الحياة برس - وتكتب صحيفة "يسرائيل هيوم"، أنه تم إحراز تقدم كبير بين الدول العربية وإسرائيل فيما يتعلق بالجهود المبذولة للحد من التوسع الإقليمي لإيران. ففي المؤتمر الدولي للسلام والأمن في الشرق الأوسط، الذي انتهت أعماله الليلة الماضية (ليلة الجمعة) في وارسو، بولندا، هاجم وزراء خارجية عدد من الدول العربية بشدة، إيران والدعم الذي تقدمه لها الدول الأوروبية، بينما كانوا جالسين حول الطاولة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. 
وقام مكتب رئيس الوزراء بكشف مضمون الاجتماع المغلق، حيث نشر شريط فيديو مدته 25 دقيقة، ظهر فيه وزيرا خارجية البحرين والإمارات العربية المتحدة ووزير الدولة في المملكة العربية السعودية وهم يهاجمون إيران. وليس من الواضح ما إذا تم نشر الفيديو عن طريق الخطأ أو عن قصد، لأنه تم حذفه بعد بضع دقائق.
وفي الفيديو، يظهر وزير شؤون الدولة السعودي عادل الجبير وهو يقول في المؤتمر: "في كل مكان في المنطقة، تلعب إيران دورا مدمرا، أنظروا إلى الفلسطينيين، من يدعم حماس والجهاد الإسلامي، اللذان يضرا السلطة الفلسطينية؟ ومن التي تنشر الفوضى في سوريا؟ ومن يحاول تهريب السلاح الكيماوي للكويت والبحرين؟ إنها إيران. من التي تنقل أسلحة إلى منظمات إرهابية؟ إيران. من التي تبني مصانع أسلحة في السودان؟ إيران. من التي تحاول أن تحدث فوضى في إفريقيا وإندونيسيا وتايلاند؟ إيران. إيران في كل مكان."
وأضاف: "لا يمكننا أن نستقر في المنطقة دون سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة دون سلام في لبنان وسوريا. وأينما ذهبنا نجد سلوك إيران الشرير. إذا كنا نريد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، يجب أن نوضح للإيرانيين أنه إذا أرادوا أن يتعاملوا معهم كدولة عادية، فعليهم أن يتصرفوا كدولة طبيعية".
وأضاف الجبير أنه "تم التوقيع على الاتفاقية النووية، واعتقد الجميع أنه سيكون عقدًا هادئًا، لكننا في المنطقة وهذه مقامرة خطيرة. إيران مع سلاح نووي ستسبب لنا المعاناة. إذا قامت إيران بتطوير صواريخ بالستية فسنعاني. نتمنى أن يتغير اليابانيون، لكنهم ليسوا هناك. لقد فشلت كل محاولة للتعامل الجيد معهم. انهم يعرضون وجهين - وجه وزير الخارجية الذي يتحدث جيداً والوجه الآخر للحرس الثوري."
وقال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: "يجب مواجهة التحدي الإيراني قبل مواجهة التحديات الأخرى. التحدي من جانب إيران أكبر من التحدي بين إسرائيل وجيرانها. كسكان في المنطقة، نشأنا على أن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هو الأهم، ولكن بعد ذلك رأينا أن هناك ما هو أكثر سُما... من هي الدولة التي قتلت وجرحت أكبر عدد من مواطنينا؟ إنها إيران ... ما نطلبه من إيران – مدوا أياديكم إلى المنطقة وليس ضدنا. نحن نخوض مواجهة معها على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع."
وقال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زيد إنه "حالما ترى إيران تغيرا في دول المنطقة، فإنها ستقلق".
وقال نائب الرئيس الأمريكي مايك بينيس في المؤتمر، في سياق مماثل: "هذه المرة لن يفوت العالم فرصة محاربة النظام الإيراني، كما كان في عام 2009 بعد أن سرقوا الانتخابات. بالنيابة عن رئيس الولايات المتحدة وباسم الشعب الأمريكي، أؤكد لكم أننا إذا وقفتم معنا في هذه المسألة، فسنقف بجانبكم. وقال: "إيران تريد أن تصنع محرقة ثانية، وقد أعادت الولايات المتحدة العقوبات التي لم يكن يجب إزالتها منذ البداية. منذ الاتفاق النووي، ازداد العدوان الإيراني. لقد حان الوقت لكي تعيد أوروبا فرض العقوبات".
وأضاف بينس: "هذا مؤتمر تاريخي يشارك فيه أولئك الذين كانوا أعداء طوال عقود من الزمان، ويجلسون معا ويناقشون التهديدات المشتركة. أبناء ديانات يتسحاق وإسماعيل يجلسون حول الطاولة نفسها."
وردا على سؤال وجهته صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى نتنياهو حول استمرار نشاطها في سوريا وعدم تعليق برنامجها النووي رغم الضغوط، قال إنه لولا لنشاط الإسرائيلي، لكان الوضع أسوأ. وأوضح: "لو لم نتصرف، لكانت إيران أكثر عمقاً في سوريا، لكنها قامت بتخفيف قواتها. كان لديها خطط لإحضار 80 ألف عضو من الميليشيات إلى سوريا، لكن في الواقع تم إدخال عُشر هذا العدد. أرادوا إدخال أنظمة أسلحة متطورة، لكن هذا لم يحدث نتيجة لنشاطنا".
وأضاف نتنياهو: "الأمر لم يحسم بعد، لكن عزمنا يقوض عزيمتهم وهم في مكان أقل مما كان يجب أن يكونوا فيه."

calendar_month16/02/2019 11:46 am