إلى ذروته مؤخرًا، وأضاف: في السنوات الثلاث الأخيرة أصبح هناك تقاطع قاتل بين تخفيض آلاف الجنود من عناصر الخدمة الدائمة وبين تخفيض خدمة الأبناء، ما خلق فجوات مصيرية.
ووفقًا لكلام بريك، تُسيطِر في الجيش الإسرائيليّ ثقافة تنظيمية مُعيبة لا يتمّ التعامل معها من قبل المسؤولين الكبار، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ جوهر المشكلة أنّ لا أحد يُعالِج الأمور هنا، فيما خطورة الوضع تفرض إنشاء لجنة تحقيق خارجية برئاسة قاضٍ، تكون قادرة على الدخول في عملية تغيير من الأساس للثقافة التنظيميّة، بحسب تعبيره. وخلُص إلى القول إنّه لا استعدادات ولا احتياطات في الجيش الإسرائيليّ، وفق تعبيره.