الحياة برس - صيف ساخن للغاية، بهذه العبارة حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية من خطورة الوضع الفلسطيني في ظل الضغوط الإسرائيلية والأمريكية على السلطة الفلسطينية.
وقال اشتية في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء، أن السلطة الفلسطينية في حالة إنهيار كبير جراء الأزمة المالية الحادة التي تمر بها.
وأوضح اشتية أن حكومة الإحتلال الإسرائيلي توقفت عن تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية منذ أشهر مما أدى لتفاقم الأزمة ومواجهة خطر الإفلاس بحلول يوليو أو أغسطس المقبلين.
وكانت سلطات الإحتلال بدأت في فبراير الماضي خصم ما يزيد عن 138 مليون دولار من نحو 2.5 مليار دولار تجمعها سنوياً لصالح السلطة الفلسطينية من الضرائب والتعريفات على البضائع المستوردة للضفة الغربية وقطاع غزة.
وتتحجج سلطات الإحتلال أن الأموال المصادرة هي قيمة الأموال التي تدفعها السلطة الفلسطينية رواتب لأسر الشهداء والأسرى والجرحى الذين تتهمهم إسرائيل بالإرهاب.
ورفضت السلطة الفلسطينية استلام الأموال منقوصة وهذا ما أكد عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكثر من مرة.
وأوضح اشتية أن البنوك الفلسطينية التي تقرض السلطة الفلسطينية أيضاً هي تواجه أزمة كبيرة في السيولة.
وتابع: "إذا أراد الإسرائيليون أن تنهار السلطة، فدعهم يدفعونها إلى الانهيار. لن نحل السلطة. لكن يمكنهم دفعها للانهيار"، محذرا من أن الوصول إلى هذه النقطة سيدخل الأراضي الفلسطينية في دوامة من الفوضى.
وقال اشتية انه كان يتوقع حل مسألة أموال الضرائب مع إسرائيل بعد تشكيل نتنياهو لحكومته الجديدة بعد انتخابه في أبريل الماضي، ولكن الأمور تأزمت من جديد بعد فشل بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومته واحتمال إجراء انتخابات جديدة في سبتمبر مما يعطي مؤشرات بزيادة الأزمة حول أموال الضرائب.
وقال: "ظهورنا الآن أصبحت مشدودة إلى الحائط. لم نفقد السيطرة على الوضع حتى الآن، لكن لا أعرف كم من الوقت سنبقى على هذه الحالة".
ووصف اشتية تحركات إدارة ترامب في ملف عملية السلام مع الإسرائيليين بأنها "تلاعب متهور بالوضع الراهن"، مؤكدا أن "الرد الفلسطيني عليها عقلاني تماما".
وأشار أن القدس كانت قضية تفاوضية مع إسرائيل ولكن إدارة ترامب حذفتها من أجندة التفاوض، كما قضية اللاجئين والمستوطنات في الضفة الغربية.
يذكر أن السلطة الفلسطينية تصرف ما نسبته 60% من رواتب موظفيها في الضفة الغربية منذ ثلاثة أشهر، كما أن موظفيها في قطاع غزة يعانون من أزمة كبيرة بسبب خصومات الرواتب التي تصل لـ 50% وأكثر شهرياً.

calendar_month06/06/2019 12:31 pm