الحياة برس - ازدادت هجرة أبناء الشعب الفلسطيني لبلاد الغرب، وخاصة الشباب الجميل اليافع النافع، وهم لا يزالون في ريعان شبابهم، وفي مقُتبل العُمر، كما هاجرت العقول العربية الفذة، إلي بلاد الغرب، هُروباً من البطالة، والفقر، والظُلم في أوطانهم، إلي بلاد الغرب، وأوروبا!؛ واتسعت رقعة تلك الهجرة بشكل كبير بعد اندلاع ما يَّسُمي بثورات (الربيع العربي!) ؛ بل هو الصيف الدموي المُحرق لطاقات الشباب العربي، واستنزاف لمُقّدَرات، وخيرات الأمتين العربية، والإسلامية؛ وهو الفوضى الخلاقة، والشرق الأوسط الجديد!؛ وبعد الانقلاب البغيض عام 2007م في غزة زادت هجرة الشباب من قطاع غزة، وخاصة أن كل فلسطين تعاني من نكبة الاحتلال الاسرائيلي العُنصري الفاشي البغيض؛؛ وجاءت علي الشعب الفلسطيني نكبة أُُخري لا تقل قساوةً، ولا مرارةً، وألماً عن نكبة عام 1948م؛ وهيّ نكبة الانقسام الفلسطيني، الفلسطيني، ومنذ ذلك التاريخ والشعب الفلسطيني يعاني الأمرين!؛ وذاق الشباب الفلسطيني الغَزِّيِ خاصةً، والشعب عموماً الحنظل، والمُّر، والعّلقَمْ !؛ وبعدما كان الغرب، وأوروبا قبل عدة عقود خَّلَتْ، تُّرِسِلْ للشباب العربي دعوات للهجرة، وامتيازات، واغراءات، وعروض مُغرية، مثل الوظائف، ومنح جنسية تلك البلد للشاب المُهاجر، والاغراء بالأموال؛؛؛ ولكن اليوم صار العكس، فالشباب العربي، والاسلامي عامةً، وشباب قطاع غزة خصاصةً، فيقوم أولياء أُمورهم ببيع الأخضر واليابس لديهم، فيبيعون حُلي زوجاتهم، وعفش بيوتهم، ويستدين بعضهم المال، من أجل أن يُهاجر ابنهُ خارج الوطن للعمل وطلباً للأمن والمان والراحة النفسية!؛ وصراحة هم معذُرون!؛ والسبب حينما تجد جيش من البطالة يُعاني منها ألاف العمال، والخريجين العاطلين، ولا يجدون أي فرصة عمل؛ ولا حتي بصيص من النور، والأمل!؛ لتحقيق المُصالحة، ومصير مجهول مُظلم، وحروب لا تنتهي، عبر تهديد ووعيد من جيش الاحتلال لا ينتهي، وفي كل، وقت، وحين؛ وأحزاب، وقيادات حزبية تتلحف عباءة الوطنية زيفاً وزوراً، في الوطن!؛ فتأكل ما لذ، وطاب من الطعام، والشراب، وتركب أجمل، وأغلي السيارات الفارهة، وتعيش في القصور العالية، وتدعي دوماً الانتصارات العظيمة!؛ ويّتحكمون في مصير البلاد، والعباد، وظُلمٌ، وقهرٌ، وفقرٌ، مُّسَتمِرٌ هنا، وهناك؛ فهل تلك هي الانتصارات يا قيادات!!؛ بينما يعاني غالبية الشعب من سوء الأوضاع، وغلاء المعيشة، ولا عمل، ولا أمل، ويتضور غالبية الشعب جوعاً، وفقراً، ومرضاً، وبطالةً منتشرة انتشار النار في الهشيم!؛ واحتلالاً يهدد ليلاً، ونهاراً بّشَنْ حرب شعواء تدميرية علي قطاع غزة،، وكلٌ يغني علي ليلاه، وحكامٌ لاهية قلوبهم للحفاظ علي العروش، والكروش!؛ بعد كل ما سبق أفلا يحق لتلك الطيور الصغيرة اليانعة الشابة أن تهاجر، وتهرب من أوطان أصبحت كالسجن تضيق علي الأحرار؟؛ وقد وَأّدْتَ الطاقات، وقُتِلتْ الآمال، وحطمت الأحلام، في زمن الترهل والوهن العربي، والانكسار،، والتبعية، والانحسار العربي!؛ ومع استمرار تلك الاوضاع المأساوية غير الانسانية والبطالة في العديد من الدول العربية، وفلسطين، والتي أصابها السرطان الخبيث المعروف بالانقسام!؛؛ لذلك لو توفرت فرصة الهجرة من الوطن الذي أصبح الفقر فيه للمواطن سببًا في الغربة؛ والغني في بلاد الغربة وطن!؛ رغم ألم الغربة الشديد علي النفس البشرية؛ إلا أن الرغبة في الهجرة لخارج الوطن أصبحت ظاهرة منتشرة عربياً، وفلسطينياً، بسبب الأوضاع الغير إنسانية والبطالة السائدة؛ في الكثير من الدول العربية، فهل يفيق، ويصحو القادة، وزعماء الفصائل والأحزاب من الُّسَباتْ العميق!؛ وينتبهوا أن الطيور المهاجرة خارج الأوطان، تلك السرب المهاجر من الشباب النافع، من المفروض أنهُم بهم تبني، وتنتصر الأوطان، وهم عماد المُجتمع، وهُمُ اللؤلؤ والُمَرجَانْ، وقد أبدع الكثير منهم في بلاد الغرب، بدل بلاد الَُّعُربِ، فخسرتهم الأوطان.. 
        بقلم الباحث الكاتب الصحفي، والمفكر العربي، والإسلامي
      الاستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
   الأستاذ الجامعي غير المتفرغ، وعضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب
dr.jamalnahel@gmail.com
calendar_month27/02/2019 10:40 pm