الحياة برس - منحت مؤسسة غزة للتراث والثقافة " الغيداء "وملتقى عائلات غزة الشهيد " يوسف العلمي " لقب عميد عائلات وأعيان غزة هاشم، ضمن فعالياتها لتكريم العديد من رموز زعامات غزّة الوطنيين.
   جاء ذلك خلال حفل أقامته المؤسسة برئاسة المستشار عبد المطلب عامر النخال بهذه المناسبة في بيروت بحضور عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير سابقا الدكتور المهندس زهير العلمي وسفير دولة فلسطين في بيروت أشرف دبور، حيث تسلم حفيده المهندس فيصل سامي يوسف العلمي " رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعاون "، بالنيابة عن أسرة الشهيد،" درع غزة هاشم، ومنحة لقب عميد عائلات غزة "
 وقال النخال:" جاءت فكرة تكريم الأسر الفلسطينية الغزية من منطلق العطاء الذي قدم من قبل هؤلاء الأشخاص الذين قدموا كل ما بوسعهم من أحل القضية الفلسطينية، ورفعة أمتهم، والحرص على مصلحة أهلهم ".
  وأضاف النخال: " عمدت مؤسسة غزة للتراث والثقافة الى تكريم الشهيد " يوسف العلمي " تثميناً وعرفاناً لمواقفه الراسخة والتي لازالت الى يومنا هذا تنبع بالعطاء والوفاء لغزة وفلسطين.
وبيّن النخال أنّ غزّة لا يمكن أن تنسى رجالها، الذين قدموا أرواحهم على مذبح الحرية من أجل فلسطين، وأكد أنه قد انتهى من اعداد كتاب يروى حياة الشهيد ومسيرة عطائه، ويلمح الى كل تفاصيل حياته في غزة وفلسطين ودوره الوطني الريادي والقيادي.
واستعرض الدكتور عبد المطلب النخال في كتابه الشهيد يوسف العلمي (سيرة ومسيرة) حياة الشهيد وأبرز أعماله ومواقفه السياسية التي تصدى بها الاحتلال الإنجليزي، والدور القيادي في العمل القومي والسياسي، والدور الذي لعبه في الحياة الاقتصادية، ومسيرة أبنائه الذين حملوا الراية عن والدهم في مواقفهم الإنسانية.
ولد الشهيد " يوسف محمد نور الدين العلمي "في غزة هاشم، عام 1895م، وهو ينتمي لعائلة العلمي العريقة في فلسطين، وخاصة في غزة فتعلم في مدارس غزة، ثم انتقل للدراسة في تركيا، فدرس في كلية الضباط في الاستبانة، وكان رفيقة الحاج أمين الحسيني، ثم ذهب الى بيروت ليكمل دراسته في كلية دار المعلمين.
 ورغم أنّ الشهيد كان يجيد التركية بطلاقة الا أنه لم يمارس التعليم، فاشتغل في مجال التجارة والسياسة، حتى أصبح من الشخصيات السياسية والاجتماعية والفكرية المعدودة على مستوى فلسطين.
   وكان الشهيد من رجالات فلسطين المعدودة على الأصابع، من حيث الريادة والعطاء والمحبة والتفاني في خدمة الوطن، فقد اشترك في الثورة الفلسطينية الكبرى، وكان من أهم الشخصيات المؤسسة لها مع أمين الحسيني وفرحان السعدي وغيرهم.
   لكن ثورية الشهيد، ومكانته الاجتماعية المرموقة، لم تعجب الانجليز و اليهود الذين حاربهم وقاومهم الشهيد سنوات طوال، فكانت رصاصات الغدر تخرج من فوهة مسدس حاقد مأجور، لإسكات هذا الصوت الوطني الغيور على مصلحة فلسطين , فاستشهد ما بين المنزل و المسجد , مسجد السيد هاشم في غزة , لينطق الشهادة أمام جده هاشم , الذي شهد على تاريخ غزة منذ خمسة قرون .
   وقد وقع الخبر كالصاعقة على أهل غزة، وكافة فلسطين، بل الوطن العربي، الذي كان يعرف مكانة الشهيد " يوسف " فسارع الناس الى تشجيع جنازته بأكبر جنازة تشهدها غزة، فكان تاريخ 15/4/1939م، يوم حداد للشعب الفلسطيني، الذي فقد شيداً (أعطى للوطن كل ما يملك).
وسارعت الصحف المحلية والعربية والعالمية بنعيه، وذكر مناقبه فتصدرت جريدة الدفاع من يافا، عناوين صفحتها حول استشهاد القائد الفذ، وأن هذه الفاجعة الجسيمة عظيمة، والشهيد كان وطنياً مخلصاً ووجيهاً محبوباً من الكل الفلسطيني، وكان هذا بتاريخ 17/5/1939م.
  بالإضافة إلا ما كتبته جريدة الشورى المصرية في عددها الصادر بتاريخ 26/ 4/1939م نعياً مطولاً عقب استشهاد الشهيد " يوسف العلمي ".
 السواد توشح في غزّة عقب استشهاد الشهيد، ونكست الأعلام، وأغلقت المدينة حداداً عليه، وقد قام بتأبينه على القبر رئيس بلدية غزة رشدي بك الشوا، وعاصم بسيسو ورشيد الشريف، وكبار أعيان المدينة وغيرها.
   وقد قام أبناء الشهيد بحمل الراية من بعد والدهم، في العطاء والبذل لغزة هاشم، فقاموا ببناء العديد من المدارس والمؤسسات والمساجد، وترميم مسجد السيد هاشم المقابل لبيتهم، الذي تبرعوا به ليكون عيادة لأهل غزة، فأصبح يعرف بالبندر وأصبح من أبرز المعالم التي عرفت بها مدينة غزة هاشم

calendar_month25/01/2019 01:00 am