الحياة برس - قال البروفيسور الاسرائيلي والكاتب شموئيل ساندلر أن سياسة اسرائيل المقبلة في التعامل مع حركة حماس يجب أن ترتكز على التفاوض تحت النار مع الحفاظ على بقاء سيطرتها على قطاع غزة.
وقال ساندلر في مقال على صحيفة اسرائيل اليوم، أن السياسة الاسرائيلية تجاه غزة المتوقعة ستكون على أساسين بالتوازي، وهما المفاوضات السياسية والعمليات العسكرية.
وتساءل ساندلر: " هل نواصل القتال فقط أم نتفاوض لنعطي ونأخذ ؟".
وأشار الباحث في معهد بيغن - السادات للدراسات الاستراتيجية، أن حماس واسرائيل لا يعترفان بحق الآخر بالوجود لذلك لا يوجد مفاوضات مباشرة.
 كاشفاً أن اسرائيل قد تضطر في المستقبل القريب لاستخدام القوة، حيث سترتفع حدة العمليات العسكرية من جهة وتفعيل الأدوات الدبلوماسية من جهة أخرى.
وفسر الباحث الاسرائيلي كيف تجمع اسرائيل بين مواصلة حصارها للقطاع، وقصف أهداف لحماس والجهاد الاسلامي كرد على اطلاق الصواريخ باتجاه غلاف غزة، في نفس الوقت ترسل الأموال لحماس والبضائع التجارية.
مؤكداً أن الجمع بينهما ليس غريباً، وأن ما يجري هو نوع من المفاوضات بالعنف، وأن المفاضلة التقليدية بين القوة العسكرية البحثة والتفاوض الدبلوماسي انتهت مع انتهاء الحرب بين الدول في القرن التاسع عشر، وحل مكانها الآن هذا النوع من التفاوض.

مخاطر القضاء على حكم حماس 

ورأى ساندلر أن القضاء على حكم حماس يعني عودة السلطة الفلسطينية لغزة أو تكفل اسرائيل بإدارة شؤون القطاع وتحمل مسؤوليته.
وأوضح أن الخيار الاول سينتج عنه زيادة الضغط الدولي على إسرائيل لاقامة الدولة الفلسطينية بجانب اسرائيل وهو الأمر الذي لا تريده.
والخيار الثاني الذي يتكفل به الجيش برعاية القطاع الذي يحوي على أكثر من 2 مليون انسان، هو أمر لا تريده قيادة الاحتلال.
وحماس تدرك جيداً هذه التحديات أمام الاحتلال لذلك تعمل على تحدي تل ابيب بين الحين والآخر، دون التخلي عن استراتيجيتها المعلنة بقتال الاحتلال.
وأضاف الباحث الاسرائيلي، أنه في حال بدأت الحركة تفقد شرعيتها من الدول العربية خاصة مصر والسعودية بالاضافة للضغط من السلطة الفلسطينية، ستسعى حماس للبقاء من خلال " المقاومة "، في ظل عدم وجود قرار اسرائيلي باستئصال حماس، فان البديل الدخول في عملية عسكرية محدودة مع تفعيل العمل الدبلوماسي.
وأكد أن "حماس باتت تفهم قواعد اللعبة جيدا، فهي لا توسع رقعة إطلاق الصواريخ خارج غلاف غزة كي لا تضطر إسرائيل لرفع مستوى ردودها العسكرية، وهو ما يحدث بالفعل، حين لا يتعمد الطيران الإسرائيلي إسقاط خسائر بشرية فلسطينية في هجماته الجوية على غزة".
ونوه الكاتب الاسرائيلي أنه بعد الحروب الثلاثة التي جرت في غزة ضمن استراتيجية " المعركة بين الحروب " أو " جز العشب "، سيبقى الوضع على ماهو عليه لعدم وجود استعداد لادارة مفاوضات مباشرة، كما لا توجد رغبة في القضاء على حكم حماس، وستبقى المفاوضات تحت النار هي الخيار الاسرائيلي حتى الآن.

 
calendar_month13/04/2019 12:46 pm