الحياة برس - القهوة التي نتناولها كانت سبباً في إنهيار الدولة العثمانية التي استمرت بحكمها 600 عام.
حيث نشرت صحيفة بريطانية تقريراً تحدثت فيه عن دور القهوة التركية بتسريع إنهيار الدولة في القرن التاسع عشر.
وأشارت الصحيفة حسب ما ترجمته الحياة برس، أن السلطان سليمان القانوني الذي حكم الدولة ما يقارب 46 عاماً، أحظر القهوة الى تركيا بعد أن حصل عليها والي اليمن الذي عاد للقسطنينية حاملاً المشروب الجديد.
وبعد جلبها للدول العثمانية، نجحت القهوة بحجز مقعدها في الدولة واعتاد الكثيرين على تناولها، وأصبحت تغلى بأقدار نحاسية وتصب في الفناجين الخزف.
والسلطانة حرم، المعروفة عربياً باسم " السلطانة هيام "، كانت تتناولها بشكل متكرر مع كوب من الماء ومكعب من " الراحة "، كما تقدم حتى يومنا هذا في تركيا.
وقد تم تحريم القهوة بداية بعد انتشارها بشكل واسع، ولم يُعرف لماذا تم تحريمها، ولكن هذا الأمر لم يؤثر على شعبيتها وأسس تاجران سوريا المقهى الأول في اسطنبول عام 1555، ومن ثم ظهرت 4 مقاهي جديدة في المدينة واتسعت شعبيتها بشكل متزايد في أنحاء الدولة العثمانية.
وأصبحت هذه المقاهي أماكن لتجمع المواطنين خلافاً عن اللقاءات في المنازل والمساجد والأسواق، واعتاد المثقفون قراءة الأخبار فيها.
وهنا استغلت فرقة من الجيش العثماني الخلاف بين النظام الحاكم والمواطنين حول القهوة، واستخدمت فرقة الانشكاريين في الجيش العثماني المقاهي للتحضير احتجاجات ضد لسلطان، وبدأت بتعليم البسطاء والأميين المرتادين للمقاهي أفكار الثورة وتقرير المصير وغيرها من الشعارات الهادفة لتدمير الدولة.
وحاولت الدولة إغلاق المقاهي واعتبرتها تهديداً لها، وزرعت الجواسيس فيها لنقل ما يحدث، إلا أنها لم تتمكن من إغلاقها بسبب الأرباح الكبيرة التي كانت تدرها.
واتسعت شعبية المقاهي في القرن التاسع عشر مع ارتفاع نجم التيارات القومية في البلاد، خاصة أن قادة التيارات القومية كانت تلتقي في مقاهي تدعى سلانيك وصوفيا وبلغراد، ونجحت جهودهم بانفصال اليونان1821 وصربيا 1835 وبلغاريا 1878 واستقلالها عن الدولة العثمانية.


calendar_month01/03/2019 03:02 pm